سوق سوداء لبيعها... خيام مسروقة من مخيم الزعتري تنتشر في أنحاء الأردن

تنتشر في أنحاء مختلفة من محافظة المفرق الأردنية وبالذات في الساحات الفارغة أو فوق أسطح البنايات العشرات من الخيام التي تحمل شعار المفوضية السامية لشؤون اللاجئين السوريين التي لا تلقي بالاً لـ"حلالها الداشر" ولسان حالها يقول "طنّش .. تعش ... تنتعش "، ويتولى سماسرة تنظيم عمليات تهريب هذه الخيام- وهي بالمئات - إلى خارج المخيم من خلال الصهاريج والشاحنات وضاغطات النفايات والمركبات التي تدخل وتخرج من المخيم بشكل يومي، ليتم بيعها في الأسواق أو عبر وسطاء أردنيين يقومون بدورهم ببيعها لمواطنيهم بسعر يتراوح ما بين 25 إلى 75 ديناراً للخيمة الواحدة، وقد ضبطت الأجهزة الأمنية في محافظة المفرق منذ أيام مركبة محملة بـ 43 خيمة بالقرب من دوار جرش- وسط المحافظة- وتم القبض على سائق المركبة ومعاونه والتحفظ على المركبة وعلى الخيام التي كانت بحوزتهما وإحالتهما إلى المركز الأمني للتحقيق معهما حول كيفية حصولهما على الخيام.

احتجاج على اللاجئين السوريين بخيام مسروقة منهم !
ومنذ أكثر من شهرين قام عدد من المواطنين الأردنيين بنصب مخيم أطلقوا عليه "مخيم النازحين الأردنيين رقم 1"احتجاجاً على وضع اللاجئين السوريين في المفرق وعلم "اقتصاد" أن الخيام التي استخدمت في هذا الإحتجاج وعددها حوالي 15 خيمة تم تهريبها من مخيم الزعتري حسب اعتراف منظميه بالتواطؤ مع عدد من السماسرة داخل المخيم.

"اقتصاد" رصد مكالمة حصلت بين مواطن أردني ولاجىء سوري في مخيم الزعتري متخصص بتجارة الخيام حيث تفاوض معه على ثمن 15 خيمة بسعر 40 ديناراً لكل خيمة فقال له "ما فيش جوا هاي الأسعار– يقصد الزعتري –فقال المواطن" انتو بتشتروهم من جوا بـ 20 دينار” فاستغرب اللاجىء السوري وقال له بلهجة تحدي: "تعال فوت لجوا وشوف شو الأسعار" وعندما ألحّ عليه طالباً منه تخفيض السعر قال له بلهجة صارمة "يا حبيب قلبي الخيمة بـ 45 كرامة لعيونك هادا السعر ما حدا أخذو غيرك". 
بعض المواطنين الأردنيين ممن يمتلكون خياماً بجانب منازلهم قالوا إنهم حصلوا عليها من مواطنين اشتروها بدورهم من داخل مخيم الزعتري بمبلغ 80 دينار للخيمة رغم أنها تباع داخل المخيم بـ 20- 25 ديناراً وأنهم "اضطروا لشرائها لتظلل مداخل بيوتهم وخصوصاً أن درجات حرارة الصيف في ارتفاع" – كما قال محمد العثامنة – الذي أضاف إنه يعلم أن هذه الخيام مهربة من مخيم الزعتري بطرق غير شرعية ولكنه لا يتحمل مسؤولية ذلك وأن السلطات لا تسأل عن مصدر هذه الخيام، وأشار المواطن "علي المشاقبة" إلى تزايد إقبال المواطنين الأردنيين على شراء هذه النوعية من الخيام نظراً لرخص أسعارها أولاً ولمواصفاتها العالية ثانياً.
المشاجرات الجماعية لصرف الانتباه عن التهريب !

بعض اللاجئين ممن يتولون تهريب الخيام بطرق غير مشروعة يقومون بافتعال المشاكل والمشاجرات الجماعية لصرف النظر عن هذه العمليات – بحسب اللاجىء أبو علي الدرعاوي- الذي يؤكد أن بعض اللاجئين يفتعل المشاكل لأهداف شخصية مثل تسهيل تجارة الخيم وبيعها خارج المخيم مشيراً إلى أن هؤلاء فئة منبوذة في مخيم الزعتري وللحد من هذه الظاهرة تم تشييد ساتر ترابي بطول (12) كم حول مخيم الزعتري لضبط عمليات تهريب الخيم وغيرها منه.

وفي صدد تعليقه على عمليات تهريب الخيام وبيعها خارج مخيم الزعتري يرى "علي البيبي" من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن "الممتلكات سواء كانت خياماً أو غير ذلك في مخيم الزعتري أو غيره هي ممتلكات عامة للدولة المضيفة أي الأردن ومن حق اللاجئين استخدام هذه الخيم التي قُدمت لإيوائهم والتخفيف من معاناتهم جرّاء اللجوء إلى خارج وطنهم وليس التصرف بها كيفما شاؤوا، ودعا "البيبي" إلى ضرورة التمسك بـ “أخلاقيات” الحفاظ على هذه الممتلكات، مثمّناً دور الجهات الأردنية في عملية ضبط هذه الممتلكات وإحالة المتورطين في بيعها إلى الجهات المختصة. 

وإذا كانت الخيمة تمثل الملاذ والملجأ لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري وغيره من مخيمات اللجوء، ريثما يعودون إلى وطنهم، فإن هذا يفرض على الجميع مواطنين ولاجئين ضرورة حمايتها والحفاظ عليها من عبث السماسرة وجشعهم. 

ترك تعليق

التعليق