حركة سحوبات حادة في المصارف السورية وإقبال على دولار الـ 190 ليرة

أفاد مصدر مصرفي مطلع أن حركة سحوبات قوية شهدتها المصارف السورية منذ الصباح، حيث اتجه معظم المودعين لسحب إيداعاتهم بالليرة السورية وتحويلها إلى دولار.
المصدر أكد أن عمليات السحب تمت منذ الساعة التاسعة صباحاً مع بلوغ الدولار حاجز 190 ليرة بوتيرة متسارعة، والملفت أن الأموال التي يتم تحويلها يتجنب أصحابها إعادة إيداعها في المصرف.
المصدر أكد أن الفروع المصرفية وخلال أربع ساعاتٍ فقط احتاجت إلى ضخ نقدي جديد من الليرة السورية، حيث فقدت سيولتها بالليرة السورية نتيجة عمليات السحب.

وتستمر عمليات هروب المواطن من الليرة السورية، لا سيما بعد أن فقدت قيمتها بشكلٍ متعاظم خلال العامين الفائتين، وبدرجة متسارعة في الشهرين الفائتين، مع تجاوز الدولار لعتبة المئة ليرة، وارتفع بين الأمس واليوم بنسبة تفوق الـ 9 %، بينما بلغ سعر غرام 21 من الذهب 6900 ليرة، حيث تم احتسابه على دولار 177 ليرة.

المودعون من جهتهم يعبرون عن قلقهم وتخوفهم لا سيما وأنهم أبقوا على إيداعاتهم بالليرة على أمل استقرار الأوضاع حيث تقول سناء: "منذ ما يزيد عن أربعة أعوام أودعت 2 مليون ليرة في أحد المصارف وأحصل على فوائدها السنوية، ومنذ عامين هناك من نصحني بتحويلها إلى دولار، لكنني لم أستمع لذلك، أما مع بلوغ الدولار سعر 190 ليرة، لم أستطع تجاهل ذلك لا سيما وأن كل شيء في حياتنا ترتفع أسعاره مع ارتفاع الدولار".

وتؤكد سناء أنها لم تجد أي صراف يعطيها الدولار بسعر 190 ليرة، حيث اشترت بسعر 192 ليرة، وتنفي سناء نيتها بإيداع سيولتها الجديدة في المصارف السورية.

خوفاً من قرارات المركزي
ورغم محاولات مصرف سوريا المركزي جذب الإيداعات وتوطينها في المصارف إلا أن من قام بسحب الليرة وتحويلها يحجم عن إعادة إيداعها في المصارف، هذا ما يقوله نائل: "لا يمكن أن أثق بعد اليوم بالمصارف السورية أو المركزي، لن أودع دولاراتي في المصرف خوفاً من أي قرار يمنعني من سحبها في يومٍ ما".

أحد الخبراء المصرفيين الذي فضل عدم ذكر اسمه يؤكد أن "كل من يقوم بسحب ليراته وتحويلها إلى دولارات، عليه أن يتجنب إيداعها في المصارف السورية، لأن انخفاض الاحتياطي وجفاف منابعه سيؤدي بالمركزي إلى اتخاذ قراراتٍ مجحفة بحق المواطن، كالقرار الذي صدر مؤخراً بشأن حوالات القطع الأجنبي القادمة من الخارج، حيث أجبر المركزي المواطن على استلام حوالته بالليرة السورية".

على أنقاض الاقتصاد
أما عن أسباب هذا الارتفاع فيؤكد الخبير، أنه "حالة طبيعية للواقع الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي تمر به البلاد، في السابق كان هناك من يدعم النظام، بالسيولة من القطع الأجنبي، يحافظ من خلالها النظام على صمود الليرة، واستمر بالتدخل في السوق، لكن يبدو أن الحسم العسكري الذي يريده النظام، سيمر على أنقاض الليرة والاقتصاد السوري، لذلك تم الابتعاد عن التدخل في سوق الصرف، لا سيما أنه لم يعد قادراً على فعل ذلك".

ومن ناحيةٍ أخرى فإن تجاوز الدولار سعر 190 ليرة سورية، ينذر بموجة ارتفاعاتٍ حادة في الأسعار لا سيما مع استمرار انفلات الأسواق السورية، في ظل ثبات دخل المواطن "15 ألف ليرة سورية شهرياً، حوالي 78 دولار فقط".

ترك تعليق

التعليق