لغز "صائب النحاس"...وأدوار "الأقنية" بين جهات متنافرة علناً، من بينها النظام وإسرائيل

نشر موقع "إسلام تايمز" معلومات تُفيد بأن شُبهات اقتصادية وأمنية كانت تدور حول رجل الأعمال السوري، صائب النحاس، أقصته عن العلاقة المميزة التي كان يتمتع بها مع رأس هرم النظام في عهد الأسد الأب.

وتحدث التقرير عن دور صائب النحاس، دون تسميته إلا بالأحرف الأولى، في ربط تيار المستقبل اللبناني بعلاقات مميزة مع حزب "نور –أوتان" الحاكم بكازاخستان، والذي يتمتع بعلاقات مميزة مع إسرائيل، خاصة على صعيد التعاون الأمني، واعتماد السفارات والقنصليات الكازاخستانية كأوكار لنشاط "الموساد" الإسرائيلي في الدول العربية المتواجدة فيها، ومن بينها دمشق، التي احتل صائب النحاس موقع القنصل الفخري لكازاخستان فيها.

يُذكر أن صائب النحاس تمتع بعلاقة وثيقة مع الأسد الأب، وفي نفس الوقت، حظي بعلاقة خاصة مع حزب الله، ونخب سياسية واقتصادية عراقية، ومسؤولين في إيران، وذلك على خلفية علاقاته التجارية القديمة مع العراق، وانتمائه للمذهب الشيعي.

كما أن رجل الأعمال السوري المذكور، كان قد تحرك ببعض استثماراته إلى جنوب العراق، مؤخراً، وسط اتهامات أخيرة له بالتورط في دعم نظام الأسد في مساعيه لقمع الثورة السورية، خاصة على صعيد تأمين الدعم اللوجستي – الفندقي لتحركات ميليشيات عراقية في منطقة الست زينب بضواحي العاصمة، في بدايات التدخل الميداني الخارجي لصالح الأسد. لكن تلك المعطيات لم يتسنَّ التحقق من دقتها.

وخلص التقرير المنشور في "إسلام تايمز" مؤخراً إلى أن صائب النحاس بات مشبوهاً في نظر النظام السوري قبيل الثورة. لكن تقارير إعلامية غير مؤكدة المعطيات، تحدثت، من الداخل السوري، عن عودة الرجل إلى واجهة النفوذ في بدايات الثورة.

فهل لعب صائب النحاس دوراً في فتح أقنية جديدة بين النظام وإسرائيل عبر كازاخستان، هذه المرة؟

لا يمكن التحقق من ذلك. خاصة أن تقارير إعلامية أخرى كانت قد تحدثت عن أن النحاس بدأ يفرّ بأجزاء كبيرة من استثماراته إلى خارج سوريا.

ويبقى لغز "صائب النحاس" كغيره من الألغاز حول أدوار رجال أعمال سوريين في نسج وترتيب علاقات النظام مع دول ومنظمات خارجية، إلى جانب أدوارهم في ترتيب علاقات القوة والنفوذ داخل سوريا، ناهيك عن أدوارهم في فتح "أقنية" للتفاهم بين قوى ودول متنافرة علناً، لكنها متفاهمة سراً، من بينها نظام الأسد وإسرائيل.

ترك تعليق

التعليق