صحيفة: جيش النظام يبتلع أراض يقيم عليها لبنانيون منذ عقود، ويسوي 30 منزلا بالأرض

أقرت صحيفة لبنانية مقربة من نظام دمشق، بأن الأخير ابتلع أراض ومزارع يقيم عليها لبنانيون منازلهم منذ عقود، أثناء قيامه بإنشاء ساتر ترابي على الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا.

وأوضحت صحيفة الأخبار أن جيش النظام يستحدث ساترا ترابيا عاليا في محلة الجورة في مشاريع القاع شرقي مدينة الهرمل، وهي منطقة حدودية متداخلة يقطنها لبنانيون من بلدة عرسال، يشكو بعضهم من أن بيوتهم صارت داخل الأراضي السورية.

تحاول أم علي، السيدة العرسالية التي تقطن مشاريع القاع (شرقي الهرمل وشمالي عرسال) في منطقة متداخلة بين سوريا ولبنان، أن تشرح معاناتها وعائلتها بعد ضم منازلهم الواقعة في منطقة "الجورة- مائية" إلى داخل الساتر الترابي الذي يستحدثه جيش النظام.

تقول أم علي بأسى: "أكثر من خمسين سنة ونحنا هون، هلق صارت هيدي الأرض سورية؟!". وتتابع: "نحن طرّاشة (مربّو مواش) لا نملك منزلاً في عرسال، وقد أودعت البلدية طلباً بأنهم أخذوا بيتي".

وتضيف: "قاعدة بعرسال هلق وعايشة والله بذل، يا محلا أكل التراب هون بالمشاريع، أحسن من عرسال وذل المساعدات، وبالأخير اللبناني ما إلو حق بمساعدة".

وتقول الصحيفة إنه منذ صباح السبت الفائت تلمّس أهل عرسال الذين يقطنون محلة "الجورة" و"خربة مائية"، فعلياً خطورة ما شرع في تنفيذه جيش النظام على الحدود اللبنانية السورية من أعمال جرف بقصد إقامة سواتر ترابية.

ثمة منازل عدة في تلك المنطقة الحدودية تغيّرت خريطة موقعها عمّا كانت عليه سابقاً، "فما كان منها في لبنان بحسب ما هو متعارف عليه منذ سنوات، بات داخل الساتر الترابي المستحدث، يعني في سوريا"، كما يؤكد أحمد زعرور الذي أصبح منزله منذ يومين داخل الأراضي السورية.

ويرى زعرور أنه بانتهاء الأعمال في الساتر الترابي الذي يستحدثه جيش النظام "سيخسر الأهالي هنا آلاف الأمتار المربعة، بما تحويه من منازل وغرف زراعية وبساتين".

أعمال الجرف لإقامة الساتر الترابي تسير على خطين، حيث تعمل جرافة "بوكلين" كبيرة على إقامة ساتر يفوق ارتفاعه 7 أمتار من الجهة الشمالية الغربية، في حين تعمل جرافة مماثلة من الجهة الشرقية الجنوبية لتدعيم ساتر ترابي قديم، حيث من المفترض، بحسب الأهالي، أنهما "سيلتقيان في نقطة واحدة لتقتطع كل تلك المسافة وتصبح أراضي سورية".

محمد كرنبي، واحد من أهل عرسال المقيمين في محلة "مائية"، يؤكد أنهم منذ عام 1970 مقيمون في تلك المنطقة، متسائلا:"كيف أصبحت في هذه اللحظة بالذات أرضاً سورية؟ وسابقاً كانوا لا يعترفون بأنها سورية"؛ ليجيب باستهجان: "معقول كانوا متسامحين طوال هذه السنوات والآن تذكروا وبدؤوا عملية الضم؟!".

وتوضح الصحيفة أن أهل عرسال المقيمين في مشاريع القاع رفعوا الصوت واعتصموا على الطريق الدولية، سواء في مشاريع القاع أو رأس بعلبك، في محاولة منهم للتعبير عن استيائهم ورفضهم لأعمال الجرف التي يقوم بها جيش النظام، وقد توجهت قوة من الجيش اللبناني صباح السبت إلى مكان أعمال الجرف وإقامة السواتر الترابية في محلة الجورة- مائية، وتواصلت مع جيش النظام بشأن تلك "الأعمال التي ليس من المفترض القيام بها بشكل منفرد كونها مسألة ترتبط بترسيم الحدود بين البلدين، ولا بد من التنسيق في ذلك"، وفق تأكيد مصدر أمني لبناني.

ويؤكد الأهالي أن أعمال الجرف توقفت بضع ساعات ثم ما لبثت أن استؤنفت، في ظل تأكيد أحد المسؤولين الأمنيين للأهالي أن "تلك الأراضي سورية"، كما يروي محمد كرنبي.

وفي الوقت الذي لم ييأس فيه بعض أهالي "خربة مائية" بمشاريع القاع من التواصل مع مسؤولين أمنيين وسياسيين، في محاولة منهم لإيقاف أعمال الجرف، فإن بعضهم الآخر بدا أنه فقد الأمل كلياً، حيث بدأ فعلياً بنقل أثاث منزله، وحتى اقتلاع نوافذ الألمنيوم والأبواب الحديدية، بقصد الإفادة منها "بدلاً من خسارتها كمان"، تقول أم علي زعرور، "لأن الجيش السوري يدمّر أي بيت يتبيّن أنه داخل الأراضي السورية"، وقدّرت عدد المنازل التي سوّيت بالأرض بثلاثين منزلاً.

ونقلت الصحيفة عمن سمته مسؤولا أمنيا متابعا أن الجيش اللبناني اعترض فعليا على تلك الأعمال، ولكن بعد التدقيق تبيّن أن "تلك الأراضي سورية"، مستنداً إلى "الخريطة العسكرية الموجودة لدى الجيشين اللبناني والسوري، والتي تؤكد ذلك".

ترك تعليق

التعليق