مراكز إيواء النازحين تقوم على جهود ومساهمات ناشطين.. والنظام يستغلها سياسياً ومادياً

تعاني مراكز إيواء النازحين في مختلف المناطق السورية من شحٍّ في العديد من المواد الرئيسية، حيث أراد النظام ترويجها إعلامياً والسماح لها بالعمل، دون تخديمها أو تقديم ما يلزم لاستمرارها.

المراكز بغالبيتها يقوم عليها ناشطون متطوعون في المجال الإغاثي، وأحد هذه المراكز التي يمكن اعتبارها مثالاً لمناقشة واقع حالها بشكلٍ عام يضم ما يزيد عن 250 شخصاً، وكل فرد يحتاج يومياً إلى ما يقارب 100 ليرة كحدٍ أدنى لتأمين غذائه فقط، وهذا يعني أن حاجتهم اليومية هي 25 ألف ليرة، في حين تصل حاجتهم الشهرية إلى 750 ألف ليرة سورية.

التبرعات الأهلية تشكل نسبة مساهمتها مع مساهمة الهلال الأحمر حوالي40 % من الحاجة الفعلية، وتبقى 60 % من الحاجة معلقة على جهود ناشطي الإغاثة، وبينما تدخل بعض البلديات في المناطق لتأمين الخبز والغاز، إلا أنها امتنعت عن ذلك منذ ما يزيد عن شهرين، حيث توقفت عمليات الطبخ لحين استطاع الناشطون تأمين البديل عبر ابتكار نوعٍ بديلٍ عن الغاز، وهو الحراق على المازوت، وتشغيل "البابورات" التي تعتمد على المازوت مع إضافة الملح لها، بدلاً من الكاز بسبب عدم توافره.

يطلعنا أحد المتطوعين على واقع الحال، حيث يشير إلى أن بعض المواد الغذائية الناشفة يتم تأمينها عبر منظمة الهلال الأحمر لا سيما الرز الذي تصل الحاجة الأسبوعية منه إلى 150 كغ، والبرغل والعدس المجروش الذي يستهلك المركز ما يقارب 75 كغ لكل واحدة من المادتين، أما المعكرونة فتصل الحاجة الأسبوعية منها إلى 125 ربطة، والفاصوليا والحمّص اليابس 25 كغ لكل واحدة، وثلاث صفائح من الزيت، وصفيحتين من السمن، وعشرة أكياس شعيرية، و30 كيلو من معجون البندورة، علاوةً عن اللحوم والمنكهات والتوابل.


وفي الكثير من الأحيان يعجز الناشطون عن تأمين وجبة الفطور والعشاء، بسبب عدم توافر تغطيتها، وهو ما يقع على كاهل الأسر النازحة التي لا يعمل منها إلا عدد ضئيل، فمن 250 شخصاً نازحاً في أحد مركز الإيواء لا يعمل إلا 7 أشخاص فقط، فالبطالة في صفوف النازحين عالية جداً، ولم تفلح محاولات الناشطين في تأمين بعض الأعمال لهؤلاء إلا في حدودٍ ضيقة جداً.

بعض القاطنين والمهجرين في المركز يخبرونا عن بعض مشكلاتهم المعيشية، وأبرزها عدم توافر حليب وفوط الأطفال، إلى جانب عجزهم عن تأمين طعامهم بأنفسهم، حيث يعتمدون بشكلٍ كامل على ما يقدمه لهم المطبخ، لتكون مأساتهم في قمتها عندما يتوقف المطبخ عن تأمين وجبات الأسر، لا سيما حين عجز عن تأمين الغاز.

ومع أن الناشطين في مراكز الإيواء يحاولون أن لا يدخلو في مواجهاتٍ مع السلطة خوفاً على حياة وأمان النازحين، لكنهم لا يخفون انزعاجهم من عمل النظام على ترويج موضوع مراكز الإيواء واستغلاله لأهدافٍ سياسية، وأحياناً استغلاله لأخذ التبرعات والمساعدات على اسم النازحين، ولا يصلهم منها أي شيء.

ترك تعليق

التعليق