طوابير الأفران بلا نهاية ..والخبز في "بورصة" السوق السوداء


تتواصل طوابير المواطنين المصطفين على "دور الخبز" أمام أفران دمشق وضواحيها في ظل أزمة خانقة، ما جعل الخبز مادة شبة مفقودة تباع وتشترى في "بورصة" السوق السوداء.

ويمضي المواطنون ساعات طويلة أمام الأفران، ويكشف (أبو قتيبه) من ريف دمشق لـ "اقتصاد" عن فرز اثنين من أولاده لتأمين الخبز، حيث يمضيان بين 3-4 ساعات للحصول على(4 كغ) خبز من فرن المليحة.

وغالباً ما تشهد تلك التجمعات مشاجرات، يتخللها إطلاق نار من قبل "الشبيحة ورجال الأمن" الذين يحصلون على الخبز خارج الدور، ما يؤدي إلى اصطدامهم مع المواطنين، هذا ما تكرر حصوله أمام الفرن الآلي في جرمانا بحسب أحد السكان.

من جهته كشف محافظ ريف دمشق حسين مخلوف عن نية المحافظة افتتاح عدد من خطوط إنتاج الخبز في المخابز الاحتياطية في مناطق بريف دمشق منها خط إنتاج جديد في جرمانا نهاية هذا الشهر وفي دير عطية منتصف الشهر القادم وخط في جيرود إضافة إلى افتتاح خط جديد خلال بضعة أيام في مدينة عدرا العمالية.

وعلى ذمة- مخلوف- ستتم مضاعفة كمية الإنتاج في ضوء توافر مادة الطحين لإنتاج كميات الخبز اللازمة لاحتياجات المواطنين.

وكانت حكومة النظام أبرمت عددا من العقود لشراء الطحين، وبحسب مدير المطاحن أبو زيد كاتبيه فإن الاتفاق مع إيران لاستيراد الطحين بلغ 100 ألف طن، وصل منها 20 ألف طن خلال شهر ونصف ذهبت إلى كل من الحسكة والقامشلي ودمشق، وبأنه يتم تغذية جميع المحافظات بالطحين باستثناء حلب لان كافة الطرق النظامية مغلقة إليها على حد وصفه.

وكشف عامل بأحد تلك الأفران(لم يرغب بذكر اسمه) أن الفرن الذي يعمل به يبيع جزء أكياس الطحين(التمويني) المخصص له في السوق السوداء، بسعر يصل إلى 2000 ليرة لكل كيس(100 كغ) في حين يدفع ثمنه للمؤسسة 400 ليرة، ولا ينتج له هذه "المرابح" في حال تم تصنيعه وبيعه كخبز، ويذهب ذلك الطحين إلى مخابز المعجنات والحلويات وورشات تصنيع خبز "الصاج" غير المرخصة المنتشرة في المدينة.

ووصل سعر ربطة الخبز في حلب في ذروة الأزمة إلى نحو 300 ليرة، وهي تباع الآن خارج الأفران في حدود100 ليرة، في دمشق وضواحيها وذلك بشهادة المواطنين، باعتراف مدير المطاحن نفسه لصحيفة محلية قبل أيام.

كما تم الإعلان-بحسب مدير المطاحن كاتبيه- عن اتفاق مع أوكرانيا لتوريد 100 ألف طن خلال عام 2013 وصل العقد الأول منه 10 آلاف طن مشيراً إلى أنه أرخص العقود التي تم الحصول عليها بتكلفة 356 يورو للطن الواحد.

وكشف عن عقد مع شركة خاصة(لم يحدد اسمها) يتم تنفيذه الآن بكمية 30 ألف طن طحين كاشفاً عن وجود فض عروض لمناقصة (تم نهاية الأسبوع الماضي) لاستيراد 60 ألف طن.

وتبلغ كميات الطحين الموزعة على المخابز الآلية والاحتياطية نحو 7 آلاف طن يومياً في جميع المحافظات السورية ما عدا محافظة حلب، بحسب مدير المطاحن.

وغالباً ما تحمّل حكومة النظام المعارضة المسلحة مسؤولية الأزمات التي تعصف بالبلاد، في حين تحمل المعارضة فساد النظام وأجهزته بنهب اقتصاد البلد والاتجار به على حساب قوت المواطن.

ترك تعليق

التعليق