الليرة تتبخر أمام الدولار.. والغلاء يسحق السوريين

دخلت الليرة السورية في بداية هاوية لايعلم أحدٌ كم ستكون سحيقة ومظلمة، فيما يجهز ارتفاع الأسعار بلا هوادة على ما بقي من السوريين، الذين باتوا يواجهون عدوين متوحشين، هما النظام والغلاء.

واليوم بالذات دخلت العملة الوطنية نقاط اللاعودة، بعد تخطيها حاجز 200 ليرة، ما دفع إلى تجميد كل عمليات بيع الدولار، حيث لم يستطع السوريون المتهافتون لتبديل ليراتهم القليلة، الحصول على أي دولار.

وعلى وقع تبخر قيمة الليرة، جفف الغلاء عروق السوريين وجيوبهم، ولم يعد أحد مهما بلغت إمكاناته قادرا على تحمل قفزات الأسعار، التي شملت كل شيء، لكنها ضربت بقوة كالمعتاد معاقل السلع الاستهلاكية الضرورية، لاسيما الغذائيات والمنظفات.

وإزاء ذلك، يخشى مراقبون من أن تكون سوريا بالذات داخلة على مجاعة من نوع غير مسبوق، ليس لها علاقة بنقص الغذاء، بقدر ما هي مرتبطة بالغلاء الفاحش المترافق مع النقص الشديد في السيولة.

ولكن أحدا لا يستطيع التكهن أين يمكن أن تتوقف الانعكاسات الكارثية لانهيار الليرة، وما إذا كانت ستجر إلى انفلاش أمني، يتجلى في تفاقم حوادث السرقة والسطو، وخروجها عن حدود السيطرة.

وبعد أن كان السوريون يعدون ارتفاع الدولار يوميا بالليرات، صاروا يعدونه بالعشرات، فقد ارتفع الدولار في أيام معدودة بحوالي 50 ليرة؛ ما أذهل التجار والمستهلكين على حد سواء، وبات هؤلاء جميعا لاينتظرون إلا الأسوأ.

ووسط هذا الوضع "السوريالي"، فإن من العبث أن يتم استعراض أسعار بعض أهم المواد، لأن هذه الأسعار تتحرك على مدار الساعة، وبشكل أكثر تواترا من تحرك الدولار أمام الليرة؛ حيث تتضارب عوامل التحوط عبر تخزين بعض المواد، مع غريزة ادخار الأموال، فلا يعرف المستهلك السوري، هل يقدم على شراء مخزونات إضافية من الغذاء، أم يخبئ قرشه الأبيض لليوم الأكثر سوادا.

ترك تعليق

التعليق

  • وهل كان يتصور من دعموا أو لا زالوا يدعمون بشار الأسد نتائج غير هذه؟ كل ذلك كان متوقعا بالتأكيد ‏فحرب سنتين ونصف أجهزت على موجودات الدولة من القطع الأجنبي، وأجبرت النظام اللصوصي الفاسد ‏على القيام بطباعة مئات – بل آلاف – مليارات الليرات السورية "الورق" غير المغطاة بأي غطاءٍ ذهبي، ‏وبالتالي فهذه هي النتيجة. انخفاضٌ في سعر العملة لن يتوقف مادام بشار الأسد في منصب الرآسة قائما ‏على التخريب الشامل في جميع نشاطات الدولة والشعب إطلاقاً!‏ أتساءل تجار دمشق وحلب المعروفون والمشهورون تاريخيا بذكائهم: ألم تكونوا تعرفون أن هذه ستكون ‏نتيجة تسليط "مجنون فاسد" سلمتموه مقادير البلاد وثرواتها وأموالها وعملتها... وهو مجرد لص فاسد ‏مع أقرباء لصوص – آل مخلوف والأسد وشاويش- نهبوا خزينة الدولة وخرجوا بأموال القطع النادر إلى ‏الخارج؟ أما كنتم تعلمون أن مشاركة اللص الحرامي والمجرم القاتل ستقود إلى خراب البلاد المُؤكد وإفقار الشعب ‏ونهب حتى أموالكم... وربما قريبا أرواحكم؟ ليس هناك ذنب عند الله إلا وله عقوبة ولو كان مثقال ذرة... فليدفع كل من دعم المجرم الفاسد الخائن مع ‏إسرائيل "بشار الأسد" الثمن لقاء قبوله به ودعمه له وسكوته على جرائمه وتقتيله الوحشي لشعبه ‏ومواطنيه.‏ هل تجرؤون يا تجار دمشق وحلب على إعلان عصيانكم، وانشقاقكم عن الخائن بشار الأسد؟ فإن كنتم ‏تجرؤون فليعلن الشعب جميعا عندها العصيان المدني، وليُطالب بتدخل أجنبي يختطف بشار الأسد وانصاره ‏ونقلهم إلى محكمة لاهاي لينالوا جزاءهم العادل... فتنتهي مأساة الشعب والوطن السوري بأقذر وأخون ‏رئيس وأنصارٍ له في التاريخ السوري إطلاقا! ‏