ماذا لو صوّت الكونغرس بالموافقة على الضربات العسكرية ؟..الدولار بدمشق يتراقص على وقع تصريحات أوباما

-توقعات بوصول الدولار إلى 350 ليرة في حال صوّت الكونغرس بالموافقة على الضربات
-التحركات الأمنية للنظام ضد بعض شركات الصرافة ساهمت في الإمساك بالسوق السوداء
-تورط عدد كبير من الناس بشراء دولار مزوّر من الباعة الجوالين
-الدولار المزيّف في دمشق من مصدر لبنانيّ ومعظم تجاره لبنانيو الجنسية
توقّع متعامل في السوق السوداء للعملات بدمشق أن يرتفع سعر الدولار بصورة كبيرة إذا صوّت الكونغرس الأمريكي بالموافقة على الضربات المزمعة ضد نظام الأسد، في الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف المصدر لـ"اقتصاد" أن تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والتحركات الدبلوماسية وحتى العسكرية المرتبطة بالضربات المزمعة ضد الأسد، تؤثر بصورة كبيرة في سعر الدولار بالسوق السوداء، وضرب مثلاً كيف أن الدولار ارتفع بسرعة قُبيل قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ، ليصل إلى 250 ليرة، قبل أن يهبط بسرعة أيضاً، حينما اتضح أنّ لا ضربات عسكرية قريبة.
وتوقع المصدر أن يصل دولار السوق السوداء، في حال تصويت الكونغرس بالموافقة على الضربة، إلى حوالي 350 ليرة للدولار.

وأشار المصدر لـ "اقتصاد" بأن سعر الدولار يشهد تذبذباً ملحوظاً بين سعر الافتتاح وسعر الإغلاق يومياً، بناء على التطورات السياسية والعسكرية الجارية، وأن تذبذبه يتراوح وسطياً بين 215 ليرة و245 ليرة أكثر من عشرة أيام.

وذكّر المصدر أن الدولار وصل إلى 280 ليرة حينما أعلن أوباما نيته ضرب النظام، "فماذا سيحدث لو تأكدت هذه الضربة بضوء أخضر من الكونغرس الأمريكي؟".
وفصّل المصدر المتعامل في السوق السوداء في حديثه لـ"اقتصاد": "في حال تأكدت الضربة العسكرية، ستصبح الليرة عبئاً على من يحملها، وسيتحرك الجميع لقلب العملة إلى الدولار".

واستطرد المصدر: "وإن كانت التحركات الأمنية للنظام ضد بعض شركات الصرافة قد ساهمت في الإمساك بالسوق السوداء، وضبط السعر بصورة ملحوظة، وصولاً إلى تفتيش المارة في بعض الأسواق المعروفة بنشاط تجار السوق السوداء، بحثاً عن الدولار، إلا أن ذلك سينعكس سلباً على سعر صرف الليرة، في حال تأكدت الضربة، حينها سيتحرك الناس بحثاً عن الدولار، ومع قلّة مصادر الدولار بسبب الحملة على بعض شركات الصرافة، وغلبة الدولار المزوّر بين الباعة الجوالين، وعدم رغبة التجار بالمجازفة بما يملكونه من عملة خضراء، سيتحرك الدولار صعوداً ليرتقي سعره إلى ما فوق 300 ليرة سورية أو أكثر".

وأضاف المصدر: "أكد لي عدد من تجار العملة أن حركة الطلب على الدولار الآن بطيئة جداً ومحدودة، مما يعني أن هناك حالة من الاستقرار النفسي النسبي لدى الناس، خاصة مع مؤشرات تأجيل الضربات في المدى المنظور، لذا فهناك عرض أكبر من الطلب على الدولار، لكن في حال تأكدت الضربات ولاحت مؤشراتها، فمن المتوقع أن ينتقل جزء كبير من السوريين ممن هم من الطبقة الوسطى العليا والطبقة العليا، إلى لبنان، وسيعمل هؤلاء جاهدين للتخلص من الليرة التي معهم دون شك، ولحظتها سيحلّق سعر الدولار بصورة كبيرة جداً".

سألنا المصدر: "ألم تساهم الحملات على شركات الصرافة في تعزيز دور الباعة الجوالين للدولار في بعض الأسواق المعروفة بهذا النشاط في دمشق؟".
أجابنا: "تورط عدد كبير من الناس بشراء دولار مزوّر من هؤلاء الباعة، لذا أصبح معظم الناس يفضّل عدم التعامل معهم، ولا يتعامل معهم إلا قليل الخبرة".

وفصّل: "تورط بعض معارفي بشراء دولار مزوّر من هكذا مجموعات. ورقات الدولار المزوّر ملمسها مختلف عن ملمس الدولار الحقيقي، تشعر أن الأولى أرق نسبياً، ولونها مائل للصفرة، مقابل الخضرة التي تغلب على لون الدولار الحقيقي، رغم أن النفرة الخاصة بالمئة دولار متوافرة في الدولار المزيّف، وبشكل أوضح من الدولار الحقيقي، الأمر الذي أشكل على بعض قليلي الخبرة فوقعوا ضحية تجار الدولار المزيّف. ويغلب على هذا النوع من الدولار أن يكون من مصدر لبناني، كما أن معظم معارفي ممن وقعوا في فخ هؤلاء التجار، لاحظوا أنهم لبنانيي الجنسيّة". 

يُذكر أن دولار السوق السوداء ارتفع بصورة طفيفة مساء أمس ليغلق على 222 ليرة شراء، و228 ليرة مبيع.
في حين وصل سعر اليورو إلى 285 ليرة شراء، و297 ليرة مبيع.
أما الذهب فتراجع سعره قليلاً، ليسجّل 9000 ليرة لغرام الـ 21، و7715 ليرة لغرام الـ 18.

ترك تعليق

التعليق