في حديث وزير الاقتصاد.. الانتقال من العدم إلى المستقبل

 

جميلة الحوارية التي أقامتها منصة "سوريا الآن" التابعة لقناة الجزيرة، ضمن برنامج صالون الجمهورية، مع وزير الاقتصاد السوري الدكتور نضال الشعار، مع أن شكل البرنامج وميله نحو السخرية نوعاً ما لا يتناسب وقيمة الضيف وموقعه، كخبير اقتصادي مرموق قبل أن يكون وزيراً في الحكومة السورية.

وبعيداً عن الشكليات، لقد تحدث الوزير بواقعية شديدة وحاول قدر الإمكان الابتعاد عن تقديم الوعود الزائفة بمستقبل مشرق قريب، وهذا بكل تأكيد نابع من إدراكه وفهمه العميق لواقع الاقتصاد السوري الذي تسلمته الإدارة الجديدة من النظام البائد، والذي وصفه أكثر من مرة بأنه منهك ومدمر بالكامل، وبالتالي هو رفض أن يحدد نموذجاً معروفاً يمكن أن تقتدي به سوريا في عملية نهوضها من جديد، وركز كثيراً على أن التجربة السورية لها خصوصيتها التي لا تشبه أي بلد آخر في العالم.

الوزير حاول أن يقدم مقاربات عن نمط التفكير الاقتصادي السائد لدى الإدارة الجديدة للبلاد وبما أوحى بأن السلطة تتعامل مع الواقع على مبدأ "كل يوم بيومه" أو كما يقال: بحسب ما يقتضيه الحال، وهو أمر ربما أثار انتقاد الكثيرين، لكن الدكتور الشعار تحدث كثيراً عن الكوارث الاقتصادية التي ورثتها الإدارة عن النظام البائد، والتي تفرض على السلطة أن تكون متأنية كثيراً، وتخفف من اندفاعها الذي ظهر في بداية تسلمها لإدارة البلاد، من أجل البناء على أسس صحيحة وليست عشوائية.

وفي الإجمال، يمكن القول، إن وزير الاقتصاد حاول أن يضيئ الكثير من النقاط في الكهف السوري المظلم، لكنه تجنب أن يضيئه بالكامل.. لذلك ترك لكل واحد منا مهمة أن يتخيل شكل هذا الكهف بعد أن تتم إضاءته كاملاً.

ترك تعليق

التعليق