"الائتلاف" خذلنا...أبو بلال الحمصي لـ"اقتصاد": البرغل والرز ينقذان 800 عائلة حمصية محاصرة من الموت جوعاً

أجرت "اقتصاد" حواراً مع أبي بلال الحمصي، عضو تنسيقيات الثورة السورية بحمص القديمة، حول الأوضاع الإنسانية والأمنية التي يعيشها المدنيون الباقون في أحياء حمص المحاصرة.

فذكر لنا الناشط أن في حمص المدينة 14 حياً محاصر من جانب قوات النظام والأحياء الموالية له، أبرزها الخالدية وجورة الشياح وباب هود، والقصور والقرابيص.

وأكد الناشط أن أكثر من 800 عائلة من المدنيين ما تزال محاصرة هناك، يعيشون في ظل حصار خانق وصفه الناشط بـ "الحلزوني"، حيث لا توجد أية إمكانية لدخول أو خروج أي أحد، كاشفاً أنه لم تصلهم أية مساعدات طبية أو غذائية منذ أمد بعيد، كما أنهم لم يحصلوا على أية مساعدات لإجلاء الجرحى لديهم.

وحول أية محاولات لدخول منظمات إغاثية دولية إلى حمص المدينة، قال الناشط أبو بلال الحمصي: "الصليب الأحمر وسواه من المنظمات العالمية هي منظمات تتبع للمجتمع الدولي، والمجتمع الدولي منافق".

وأشار الناشط لـ"اقتصاد" أن هناك أكثر من 500 طفل بين المدنيين الباقين في أحياء حمص المحاصرة، لا تتوفر لهم أية مقومات لحياة طبيعية، لا حليب، ولا بقوليات، ولا خضار.

وتتعرض الأحياء المحاصرة لضغط كثيف من قناصات وحواجز النظام والأحياء الموالية والأحياء المحتلة من جانب النظام.

وحينما سألنا الناشط إن حصلت بينهم وبين الائتلاف الوطني لقوى المعارضة ووحدة الدعم الإغاثي التابعة لها، أية اتصالات، أجابنا أنهم في حمص المحاصرة لا يعترفون بالائتلاف ولا بوحدة الدعم الإغاثي ولا بهيئة أركان الجيش الحر، "فكيف تريدهم أن يدعمونا؟".

وحول إن كانوا قد التقطوا مؤشرات توحي بأن النظام يعتزم اقتحام باقي الأحياء المحاصرة في حمص المدينة، أكد لنا الناشط أنهم يتعرضون اليوم لأكثف حملة عسكرية منذ بدء الثورة، فقد زاد عدد الغارات الجوية، وزادت أعداد قذائف راجمات الصواريخ، كما أن النظام يستخدم أسلحة جديدة، فكل انفجار منها يولد 8 انفجارات متتالية، في أشرس حملة عسكرية على أحياء حمص المحاصرة، وما تزال هذه الحملة مستمرة حتى الآن.
وحول وضع الكهرباء في الأحياء المحاصرة، ذكر الحمصي أنهم يعتمدون على مولدات الكهرباءـ، لكن بصورة محددة، خاضعة للتقنين، فيشغلّون مولدات الكهرباء ليلاً من ساعة إلى 4 ساعات، لشحن بطاريات أجهزة الناشطين لرفع الفيديوهات، ولتشغيل الغطاسات لسحب المياه من الآبار.

أما بخصوص الخبز، فذكر لنا الناشط أنهم تمكنوا قبل إحكام الحصار منذ أشهر، من السيطرة على مطاحن في حي الخالدية، كان فيها طن من الحنطة تقريباً، يستخدمونها اليوم لصنع الخبز، ويوزعونه بصورة دورية أسبوعية، بكميات محدودة جداً، لا تُلبي الحاجة، لكنها تسد الرمق بصورة مقبولة.

سألنا الناشط إن كانت هناك أية محاولات من جانب أية منظمات إنسانية للدخول إلى أحيائهم، فذكر لنا أن الهلال الأحمر حاول مرةً الدخول فاستهدفت حواجز النظام سياراته، وأكد لنا الناشط أن النظام يتقصّد تعزيز الحصار على المدنيين الباقين في تلك الأحياء.

الحالة الإنسانية هناك لا يمكن وصفها، يقول أبو بلال الحمصي، أكثر من سنة من الحصار، وغذاؤهم الرئيسي معتمد على كميات من الرز والبرغل التي وجدوها في بيوت المهجّرين، إلى جانب الماء، فقط لا غير.

ويعتقد الناشط أبو بلال الحمصي، أنهم تعرضوا للخذلان من المنظمات الإغاثية، واتهم الائتلاف ورئاسة أركان الجيش الحر بالتآمر عليهم، وبجمع التبرعات لخدمة مصالحهم الشخصية.

ترك تعليق

التعليق