نساء دير الزور يتبرعن بالذهب والحليّ للجيش الحر

أم حسين: نزعت مجوهراتي من يدي وعنقي وقدمته للجيش الحر

أم قاسم: بعت مجوهراتي من أجل شراء السلاح لأولادي الثلاثة

أم عثمان قدمت مجوهراتها لتسليح الجيش الحر والأخذ بثأر زوجها

 
أم حسين كغيرها من نساء دير الزور تحب الذهب والمجوهرات كثيراً ولكن هذا الحب لم يمنعها من التبرع به كاملاً للجيش الحر لشراء السلاح حيث تقول "لو أن ولدها طلب منها قليلاً من الذهب الذي تمتلكه من أجل أن يتزوج أو لفتح مشروع يعمل به أو أي شيء آخر لفكرت بالأمر قليلاً، لكن عندما عرفت أن الجيش الحر في مدينة دير الزور بحاجة للمال لشراء السلاح نزعت كل مجوهراتها من يدها وعنقها وقدمته للجيش الحر على الفور وبلا تردد".

وتوضح أم حسين 47" عاماً"أن بعضاً من مجهوراتها ورثته عن أمها أي أنها قديمة ولها تاريخها، وصياغة تلك المجوهرات صعبة جداً ولم يعد يوجد كتلك المجوهرات في هذا الوقت، لكنها لا تندم على تقديمها للجيش الحر الذي يدافع عن المدنيين ويحميهم من عصابات الأسد ويحمي الأعراض.
وتضيف أن نساء دير الزور يتباهين بذهبهن كثيراً وذلك أكثر من أي شيء آخر فالنساء في المدينة ينظرن لبعضهن على أساس "كم أسوارة في يدها وكم طوق في عنقها" لكنها فضلت تجريد يديها وعنقها من ذلك الذهب للتباهي وكسب حريتها وحرية عائلتها.

قدمت ذهبها من أجل تسليح أولادها وضمهم للجيش الحر

أما أم قاسم "60 عاماً" متزوجة ولديها ثلاثة أولاد وأربع بنات قامت ببيع جميع ما تملك من ذهب ومجوهرات من أجل شراء السلاح لأولادها الثلاثة لكي ينضموا لكتائب الجيش الحر في مدينة دير الزور، وتقول أم قاسم أنها كانت تمتلك من الذهب ما يغطي يديها بشكل كامل وكانت تتباهى به بين قريناتها من النساء الديريات لجمال صياغته.

وتشير أم قاسم إلى أنها لم تكن تريد وصول الثورة لهذه المرحلة وأن تبقى ثورة سلمية وعندما رأت ما يفعله النظام من جرائم، واقتحام دير الزور لعدة مرات وارتكاب عدة مجازر بحق أبناء مدينتها واعتقال أبنائها، أدركت أن الطريقة الوحيدة للخلاص من هذا النظام الفاسد هي حمل السلاح وتحرير البلاد، لذلك قدمت كل ماتملك لتسليح أولادها ودفعهم للقتال والدفاع عن المدينة وحمايتها.

ذكرى زوجها ترافقها وتريد الثأر 

أم عثمان "58 عاماً" والتي لديها ثلاث بنات متزوجات لم تنسَ يوم 25 حزيران /يوليو من عام 1981 عندما اعتقلت قوات نظام "الأسد الأب" زوجها أبا عثمان من منزله بحجة انضمامه لجماعة الاخوان المسلمين، وبعد عدة أعوام وصلتها أخبار عن قتله في سجن تدمر مع العديد من السجناء في المجزرة التي ارتكبتها قوات "الأسد" في عام 1982. 

وتقول أم عثمان إنه عندما انطلقت الثورة في سوريا كانت فرحتها لا توصف بها وتحث الجميع على حمل السلاح وقتال ذلك النظام حيث أنها تعرفه حق المعرفة أنه لا يرحم ولن يتطلع لرغبة الشعب بالإصلاح والتغيير والإنتقال السلمي للسلطة.

وتضيف أم عثمان أنها لا تملك الكثير من الذهب والمجوهرات لكنه يكفي لشراء عدة بندقيات، وعند سماعها أن الجيش الحر يطلب المال لشراء السلاح بادرت بتقديم جميع مجوهراتها وحليّها لتسليح الجيش الحر والأخذ بثأر زوجها، وتضيف أم عثمان أنها تثق بالجيش الحر كثيراً لأنه يقف مع الشعب ويحميه، أما جيش النظام فهو يقتل المدنيين العزل ولا يعرف الرحمة ولا يفرق بين مدني وعسكري وهي على ثقة تامة بأن الجيش الحر سيأخذ بثأر زوجها من ذلك النظام.

ترك تعليق

التعليق