إنفاق النظام السوري على قتل شعبه.. ملايين الدولارات يومياً لقصف المناطق الثائرة

 كل قذيفة طائرة تكلف النظام 5000 دولار

 النظام يخسر شهرياً 12 مليون دولار من طائرات الميغ 23

 320 ألف دولارتكلفة اليوم الواحد من غارات الطيران فقط


شغل موضوع الإنفاق العسكري لحكومة النظام السوري الأوساط الاقتصادية طيلة العامين الفائتين، في ظل تكتم النظام على أي معلومةٍ يمكن أن تقود إلى تحديدٍ دقيقٍ لما تستنزفه الآلة العسكرية لتغطية تكاليف الحرب التي دمرت الاقتصاد، واستنزفت الاحتياطات المالية، لكن ما هو الرقم التقريبي لاقتصاد الحرب السوري؟.
 
قبل الثورة 
وفي ظل الغياب الكامل للبيانات والأرقام نحاول اعتماد بعض الاستنتاجات والمقارنات، ففي إحصائيات مصرف سوريا المركزي التي صدرت في عام 2009 كان حجم الاستيراد من كل من روسيا وأوكرانيا بحدود 2 مليار دولار، والمعروف أن جل ما يتم استيراده من الدولتين هو معدات حربية، باستثناء نسبة بسيطة من الطحين الأوكراني، يضاف إليها رواتب الجيش والأمن، وأيضاً يمكن حسابها بطريقة الاستنتاج حيث تقدر بـ 175 مليون دولارتقريباً، على اعتبار أن عدد موظفي الدولة بحدود مليون و350 ألف موظف، منهم ما يقارب 350 ألف ضابط وعامل في الأجهزة الأمنية، الراتب الوسطي لهؤلاء يقدر بـ 25 ألف ليرة سورية.

 كل ما سبق هو تقديرات التكلفة العسكرية في فترات الاستقرار، ليكون الرقم أضعاف ذلك في الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، والسؤال عن الكلفة الحالية للحرب اجتهدت بعض الدراسات في لإجابة عنه، وأحد الأرقام القليلة التي حاولت رصد تكلفة المجهود الحربي للنظام السوري تحدثت قبل عامٍ تقريباً أن التكلفة الشهرية تصل إلى مليار دولار، ما يعني أننا نتحدث عن 12 مليار دولار سنوياً، نسبتها من إجمالي الموازنة التي كانت في عام 2011 "والمقدرة بـ 16 مليار دولار" على دولار 50 ليرة" بحدود 80 %، وهذه النسبة تعتبر زيادة على نسبة الإنفاق العسكري، في حين قدرت دراسة مركز بحوث السياسات التي صدرت قبل أشهر نسبة الزيادة في الإنفاق العسكري بحدود 7 % فقط مستنداً على أمثلة من الدول التي عاشت حروباً في السنوات الماضية.
 
معطيات حربية 
كلا الرقمين لم يكونا واقعيين حسب آراء مراقبين، فالرقم الأول رأى البعض فيه مبالغة، لا سيما وأن الآلة الحربية لم تكن بعد على امتداد المحافظات السورية كاملة، أما النسبة الثانية فيعتبر رقماً متواضعاً مع كل ما يعانيه السوريون من قصفٍ يومي، حيث تتحرك على الأرض ما يقارب 4000 دبابة كل دبابة تكلفتها الوسطية مليون دولار أي ما يقارب 4 مليارات دولار تتحرك يومياً، وعلينا التنويه هنا إلى أن قوات الجيش الحر تنشر بشكلٍ يومي إصابتها لما يقارب خمس دبابات، أي 5 ملايين دولار يخسرها النظام يومياً في الدبابات فقط، بينما يمتلك النظام ما يقارب 146 طائرة ميغ 23 سعر الواحدة منها يتراوح ما بين من 4 ملايين إلى 7 ملايين دولار، وإلحاق الضرر بواحدة منها كل أسبوع يعني أن النظام يخسر شهرياً كحد أدنى 12 مليون دولار من طائرات الميغ 23.
 
ومع الحديث عن المعطيات الرقمية الحربية، يمكننا الإشارة إلى تكلفة الحرب التي شنتها كل من أمريكا وبريطانيا لإسقاط القذافي وصلت إلى 2 مليار دولار خلال خمسة أشهر، مع التأكيد على أن الغارات التي تم شنها في ليبيا كانت محددة وضمن نطاقٍ ضيق، ففي يومٍ واحد تكلفت أمريكا 500 مليون دولار لأنها ضربت 500 صاروخ، ثمن الواحد مليون دولار، كما استخدمت قنابل ذكية موجهة تكلفتها بحدود 500 ألف دولار، حيث لا تخطئ إلا بمترين أو ثلاثة.

 وإلى جانب الفارق بين المدة الزمنية والمناطق المحددة للحملات التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية في ليبيا فهناك فوارق أيضاً تتعلق بنوعية الأسلحة، فالقنابل السورية رخيصة كثيراً ما تخطئ أهدافها وسعرها حوالي 10 آلاف دولار.
 
على سبيل الذكر لا الحصر

 وفي محاولةٍ للغوص أكثر في الاستنتاجات والمقارنات، وبعيداً عن التنظير الرقمي وبالاقتراب أكثر من واقع الحال، يمكن ملاحظة حجم المجهود الحربي اليومي الذي يستنزفه النظام، عبر طرح مثالٍ على تكاليف الحرب بيومٍ واحدٍ ولغياب المعطيات الكافية والأداء العسكري المختلف بين يومٍ وآخر لا يمكن تعميمها لتشمل شهراً كاملاً، لكن يمكن الاستئناس بها والبناء عليها ما أمكن.
 
قبل يومٍ واحد من إعداد هذه المادة وثّقت لجان التنسيق المحلية 273 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، في حين سجلت قصف للطيران من خلال 16 نقطه في مختلف أنحاء سوريا، وهنا نتوقف قليلاً للإشارة إلى أن كل قذيفة طائرة تكلف النظام 5000 دولار.

 وبالعودة إلى لجان التنسيق المحلية فقد وثقت قيام النظام بقصف صواريخ أرض أرض في دير الزور, وحسب لجان التنسيق تم القصف بالقنابل العنقوديه فقد سجل في سراقب بإدلب والقنابل الكيماوية في جوبر بدمشق، أما قصف الهاون "تكلفة الواحدة 1000 دولار" فقد سجل في 108 نقطة، تلاه القصف المدفعي فقد سجل في 92 نقطة، والقصف الصاروخي رصد في 39 نقطة في مختلف أنحاء سوريا هذا وقد تم اطلاق 15 صاروخاً من نوع غراد فقط على مدينة بصرى الشام، والأرقام تشير إلى أن تكلفة صاروخ غراد بحدود 1000 دولار بينما تكلفة صاروخ سكود بحدود 100 ألف دولار، علاوةً عن راجمات الصواريخ التي يصل سعر الواحدة منها إلى 2.5 مليون دولار.

 ووفقاً لبعض الأرقام المتوفرة يمكن استنتاج رقم يومي لتكلفة الحرب في سوريا، فإذا نفذت نقاط قصف الطيران وعددها حسب لجان التنسيق 16 نقطة، أربع غارات يومياً "حمولة الطائرة أربع قذائف تكلفة كل واحدة منها 5000 دولار" ما يعني أن تكلفة اليوم الواحد من الطيران فقط وصلت إلى حدود 320 ألف دولار.


 كل ما سبق هو محاولة لمناقشة التكلفة اليومية لحرب النظام على الشعب السوري، والتي وفقاً للأرقام السابقة باتت تفوق مليار ونصف المليار شهرياً، بين قصفه للقنابل وغاراته الجوية وتكلفة الرواتب والأجور والاهتلاكات التي يمكن أن تصيب الدبابات والطائرات، إلى جانب عمليات الصيانة التي تحتاجها الطائرات بعد كل طلعةٍ جوية، والسؤال الأهم هو من أين يؤمّن النظام الأموال لسداد فاتورة حربه؟، لا سيما بعد استنزافه للاحتياطات التي كان من المفترض أن تكون لحماية الشعب لا لحماية النظام، لتكون الإجابة باتت بديهية للمواطن، وهو أن إرادةً دولية تعمل على إبقاء النظام ومده بكامل السلاح والعتاد اللازمين لإخماد الثورة.

ترك تعليق

التعليق