البقرة الهولندية تتفوق بـ 7 أضعاف على الدعم الحكومي للمواطن السوري

 

انخفاض حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في سوريا حقيقة لا يمكن تجاهلها، حيث لم تتجاوز 2877 دولاراً في عام 2010 حسب تقديرات صندوق النقد الدولي، وحسب أرقام حكومة النظام وإذا افترضنا أنه رقم حقيقي فإن حصة الفرد من الدعم البالغ 7 مليارات دولار، لا تتجاوز 300 دولار، ورغم بشاعة المقارنة إلا أن المضحك المبكي هو ما ذكره النائب الاقتصادي الأسبق عبد الله الدردري في أحدث تصريحاته وخلال نقاشه لمسألة الدعم في سوريا حيث أشار إلى أن دعم البقرة الهولندية يصل إلى 2500 دولار.

وفي الوقت الذي تتحدث أرقام النظام السوري عن دعمٍ مستمرٍ تقدمه الخزينة للمواطن، نجد أن واقع الحال يتحدث عن انسحابٍ يومي لدور الدولة، في دولةٍ ينص عقدها الاجتماعي على انخفاض الأجور والرواتب مقابل دعم الدولة للسلع الرئيسية، يتوازى مع انخفاض حصة المواطن من الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاض مستمر في مستويات المعيشة، حيث لا تتجاوز كتلة الرواتب والأجور في دولةٍ ادعت الاشتراكية طيلة عقود نسبة 25 % من الناتج المحلي في أفضل التقديرات بينما تشير بعض الأرقام غير الرسمية أن النسبة الواقعية لا تتجاوز 18 %، وفي مقارنة حتى مع الدول الرأسمالية فإن كتلة الرواتب والأجور لا تقل عن 50 % من الناتج المحلي الإجمالي، كل ذلك له معنى واحد وهو حجم الاستخفاف برأس المال الاجتماعي المنتج في الدولة.

وبالعودة إلى المقارنة السابقة فإن حصة البقرة الهولندية من دعم الحكومة لها يبلغ سبعة أضعاف الدعم المقدم للمواطن السوري الذي لا يتجاوز 300 دولار، في حين أن مجموع الدعم المقدم لأبقار هولندا البالغ عددهم 3.75 مليون بقرة، يتجاوز كل ما يقدمه النظام السوري من دعمٍ لا يفوّت فرصةً إلا وينبّه المواطن إليه.

ترك تعليق

التعليق