الليرة تتبخر أمام الدولار.. والغلاء يسحق السوريين
- بواسطة دمشق - اقتصاد --
- 17 حزيران 2013 --
- 1 تعليقات
دخلت الليرة السورية في بداية هاوية لايعلم أحدٌ كم ستكون سحيقة ومظلمة، فيما يجهز ارتفاع الأسعار بلا هوادة على ما بقي من السوريين، الذين باتوا يواجهون عدوين متوحشين، هما النظام والغلاء.
واليوم بالذات دخلت العملة الوطنية نقاط اللاعودة، بعد تخطيها حاجز 200 ليرة، ما دفع إلى تجميد كل عمليات بيع الدولار، حيث لم يستطع السوريون المتهافتون لتبديل ليراتهم القليلة، الحصول على أي دولار.
وعلى وقع تبخر قيمة الليرة، جفف الغلاء عروق السوريين وجيوبهم، ولم يعد أحد مهما بلغت إمكاناته قادرا على تحمل قفزات الأسعار، التي شملت كل شيء، لكنها ضربت بقوة كالمعتاد معاقل السلع الاستهلاكية الضرورية، لاسيما الغذائيات والمنظفات.
وإزاء ذلك، يخشى مراقبون من أن تكون سوريا بالذات داخلة على مجاعة من نوع غير مسبوق، ليس لها علاقة بنقص الغذاء، بقدر ما هي مرتبطة بالغلاء الفاحش المترافق مع النقص الشديد في السيولة.
ولكن أحدا لا يستطيع التكهن أين يمكن أن تتوقف الانعكاسات الكارثية لانهيار الليرة، وما إذا كانت ستجر إلى انفلاش أمني، يتجلى في تفاقم حوادث السرقة والسطو، وخروجها عن حدود السيطرة.
وبعد أن كان السوريون يعدون ارتفاع الدولار يوميا بالليرات، صاروا يعدونه بالعشرات، فقد ارتفع الدولار في أيام معدودة بحوالي 50 ليرة؛ ما أذهل التجار والمستهلكين على حد سواء، وبات هؤلاء جميعا لاينتظرون إلا الأسوأ.
ووسط هذا الوضع "السوريالي"، فإن من العبث أن يتم استعراض أسعار بعض أهم المواد، لأن هذه الأسعار تتحرك على مدار الساعة، وبشكل أكثر تواترا من تحرك الدولار أمام الليرة؛ حيث تتضارب عوامل التحوط عبر تخزين بعض المواد، مع غريزة ادخار الأموال، فلا يعرف المستهلك السوري، هل يقدم على شراء مخزونات إضافية من الغذاء، أم يخبئ قرشه الأبيض لليوم الأكثر سوادا.
التعليق
هذه هي النتائج الطبيعية المؤكدة لنظام حكم كالنظامٍ الأسدي الفاسد اللصوصي المُخرّب الخائن
2013-06-17