الأمم المتحدة : 10 ملايين فقير في سوريا يعيشون


2،4 مليون سوري يعيشون بدولار واحد باليوم و6،7 مليون يعيشون بدولارين

   أعلنت الأمم المتحدة أن سوريا باتت تضم اليوم ما يزيد عن 10 ملايين فقير، ما يعني أن نسبة تزيد عن 40 % من الشعب السوري يعيش بدولار أو دولارين في اليوم، في ظل ظرفٍ معيشي شديد الخطورة.
 
وسبق تأكيدات الأمم المتحدة حديث النائب الاقتصادي السابق ورئيس مكتب الأسكوا عبد الله الدردري عن دخول خمسة ملايين مواطن سوري جدد إلى خط الفقر الأعلى.
 وتكاثرت الأرقام لكن النتيجة واحدة، وهي ارتفاع أعداد الفقراء في البلاد، حيث أشار تقرير هيئة تخطيط الدولة في العام 2010  أن نسبة من هم تحت خط الفقر الأعلى (أي من يحصل على دولارين في اليوم) وصلت إلى 33.6% أي ما يعني 6.7 مليون من السكان، بينما نسبة من يعيشون دون خط الفقر الأدنى (دولار واحد في اليوم) وصل إلى 12.3 في المئة ليشمل 2.4 مليون من السكان، وحسب أرقام مركز بحوث السياسات فإن 3.1 مليون شخص دخلوا دائرة الفقر الأعلى، منهم 1.5 مليون دخلوا دائرة الأدنى، لتقترب الأرقام المحلية من الأرقام الدولية وتلتقي على أبواب عشرة ملايين فقير في سوريا.


التقاء جميع الأسباب الموضوعية هي السبب في زيادة أعداد الفقراء في سوريا وفق ما يشير أحد خبراء الاقتصاد إلى انتشار البطالة والتي حددها الدردري بـ 2.5 مليون عاطل عن العمل، وسوء توزيع الدخل القائم قبل الثورة، والتدمير الذي فعلته الآلة العسكرية، وضياع المدخرات وتدمير الثروات، وشلل النشاط الاقتصادي، لكن يضاف إلى كل ذلك سبب في غاية الأهمية لا يمكننا تجاهله وهو تغير سعر الصرف، وتراجع القدرة الشرائية، فالمعادلة التي يتم حساب الفقراء مبنية أساساً على الدولار، فمن يعيش بدولار في السابق كان يعيش بخمسين ليرة في اليوم يحتاج إلى 100 ليرة، ما يعني أن مستواه انخفض مع انخفاض قيمة الليرة، وتغير تصنيفه، ومن كان يعيش بدولارين فعلياً انخفض إلى دائرة الخط الأدنى أي دولار واحد، مع انضمام أعدادٍ جديدة بسبب الظرف الموضوعي القائم في البلاد.
 
وينوه الخبير الاقتصادي إلى أن اعترافات النظام نفسه قبل الثورة كانت تقر بفجوة هائلة بين مستلزمات المعيشة وواقع الدخل، ففي العام 2009 أجرى المكتب المركزي للإحصاء مسحاً لنفقات الأسرة السورية انتهى إلى أن متوسط إنفاق الأسرة الشهري بلغ ما مجموعه 30925 ليرة سورية، حيث يختلف باختلاف المحافظة، وبين الريف والمدينة، في حين متوسط الرواتب والأجور بحدود 14 ألف ليرة بعد زيادة الرواتب في عام2011.
 
ورغم أن النائب الاقتصادي الحالي في حكومة النظام قدري جميل كان من أكثر المتحدثين عن موضوع حاجة العائلة من السعرات الحرارية، وعدم التسليم للحسابات الدولية القائمة على الدولار، إلا أنه من أكثر الفاعلين حالياً في تكريس الفقر وزيادة أعداد الفقراء، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وسطي عدد السعرات الحرارية اللازمة للفرد هو 2400 حريرة، وبحساباتٍ بيسيطة يمكن الوصول إلى نتيجةٍ مفادها أن حصول الفرد على السعرات الحرارية اللازمة، وحصته الغذائية فقط تتطلب 150 ليرة يومياً لتحقيق ذلك، الأمر الذي بات غير متاح على ما يزيد عن 10 ملايين مواطن سوري، ومع استمرار عجلة التدمير العسكرية، يتوقع خبراء انزلاق مزيدٍ من الأعداد إلى حدود الفقر العليا والدنيا، مع توافر الظروف الموضوعية لثالوث الفقر وهو التراجع الحاد في مستويات المعيشة والتضخم والبطالة.

ترك تعليق

التعليق