لاجئات يطعمن بيروت "أكل شامي"..كي لا يأكلن بأثدائهن

أطلق مطعم لبناني بتمويل من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وبالتعاون مع مؤسسة "كاريتاس" دورة تدريبية ليساعد سوريات لاجئات في لبنان على إحياء تقاليد الطهي في مناطقهن، بهدف مساعدتهن على إنشاء خدمة تأمين وجبات.

خاصة بهن تساعدهن على تأمين لقمة العيش في طابق سفلي تابع لـ"كاريتاس" في الدكوانة، في الضاحية الشرقية لبيروت، تعرض ابتسام مستو بفخر طبق "كبة الراهب" التي تشتهر بها منطقة جسر الشغور في إدلب. 

وتنقل "فرانس برس" عن ابتسام التي تبدي سعادتها بوجود الدورة "آمل أن أجني من خلالها بعض المال". 

ولا شك في أن الدافع الأول للعاملات في هذا المطبخ هو مادي، لكن هذا المشروع أتاح للاجئات، ومعظمهن ربات منازل، أن يشعرن بقدرتهن على القيام بشيء مفيد ينسيهن قليلاً مأساتهن وأهوال الحرب التي اقتلعتهن من أرضهن، إضافة إلى تعريف اللاجئات المقيمات في لبنان من مناطق مختلفة من سوريا بعضهن إلى بعض. 

وتقول مارلين يوخنا، القادمة من الحسكة، "لقد تعلمت في هذه الدورة كيف أعد المحشي برغل، وهو من الأطباق التقليدية في إدلب، والكبة السماقية التي يعدها أهل حلب". 

وقد أتت هذه السيدة إلى لبنان، هربا من اشتداد المعارك بين المقاتلين الأكراد وعناصر جهاديين، وهي تبدي سعادتها بتعليم زميلاتها طريقة إعداد الكفتة الآشورية والكتل الموصلية ذات الجذور العراقية، وغيرها من الأطباق. 

وبما أن دول المشرق تشترك في كثير من عناصر فن الطهي، فإن القيّمين على المشروع شجعوا النساء اللاجئات على تذكر وصفات محددة يمكن تسويقها في لبنان. 

وتقول جيهان شهلا المشرفة على المشاريع في مطعم "طاولة سوق الطيب" الذي أطلق المشروع "نحاول أن نساعدهن على امتلاك القدرة على المبادرة، وخلق ما يشبه العلامة التجارية لمنتجاتهن، مما سيخولهن مثلا تلقي طلبات لإعداد الطعام في حفلات الأعراس". 

وتروي كل واحدة منهن مأساتها الشخصية ومأساة سوريا الغارقة في الدم إثر حرب الأسد على الكرسي. 
وتقول مارلين "في الحسكة، لم يعد البقاء ممكنا في الأشهر الأخيرة، فقد بات عناصر جبهة النصرة يضايقوننا ويطلبون مني أن ألبس الحجاب.. وقد وقعت عمليات خطف كثيرة". 

أما لبانة من معرة النعمان في إدلب، وهي أم لثمانية أطفال، فتروي كيف كانت مدافع القوات النظامية تدك المدينة قبل أن ينصح الجيش الحر عائلتها بالمغادرة. 

وترى مريم، القادمة من حلب، إن هذه الدورة تحولت إلى ما يشبه "سوريا صغيرة، جميلة جدا..". وتضيف "أشعر أني هنا في وطني سوريا".

ترك تعليق

التعليق