النظام يرصد 50 مليار ليرة لإعمار ما كلف تدميره مليارات الدولارات

رصدت حكومة النظام مبلغ 50 مليار ليرة، لإعادة الإعمار، وفي المقابل هناك مليارات الدولارات يتم إنفاقها على الآلة العسكرية التي تهتم بفعل التدمير لقمع المناطق الثائرة.

رقم 50 مليار ليرة، والذي أتى على لسان رئيس حكومة النظام وائل الحلقي، لا يمكن لعاقلٍ أن يسلم لصحته، خاصةً في ظل دمار ما يزيد عن 70 % من سوريا، وخروجٍ شبه كاملٍ لقطاعات الاقتصاد من الدورة الإنتاجية، سواء لناحية قطاعات الاقتصاد الحقيقي الزراعة والصناعة أو القطاعات الخدمية والمصرفية.

وحتى الأصوات الاقتصادية المقربة من النظام تتحدث عن خسارةٍ يومية تصل إلى 29 مليار ليرة سورية وهو الرقم الذي ذكره الخبير الاقتصادي عابد فضلية.

أما منظمة الإسكوا فقد ذهبت في أرقامها أبعد من ذلك حيث اعتبرت أن كل دقيقة يخسر الاقتصاد السوري عشرة ملايين ليرة سورية.

وبينما رصد النظام لإعادة الإعمار 50 مليار ليرة سورية "300 مليون دولار تقريباً"، سبق للأمم المتحدة وأن أشارت إلى أن إعادة الإعمار في سوريا تحتاج 168 مليار دولار.

وعلى المقلب الآخر حيث ينفذ النظام مهمته بإحراق البلاد، نجد مليارات الدولارات تنفق على الآلة العسكرية، وهنا يشير خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه أنه لا أحد يمتلك المعلومات الدقيقة حول صفقات الأسلحة مع روسيا وأوكرانيا، كما لا أحد يعرف بدقة حجم الإنفاق العسكري إلا منا خرج قبل عامٍ ونصف تقريباً عن مركز بحوث السياسات الذي استنتج زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 7 %، بعد مقارنتها بما يتم الإنفاق عليه عالمياً في أوضاعٍ مشابهة، دون وجود مستند دقيق لصحة الرقم، لكن يكفي النظر إلى المدن السورية التي تدمر يومياً وتقصف بكافة أنواع الأسلحة التقليدية والمحرمة دولياً لمعرفة مدى إنفاق النظام على آلته العسكرية.

الخبير الاقتصادي يعتبر أن مسألة إعادة الإعمار لا تشغل بال النظام، فالأهم بالنسبة له نجاح الحسم عبر الحل العسكري، ورغم أنه يتحدث عن أرقام للمتضررين بين الحين والآخر ومبالغ لإعادة الإعمار، لكن ضعف هذه الأرقام يشي بأنها لا تتعدى أن تكون كلاماً إعلامياً، ليس له علاقة بالواقع.

ومن ناحيةٍ أخرى يوضح الخبير أن النظام ضحى بالاقتصاد كما ضحى بكل البلد مقابل حله العسكري، وبالتالي آخر ما يفكر به مسألة إعادة الإعمار، ليست ضمن الأولويات بالنسبة له، وبعض التحليلات السياسية والاقتصادية تتحدث عن بيع النظام البلاد للدول الحليفة، الداعمة له مقابل حصصٍ معينة ستخرج للنور فيما بعد.

ترك تعليق

التعليق