مع انخفاضه الحاد عالمياً... 1700 ليرة سعر غرام الذهب في سوريا على دولار 50 ليرة

بدأت أسعار الذهب بالانخفاض عالمياً خلال الأشهر الثلاثة الماضية لتصل اليوم إلى أدنى مستوى لها، حيث أغلقت التداولات على سعر 1200 دولار للأونصة، بانخفاضٍ يصل إلى 25 دولاراً عن يوم أمس.

الانخفاض العالمي لأسعار الذهب الذي رأى فيه الاقتصاديون أن نسبه المئوية خلال الأشهر الثلاثة الماضية وبشكلٍ متواصل، لم تشهده الأسواق العالمية منذ ستينات القرن الماضي، في حين أنه أدنى مستوى بلغه الذهب منذ عام 2010.

خلال أسبوعٍ واحد خسرت الأونصة ما يقارب 200 دولار، حيث يترنح الذهب تحت ضربات قرارات الفدرالي الأمريكي، لا سيما تلك المتعلقة بخفض التيسير الكمي "أي طباعة العملة"، والاتجاه إلى قنوات استثمارية جديدة، مع ابتعاد شبح التضخم، وانخفاض المضاربة على السلع.

خط بياني معاكس
وفي حين يشهد الذهب انخفاضاً في أسعاره عالمياً بأرقامٍ قياسية، فهو أيضاً يشهد أرقاماً قياسية في سوريا لكن بخط بياني معاكس نحو الارتفاع، حيث تم تسعير الذهب على سعر 7300 ليرة، برقم قياسي جديد للدولار الذهبي حيث تم احتسابه يوم أمس على دولار 210، وبقي السعر ثابتاً اليوم الجمعة، رغم انخفاض الذهب عالمياً، وبالتالي ارتفاع دولار الذهب بما لا يقل عن خمس ليرات، وبحسابٍ بسيط نلاحظ أنه لو بقي سعر الصرف على 50 ليرة للدولار الواحد لما تجاوز سعر الذهب اليوم في سوريا عتبة 1700 ليرة، أي بقارقٍ يصل إلى 5600 ليرة.

تلاعب علني
ولعل الذهب من أكثر السلع تلاعباً في السوق السورية اليوم، وفق ما يبين خبير فضل عدم ذكر اسمه، إذ يرى أن تجار الذهب في سوريا يحاولون تعويض الهبوط العالمي لسعر الذهب، من خلال هبوط الليرة، ففرق سعر الصرف يحقق لهم زيادة في الأسعار وبالتالي زيادة في الأرباح رغم السعر العالمي المنخفض للذهب، ومن الملاحظ أنه خلال اليومين الفائتين اشتروا التجار الذهب على سعر 209 للدولار "7200 ليرة للغرام"، وباعوه على سعر دولار 215 أي "7400 للغرام".
ورغم انخفاض أسعار الذهب بما يزيد عن 30 % منذ بداية العام إلى الآن، إلا أن الأسعار المحلية له بقيت على خطى كسر أرقامٍ قياسية، نتيجة تأثير هبوط الليرة، فارتفاع ليرة واحدة في سعر صرف الدولار مقابل الليرة، ينعكس على سعر الذهب خمسين ليرة.

سمك بالماء
ومع اشتداد حركة استبدال الليرة بقصد الادخار خلال العامين الفائتين، حاول الصاغة، دفع الناس إلى شراء الذهب بدلاً من الدولار، وتمثل ذلك بتأكيدات الرئيس السابق لجمعية الذهب جورج صارجي، بأن الذهب سيتجاوز عتبة الـ 5000 ليرة، لكنه أكد أيضاً أن ذلك سيترافق مع تحسن الليرة، وهو ما نبه إليه الخبراء والمراقبون عبر التأكيد أن الذهب لن يصل إلى هذه المستويات إلا إذا هبطت الليرة، لذلك يحذر الخبير الاقتصادي من شراء الذهب حالياً، فليس بأسعارٍ مناسبة للادخار أو الاستثمار، أما عالمياً فيرى الخبير الاقتصادي أن الذهب سيستمر بالانخفاض، لحين تغير الوضع المالي في دول شرق آسيا، حينها فقط سيعود الذهب للارتفاع.

وشهد الذهب تغيراً حاداً في أسعاره بعد الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008، حيث اتجهت معظم البنوك المركزية لا سيما الشرق آسيوية لتعزيز احتياطاتها من الذهب، وما لبثت بعد ذلك أن اتجهت إلى وضع قيود على شراء الذهب، كما حدث في الهند، وهنا علينا أن نذكر بأن إنتاج الذهب العالمي 3000 طن الآن، وكل ما على الأرض تقريباً 160 ألف طن، ويوجد في البنوك حوالي 35 ألف طن.

ترك تعليق

التعليق