في خطوات عملية لتغيير ديمغرافيا دمشق...حكومة الأسد تعتزم تشريد 8 آلاف عائلة

بدأت حكومة الأسد خطواتها العملية في تنفيذ مرسوم رأس النظام الخاص بتعديل ديمغرافية العاصمة دمشق، بما يخدم مخططاته السياسية، والمالية، في آن.

فقد أوعز مسؤولو محافظة دمشق بعملية إخلاء أهالي منطقة جنوب شرق المزة "مزة بساتين"، التي عُرفت بمناوئتها لنظام الأسد، وبمظاهراتها التي استمرت إلى حين اقتحام المنطقة بالدبابات، وتدمير الكثير من بساتين الصبارة ومنازل السكان، في صيف العام 2012.

ولم تُفِد عريضة للأهالي، تقدم بها المسؤولون المحليون في المنطقة، يطلبون فيها تأجيل الإخلاء نظراً لصعوبة إيجاد منازل فارغة سواء في المدينة أو في الريف.

فقد تذرع مسؤولو المحافظة بأن الأخيرة ستدفع لكل أسرة يتم إخلائها بدل إيجار شهري يتراوح بين 25 إلى 30 ألف ليرة، مع الإشارة إلى أن الإنذارات بالإخلاء سيتم توجيهها خلال شهر أيار القادم، وسيُمنح الأهالي مهلة شهر واحد للإخلاء، لتبدأ أعمال البنية التحتية للمنطقة التنظيمية المُزمع إنشاؤها في بداية شهر حزيران القادم.

واعتمد أحد مسؤولي المحافظة، في لقائه مع الأهالي، لهجةً تتضمن نبرة تهديديةً، حينما قال: "للأسف هناك البعض منكم يبحث في قضايا لا تصب في صالح الأهالي ولكن عليكم التفكير جيداً ومساعدة الدولة والفنيين وغيرهم للإسراع في إنجاز مشروعكم". وذلك حسب تحقيق خاص لصحيفة الوطن المحلية، الموالية للنظام.

وتعتزم حكومة الأسد في المرحلة الأولى من المشروع، تشريد أكثر من 8000 عائلة، مقابل بدل مالي لا يُغطي تكلفة إيجار "قبو" بمنطقة ركن الدين في قلب العاصمة دمشق، ناهيك عن صعوبة إيجاد شقق للإيجار أصلاً.

وقد ألمح أحد مسؤولي محافظة دمشق أن مشروع "مزة بساتين" سيكون نواة لمشاريع أخرى في العاصمة، منها الدحاديل واللوان ونهر عائشة، وبرزة، وهي كلها مناطق عُرفت بمناوئتها للنظام، في حين سقطت مناطق مثل: مزة 86، وعش الورور، من قائمة مناطق المُخالفات المُزمع إزالتها.
ويبقى مصير المُزمع تشريدهم مجهولاً. فمن سيفقد منهم ملكيته سيحصل على وثائق تمنحه أسهماً في المشروع المُنتظر، لكنها لا تمنحه سكناً، بل وعوداً بسكن بديل لن يتوافر قبل 4 سنوات من اليوم، مع بدل إيجار لا يتناسب مع الأسعار الرائجة للإيجارات في المناطق الآمنة من العاصمة وريفها.

ويعتقد الكثير من المراقبين بأن مشروع "بساتين المزة"، كغيره من المشاريع المُزمعة لتغيير الحالة التنظيمية في بعض مناطق دمشق، إنما يستهدف تغيير الديمغرافيا، عبر إخلاء سكان المناطق المناوئة للأسد، إلى جانب الاستفادة مادياً من إعمار تلك المناطق التي تقع في قلب العاصمة، بما يخدم تحقيق الثراء لرجال أعمال ومتنفذين من الحلقة الضيقة المحيطة بالأسد ورجاله.

ترك تعليق

التعليق