تتسبب في تشويه الإجنة: "تاليدوميد" دواء قاتل يوزعه النظام السوري على الصيدليات في حمص!
- بواسطة فارس الرفاعي – اقتصاد --
- 22 تموز 2013 --
- 1 تعليقات
تلقى النظام السوري في الآونة الأخيرة مساعدات بمستلزمات طبية بكلفة 200 مليون دولار كمعونات من إيران ومن بين هذه المستلزمات الطبية دواء يدعى “تاليدوميد” Thalidomide الذي يحتفظ بذكرى سيئة جداً منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حيث كان يوصف للنساء الحوامل كعلاج للشعور بالغثيان الصباحي قبل أن يتصدر الصفحات الأولى بآثاره المأساوية على الأجنة، وقد أُنتج هذا العقار من قبل شركة (غرونتهال) الألمانية في ستينيات القرن الماضي مع دعاية بأنه آمن للحوامل، ولكن الشركة المنتجة كانت مخطئة فقد ولد جيل من الأطفال بلا أقدام أو أيدي، وتشير معلومات إلى أن هذا الدواء تسبب في تشوّهات خلقية للأطفال المولودين آنذاك وفي كثير من الحالات الوخيمة ولد أطفال بدون أيدٍ أو أرجل. كما كانت هناك ولادات أخرى بأيد أو أرجل شبيهة بالزعانف وهي حالة تعرف باسم "فقمية الأطراف" واشتملت التشوهات الأخرى على فقدان الأذنين أو تشوّهها أو الشذوذ في تكوّن الحبل الشوكي أوالقلب أوتشوه وعطب بعض الأعضاء الأخرى.
وقد بلغ عدد الأطفال المولودين بتشوهات بسبب استخدام "التاليدوميد" نحو 12,000 طفل في 46 دولة حول العالم من بينها سوريا، ومنذ سنوات التقى كاتب هذا التحقيق أحد ضحايا هذا الدواء وهو(محمد صابر شريفي) الذي ولد بطرفين علويين قصيرين جداً جرّاء تناول والدته لهذا الدواء يقول محمد: ولدت وسط أسرة بسيطة تتكون من أب وأم وتسعة أشقاء، ومنذ لحظة ولادتي لاحظت القابلة أن يديّ قصيرتان بشكل غير طبيعي ولدى عرضي على الأطباء أكدوا إصابتي بمرض نقص اكتمال الأطراف بسبب تناول والدتي لدواء (التاليدوميد) المضاد للغثيان والذي أنتجته إحدى شركات الأدوية الألمانية ولكنه لم يتضمن تحذيرات فيما يخص الحوامل، وولدت مصاباً بهذا المرض الغريب.
وقام أهلي بعرضي على مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت فأكد الأطباء هناك أن سبب إصابتي الدواء الألماني القاتل وكل أبناء جيلي الذين تناولت أمهاتهم هذا الدواء أصيبوا بنفس المرض، وقام أهلهم برفع دعاوى على الشركة الألمانية المنتجة لهذا الدواء، وحصلوا على تعويضات مادية وقد تأخر أهلي في رفع الدعوى ففقدوا حقهم في المطالبة بالتعويضات.
موت للمواليد الجدد بنسبة 50%
انتشر استخدام عقار (التاليدوميد) في ألمانيا وكندا واليابان وغيرها من الدول بحلول عام 1957 م، ووصفه الأطباء كعلاج (مسكّن)، ولعلاج الغثيان الصباحي الذي تشعر به الحوامل عادة، وفي عام 1960 انتبه الأطباء للأعداد المتزايدة من الأطفال المولودين بتشوّهات خَلقية، وثبت للباحثين مسؤولية (التاليدوميد) عن هذه التشوهات. وأيقن العلماء من حتمية ظهور هذه التشوّهات حتى لو تعاطت السيدة الحامل هذا العقار لمرة واحدة في شهور الحمل الأولى فتم حظر استخدام هذا العقار عام 1962. وأشار مخبريون دوائيون إلى وجود مواد فاعله خطيرة تؤدي إلى موت المواليد الجدد بنسبة 50%, ومن يبقَ على قيد الحياة يُصب بعاهات وتشوهات في أطراف الجسم كما في حالة محمد صابر شريفي. ولهذا الدواء تأثيرات إضافية ومنها تشوهات في العيون والقلب,والجهاز الهضمي وفتحة الشرج والصمم والعمى.
ويقدم الصيدلانيون عادة وصفاً مفصلاً لتركيب الدواء. ويوقع المريض على صيغة تثبت إدراكه لمخاطر العقار، ويلتزم بعدم مشاركة أحد غيره لهذا العقار. ويقدم النساء اللواتي هن في سن الإنجاب ما يثبت استخدامهن لوسائل تنظيم النسل، كما يخضعن لاختبارات للتأكد من عدم وجود حمل طيلة فترة استخدامهن للعقار. ويأمل الأطباء بتطبيق هذا النظام توفير العقار بأمان لمن يحتاجه.
أما النظام السوري وعبر سماسرة الموت الذين يعملون بإمرته فقد قام عامداً متعمداً بتوزيع هذا الدواء من خلال الصيدليات للفتك بمن نجا منهن من صواريخه وقذائفه ورصاصه وأسلحته الكيماوية فهل نحن بحاجة إلى دليل بعد هذا يثبت ضلوع هذا النظام في قتل الشعب السوري من خلال أدوية سيئة الصيت تم حظرها دولياً.
التعليق