أقل من 3% من المغتربين السوريين مستعدون لـ"انتخاب" الأسد

عادةً ما يقع الإعلام الموالي لنظام الأسد في سقطات تكشف عن أرقامٍ تُدين النظام أو أدائه، من حين لآخر. من تلك السقطات، تقرير نشرته صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، تحدث عن أرقام المغتربين السوريين الذين سجلوا أسماءهم في سفارات سوريا للالتحاق بـ"مهزلة انتخاب الأسد".

وحسب الصحيفة، التي نقلت معلوماتها عن مصدر، لم تسمه، في وزارة الخارجية والمغتربين بحكومة الأسد، فإن 200 ألف سوري فقط سجلوا أسماءهم في 39 سفارة حول العالم.

يمكن لأي متابعٍ أن يلحظ ضآلة هائلة في هذا الرقم، فوزارة الخارجية ذاتها كانت قد أكدت خلال العقد الماضي أن عدد المغتربين السوريين يتجاوز 15 مليون سوري، يمكن أن نتوقع أن أكثر من 7 مليون منهم يمكن لهم المشاركة في الانتخابات، أي أن أقل من 3% من المغتربين السوريين سجلوا أسماءهم في سفارات بلادهم، للمشاركة في "انتخاب الأسد".

بطبيعة الحال، تجاهلنا هنا الأرقام المضافة في السنوات الثلاثة الأخيرة والتي تتجاوز 3 ملايين سوري هُجروا بفعل حرب الأسد على شعبه، لكن المسؤول الرسمي الذي اعتمدته صحيفة "الوطن" في تقريرها أشار إلى منع عدد من الدول العربية ودول العالم لمسرحية "الانتخاب" في السفارات السورية المتواجدة لديهم، ومنهم فرنسا وألمانيا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية، ومعظم دول الخليج، معتبراً أن هذا المنع أخرج جاليات سورية ضخمة من عملية "الانتخابات".

وإذا اعتبرنا أن هذا الكلام دقيق، مجازاً، يمكن لنا أن نأخذ عينة من دولة عربية مجاورة تكتظ بالسوريين، وسمحت لهم بالمشاركة في "الانتخابات" عبر سفارة بلادهم، وهي الأردن، التي تضم أكثر من 600 ألف سوري، حسب الأرقام الأممية، وقرابة المليون، حسب الأرقام الأردنية، لكن عدد المسجلين في السفارة السورية بالأردن، بغية "الانتخاب"، لم يتجاوزوا 30 ألفاً، حسب صحيفة "الوطن" ذاتها.

أي إذا أخذنا الرقم الأممي الذي يضم فقط المسجلين في مفوضية اللاجئين بالأردن، 600 ألف، وافترضنا أن نصفهم يمكن لهم المشاركة في "الانتخاب"، فهذا يعني أن 10% فقط من السوريين في الأردن سيشاركون في مهزلة "الانتخابات"، وهي نسبة متدنية للغاية تجعل أية انتخابات في العالم، بلا مصداقية. علماً أننا لو اعتمدنا الرقم الأردني حول تعداد السوريين هناك، أي مليون، لوصلت النسبة إلى قرابة 6% فقط.

بكل الأحوال، لا يمكن لنظام الأسد أن يتذرع بمنع "الانتخابات" في بعض الدول، وهو الذي أغلق السفارة السورية بالرياض، حيث تضم السعودية واحدةً من أضخم الجاليات السورية المُغتربة، وذلك قبل أسابيع من بدء مهزلة "الانتخابات".

ترك تعليق

التعليق