تفاصيل حال تلكلخ وقلعة الحصن المعيشي... النزوح سيد الموقف ورغيف الخبر صعب المنال

15 ألف مدني بين أهالي ولاجئين في قرية الزارة

لكل عائلة في الزارة 4 أرغفة خبز يومياً فقط

في قلعة الحصن لا كهرباء أو ماء منذ سنة، والمدنيون الباقون لايبلغون 3 آلاف من أصل 23 ألفاً

أغلبية أهالي تلكلخ المدينة نزحوا إلى طرطوس أو وادي النصارى أو لبنان

لا اتفاق رسمي لإبقاء الزارة كمنطقة آمنة لكن بالتدريج باتت وكأنها قواعد لعبة أو شبه اتفاق.


أجرت "اقتصاد" حواراً شاملاً مع الناشط بيبرس أحد مشرفي شبكة أخبار الزارة الحرة في (الفيسبوك)، حول الأوضاع المعيشية والأمنية التي يحياها سكان منطقة تلكلخ والقرى والبلدات التابعة لها، في ظل حصار النظام الخانق على بعض بلداتها.

البداية من الزارة
وبدأ الناشط حديثه عن قريته الزارة، من قرى تلكلخ، التي يسكنها تركمان:
فالقرية اليوم تخضع لسيطرة الثوار، ولا يدخل إليها الجيش أو الأمن، لكن أهلها محاصرون فعلياً، في المقابل، باتت القرية تعتبر منطقة آمنة، وإن كانت تتعرض لتضييق مستمر والكثير من المضايقات من جانب سلطات النظام، وفي بعض الأحيان تتعرض الأراضي المحيطة بالقرية للقصف، وفي أحيان أخرى يصل القصف إلى القرية ذاتها. 

ووصف الناشط منطقة تلكلخ بأنها جزيرة بين قرى وبلدات يقطنها موالون، حتى تلكلخ المدينة يسكن بعض الموالين فيها بين أكثرية معارضة للنظام.

يقول الناشط أن أكبر مشكلة يواجهونها هي "كتّيبة التقارير"، الذين ما يزالون ناشطين بقوة في قرية الزارة، لافتاً إلى أنه ليس من مصلحة أهالي قرية الزارة تصفية المتعاونين مع النظام، لأن ذلك سيجلب انتقام السلطات على أكثر من 15 ألف مدني باتوا يعيشون في البلدة، بين أهالي ولاجئين، وحتى يتمكن الثوار من تصفية مخبر يجب أن تكون التهمة مثبتة عليه، وأن تتخلى عائلته عنه. 

أما في تلكلخ المدينة، مركز المنطقة، فلا يوجد إلا 7 آلاف مدني معارض فقط، لأن أغلبية أهالي المدينة هربوا إلى طرطوس أو وادي النصارى، أو إلى لبنان – وادي خالد، وتلكلخ المدينة الآن خاضعة لسيطرة النظام، بعد أن اجتاحتها قواته مرتين.

ويوجد ثلاثة حواجز بين قرية الزارة ومدينة تلكلخ، واحد على الجسر والثاني عند مفرق الحجر الأبيض والمطاحن.

وتتعرض الزارة لتضييق كبير بخصوص المواد التموينية، فمثلاً الخبز ينقطع كل فترة لعدة أيام، ومنذ بضعة أيام، خفّض النظام كمية الخبز المتاح للقرية من 1200 ربطة إلى 800 ربطة خبز، أي لكل عائلة 4 أرغفة يومياً فقط، ولا يسمحوا لأحد أن يدخل أكثر من ربطتي خبز، وإذا أحضر أحدهم كمية أكبر تتم مصادرتها.

أما بالنسبة للخضار، فهي تدخل بشكل شبه منتظم في بعض الفترات، لكن في فترات أخرى، يمنعونها من 3 إلى 7 أيام.، أما الغاز فيأتي كل شهر مرة، بصعوبة، لكن الكهرباء وضعها مستقر لم تنقطع منذ 3 أشهر تقريباً، إلا ثلاث ساعات، في فترات التقنين النظامية.

النت والاتصالات مقطوعة منذ 3 أشهر، فقط عن المناطق التي يسكنها معارضون، لكنها متاحة في القرى الموالية، حتى في مدينة تلكلخ، بيوت المعروفين بمعارضتهم النظام لا توجد فيها اتصالات هاتف أرضية، وفي الزارة لا توجد تغطية جوّال، ويمكن لأهالي القرية التقاط ترددات الجوّال قرب صافيتا في المناطق العالية.

بالنسبة لموظفي الدولة في قرية الزارة، فيدخلون إلى تلكلخ المدينة فقط، وفي بعض الأيام يكون هناك حصار فلا يُدخلون أحداً، فمثلاً في فترة الامتحانات كانوا يمنعون دخول وخروج الجميع إلى تلكلخ، موظفين وغيرهم.

يذهب بعض موظفي الدولة في الزارة إلى حمص حينما تكون الأجواء هناك هادئة أمنياً، ولمن يملك بطاقات صراف يستطيع أن يقبض راتبه، أما من لا يملكون بطاقات فيقبضون رواتبهم من طرطوس، أو من عند المعتمد في تلكلخ المدينة.

لا يوجد اتفاق رسمي لإبقاء قرية الزارة كمنطقة آمنة، لكن بالتدريج باتت وكأنها قواعد لعبة أو شبه اتفاق.
الثوار المسيطرون على الزارة من أبناء القرية، كتائب محمد الفاتح التابعة عملياً للفاروق، درع حمص – كتيبة التركمان، وكتيبة خالد بن الوليد.

ويواصل الناشط حديثه: بالنسبة لأصحاب المهن الحرة والأعمال الخاصة، فأوضاعهم سيئة للغاية، وغالبية أبناء المنطقة يعملون كعمال موسميين في مجال الزراعة، وأعمال حرة، وتهريب، وأعمال حفر وبناء، لكن معظم المصالح الاقتصادية متوقفة تقريباً، وباتت المراهنة على من يستطيع الذهاب للعمل في لبنان، وهناك عدد ملحوظ من أبناء المنطقة يعملون في لبنان بالفعل.

أسعار السلع والبضائع تضاعفت 4 مرات 
يقول بيبرس: قام الهلال الأحمر ببعض النشاطات الإغاثية في المنطقة، فمثلاً في الزارة، وصلت 450 سلة غذائية للقرية، بينما 850 سلة أخرى تمت مصادرتها من حاجز أمني في مدخل مدينة تلكلخ.

ودخل مرتين إلى البلدة مبلغ مليون و600 ألف ليرة تم توزيعه على العائلات بمعدل 3000 ليرة لكل عائلة في المرة الأولى، بينما تم حصر توزيع المبلغ في المرة الثانية على العائلات المحتاجة.

أوضاع أسوأ في قرى أخرى
في قلعة الحصن، الأوضاع المعيشية صعبة للغاية، فهم بلا كهرباء أو ماء من حوالي سنة، وعدد السكان المدنيين فيها المتبقين فيها حالياً أقل من 3000 من أصل 23 ألفاً، والباقي نازحون، وهي تحت سيطرة الثوار.

وكذلك قرية شواهد، لا كهرباء فيها منذ 3 أشهر، أما الجصرجية فوضعها كوضع الزارة.

قرية شواهد بلا كهرباء ولا ماء، لأن ضخ الماء يحتاج كهرباء أو مازوتاً، ولا يتواجد ذلك في القرية. عدد سكان شواهد 2300 مدني، ونازحين من قلعة الحصن حوالي 700 شخص، في الحصرجية 2000 شخص، وفي الزارة حوالي 1000 لاجئ من قلعة الحصن.

ويرى الناشط أن الناشطين الإعلاميين في منطقة تلكلخ يعانون من فقدان النت بصورة شبه دائمة، حيث تعمل الشبكة بصورة نادرة، لذلك يسعى البعض منهم إلى جلب إنترنت لبناني، لكنه مكلف، الدفعة الأولى حوالي 1000 دولار، وهي تكلفة العمود الذي يعمل كشبكة اتصالات لتقوية الإشارة وراوتر واشتراك شهري، وهو مبلغ لا يتوافر مع معظم أبناء تلك المناطق.

المزاج العام
وذكر الناشط بيبرس أن الناس في تلك المنطقة متعبون، والكل يريد الخلاص، وكثير منهم يؤيد المبادرات السياسية للتسوية، لأن الحرب في رأي الكثيرين قد تستمر سنوات طويلة دون أن ينتصر أي طرف، فهي باتت مصالح دول، ولم تعد قضية نظام ومعارضة.

ويعتقد الناشط أن فكرة مرحلة انتقالية، مع القصاص من كل من ارتكب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، ستكون فكرة مقبولة لدى غالبية سكان منطقته، حسب تخمينه.

وحينما سألنا الناشط رأيه فيما يُشاع عن أن الروس والأمريكيين قد يعدّوا مبادرة يبقى فيها الأسد رئيساً ويسلم صلاحياته كاملة لحكومة توافقية، مع طي صفحة الحرب تماماً، بما فيها قضية المحاكمات أو القصاص، وأن يبقى الأسد رئيساً دون صلاحيات...هل يمكن أن يؤيد الشارع في تلكلخ ذلك؟

رد الناشط: "لا أتوقع، لأن العامل النفسي سيلعب دوره، يعني بعد كل ما حدث، وما سال من دماء، لن يقبل أحد ببقائه، ولا يمكن أن تهدأ الناس إلا برحيله".

سألناه: "هل تعتقد أن التعايش مع الموالين، حسب المزاج العام في منطقتكم، يمكن أن يرجع لطبيعته، أم أن غريزة الانتقام تتفوق على غريزة الميل للأمن والسلام؟".

أجاب: "محاسبة المجرمين ضرورية وعموماً يحتاج الأمر لوقت، لأن هناك احتقاناً كبيراً".

سألناه إن كانت هناك مشكلات في العلاقة بين المعارضة المسلحة والأهالي أو المدنيين؟

فأجاب: "هناك توازن بين الكتائب والأهالي، وفي الزارة منشقون كُثر، لكن الأمور تحت السيطرة داخلياً".

ترك تعليق

التعليق

  • منطقة تلكلخ أشبه ماتكون بجزيرة معزولة محاصرة تماما 50 كم كحد أدنى تفصلها قرى موالية للنظام من كل اتجاهاما من جهة الجنوب تبعد عن لبنان مسافة 7 كم هي قرى موالية للنظام ينتشر فيها عناصر حزب الله اما عن الزارة فالوضع مأسوي أكثر مما ورد في التقرير ..... هناك تفاصيل أكثر من مأساةوية عن منطقة تلكلخ عموما والتي لها خصوصية تميزها عن باقي مناطق الثورة السورية ربما بسبب سياسة النشر لم يتم ذكرها .....أو لم يتم تزويدكم بها من الناشط بيبرس لاأدري نرجو الأهتمام بالمنطقة أكثر ولو أعلاميا
  • 2013-06-26
    الله اكبر
  • 2013-07-30
    الله