"السليق" و"السلبين" و"ثمار البلوط" مأكلهم: أهالي الحصن المحاصرون يواجهون خطر الموت في البحث عما لا يؤكل!

المطبخ السوري الذي أدهش العالم في الماضي بتنوع ولذة مآكله تحول اليوم في ظل الحصار والجوع إلى أكلات هجينة غريبة أعادت السوريين إلى سنوات "السفر برلك" حينما كان الفقراء يأكلون خشاش الأرض من "عكوب" و"كرسنة" و"شيح" وغيرها وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر عدداً من الصبية في حمص وهم يجمعون الأعشاب والحشائش لتناولها في بيوتهم في ظل الحصار المطبق على الكثير من المدن والبلدات فـ "السليق" و"أوراق الصبّارة" الضخمة التي اعتدنا رؤيتها بشوكها الكثيف على أطراف المدن والأرياف وثمار البلوط كلها نباتات أًصبحت الخيار الوحيد على مائدة السوريين، وبغض النظر عن مضار بعض هذه النباتات وسميَة بعضها الآخر يلاقي من يجمعها خطر الموت، فالكثير من النسوة وخاصة في مدينة قلعة الحصن في ريف حمص الغربي تعرضن للموت بسبب رصاص قناص أو قذيفة مدفعية وهن يجمعن ما يتوفر في الارض من حشائش، إذ تفضل هؤلاء النسوة تعريض حياتهن للخطر لإنقاذ حياة أبنائهن – وتداولت صفحات "الفيسبوك" منذ أيام صورة سيدة من ﻗﺮﻳﺔ "ﺍﻟﺰﺍﺭﺓ" التابعة لقلعة الحصن تدعى منال أحمد صالح استشهدت نتيجة قنصها من أحد حواجز الشبيحة وهي تجمع الحويش (السليق) لأولادها الذين يعانون من الحصار المفروض على القرية من أكثر من عام.

"الفجلون" و"الرشاد" و"اللسان"!
حول لجوء أهالي قلعة الحصن إلى البحث عن هذه النباتات والأعشاب يقول الناشط خالد الحصني لـ "اقتصاد":
منذ بداية حصار مدينة الحصن وأهالي الحصن يلجؤون إلى أكل "السلبين" و"ثمار البلوط" و"السليق" أو "الحويش" و"الفجلون" و"الرشاد" و"الهندبة" و"اللسان" و"الخبيزة" وكلها أعشاب موجودة في الأراضي الفارغة وعلى أطراف المدينة أوفي الحدائق العامة، أما داخل الحصن فلم يعد من شيء يؤكل لأنها مدمرة بالكامل ويضيف الحصني: "أغلب النساء والرجال في مدينة الحصن يعرضون أنفسهم للخطر ويذهبون للبحث عن هذه الأعشاب وتأمين لقمة عيش يأكلونها هم وأولادهم بعد افتقارالمدينة لكل شروط الحياة.


وغالباً ما تكون هذه الأعشاب في الأماكن المطلة على الحواجز وهناك نساء كثيرات فقدن حياتهن أو بترت أحد أطرافهن بسبب استهدافهن بالمدفعية أثناء محاولة الحصول عليها.


وحول طريقة تحضير هذه الأعشاب يقول الناشط الحصني: يتم غسلها أولاً بالمياه التي تُجلب من الينابيع لأن البيوت في مدينة الحصن تفتقر إلى المياه الصالحة للشرب منذ سنتين وبعد غسل هذه الأعشاب والنباتات وتنظيفها توضع في قِدر أو وعاء على النار الموقدة بالحطب لعدم وجود مادة الغاز أيضاً من أجل إنضاجها وحتى أن طبخ هذه الأعشاب على الحطب أصبح مشكلة بالنسبة للأهالي المحاصرين لأن الحطب لم يعد متوفراً، فكل الأشجار قطعت وتم استخدامها فالأمور أصبحت أصعب بكثير من ذي قبل وهي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

ترك تعليق

التعليق