خبير لـ"اقتصاد": قروض الـ10 آلاف ليرة "رشوة"لفقراء السويداء

 

رغم كل ما تشهده البلاد من قصف وتدمير لم يوفر حتى المعامل والمنشآت الاقتصادية فإن حكومة النظام مستمرة في مسيرة "التطوير والتحديث" وآخر إبداعاتها هو تمويل المشاريع متناهية الصغر، التجربة التي نجحت في ماليزيا وغيرها من الدول التي قبرت الفقر، استنسختها الحكومة "العبقرية" لتصبح مشاريع "مجهرية" لا يمكن لها بحال من الأحوال أن "تنمي" أسرة واحدة فكيف بملايين العاطلين عن العمل.

التقرير الصحفي الذي تناقلته الصحف الرسمية يقول بأن مدير مكتب التنمية في محافظة السويداء ينفذ خطة الحكومة في "تمويل المشاريع التنموية" والتي تستهدف 7 قرى وبمبلغ إجمالي 4 ملايين و637 ألف ليرة وعدد المشاريع يصل إلى 182 مشروعاً..!

وبتقسيم المبلغ على المشاريع يكون نصيب كل مشروع 25 ألف و478 ليرة بالتمام والكمال، مبلغ لا يساوي ثمن (دراجة) أو حتى(عنزة) ومع هذا يؤكد التقرير الرسمي بأن المشاريع التي تم تمويلها "ترتبط أغلبيتها بالآلات الزراعية الصغيرة ورؤوس الماشية والأبقار والدجاج والمناحل والري بالتنقيط.. وفتح محال تجارية وشراء ماكينات الخياطة وأخشاب للبناء وتجهيزات خاصة بأمور البناء وصالونات الحلاقة وغيرها" هكذا بالنص علماً أن أصغر مشروع كشراء بقرة، يكلف اكثرمن 100ألف، وأي سوري يعرف بأن تجهيز صالون حلاقة –قادر على المنافسة- يكلف الـ4 ملايين المخصصة للمشاريع الـ182، وان الـ 25 ألف ليرة لا تشتري حتى عربة لبيع الخضرة في الشوارع.

الملفت بأن التقرير لم يحاول إخفاء "تفاهة" المبالغ التي سيتم تمويل "مشاريع التنمية" بها، إذ حدد بأنها ستتراوح بين 10و70 ألف ليرة لكل مشروع.

يصف خبير اقتصادي(فضل عدم ذكر اسمه) الكلام عن التنمية ومشاريع اقتصادية بهذه المبالغ البخسة ليس إلا ذراً للرماد في العيون، فمتوسط تكلفة فرصة العمل الوحدة في الدول العربية تصل إلى 60 ألف دولار، وفي دول الخليج إلى أكثر من 220 ألف دولار، وبالتالي لم يجد تفسيراً لخطوة الحكومة هذه أكثر من محاولة بائسة لـ "رشوة المحتاجين وفقراء سوريا" وخاصة في مناطق الأقليات التي لا تزال بعيدة عن المواجهة المسلحة، لكنها للأسف "رشوة وضيعة" بحسب تعبير الخبير.

يشار إلى أن عدد الفقراء في سوريا زاد بحسب دراسة اقتصادية نُشرت مؤخراً نحو 3.1 مليون فقير، إضافة للخمسة ملايين الموجودين أساساً قبل الثورة، ويعيشون على أقل من دولارين يومياً وذلك بحسب دراسة لمكتب الإحصاء الرسمي.

ترك تعليق

التعليق