الليرة تترنّح تحت ضربات ارتفاع الكتلة النقدية وانخفاض الإنتاج

انخفضت أسعار صرف الدولار إلى ما دون 170 ليرة، لكن لا يمكن اعتبار سعر الصرف مؤشراً على قوة الليرة بسبب تراجع القوة الشرائية المستمر، حيث لا يمكن أن تتحسن العملة وأسعار السلع في ارتفاعٍ دائم.

وبلغ سعر دولار الحوالة أمس 164 ليرة سعر دولار الذهب 165.5 سعر دولار السوداء 162 ليرة في مدينة دمشق، في حين بلغ معدل التضخم في الأسواق السورية ما يزيد عن 417 % وتضاعف حجم ما تحتاجه الأسرة السورية للحصول شهرياً فقط على سلتها الغذائية إلى ما يزيد عن 40 ألف ليرة، ويرى خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسم اسمه أن سعر الصرف الملائم لمستويات التضخم القائمة في الأسواق حالياً، يفترض أن يكون بحدود 225 ليرة.

ويحاول الخبير الاقتصادي الفصل بين سعر الصرف والقوة الشرائية التي هي الأهم، حيث يمكن أن يكون سعر الصرف ناجماً عن تلاعبٍ في مستويات العرض والطلب، لا سيما أن من يريد تحويل مدخراته لدولار قام بذلك منذ زمن، أي لا يوجد طلب كبير على الدولار، ومن لديه دولار لا يقوم بطرحه في الأسواق في الظروف الحالية، لكن في الوقت ذاته المركزي مستمر في مصادرة حوالات المواطنين من القطع الأجنبي وتسليمها لهم بالليرة وهذا دليل على عدم امتلاكهم للدولار.

والناحية الثانية أن المركزي اليوم يحاول الضغط لإرجاع الناس إلى الليرة وبيع الدولار خوفاً من نزول أسعاره أكثر من ذلك، مستفيداً من حالة الارتياح المتأتية عن أنباء مؤتمر جينيف2 وإمكانية استمرار النظام، وهذا ما حدث قبل انهيار النظام في العراق كما يشير الخبير الاقتصادي.

إذاً لم يعد سعر الصرف مؤشراً على قوة الليرة، فالواقع خير شاهدٍ على الانهيار الذي تشهده العملة السورية، وهو ما يوضحه الخبير الاقتصادي مؤكداً أن ارتفاع أسعار الصرف في أحد نواحيها مفيدة للنظام، حيث انخفضت كتلة الرواتب والأجور، ففرق سعر الصرف كان كفيلاً بدفع الالتزامات المترتبة على النظام بالعملة المحلية، لكن اليوم يجري تعويض ذلك عن طريق طباعة العملة، وما يحدث اليوم هو كتلة نقدية كبيرة جداً مقابل إنتاج ضعيف، أي كتلة سلعية محدودة، وهذا ما يكشف حقيقة قوة الليرة.

ترك تعليق

التعليق