"في انتخابات" لبنان: فوضى بلا تسجيل، وناخبون قادمون من سوريا، وتقديرات لا تتجاوز 16%

نشر ناشطون مقطع "يوتيوب" يظهر عملية "الاقتراع للأسد" داخل السفارة السورية ببيروت، حيث تعم الفوضى والازدحام، دون أن يظهر أي مؤشر لتسجيل هويات المقترعين أو وثائقهم الرسمية. وتصرف هؤلاء وكأنهم في تظاهرة مبايعة للأسد، وقد علت هتافات التأييد له، وسط تدافعٍ هائل.

بدروها نشرت قناة "NBN" اللبنانية أن سوريين جاؤوا من سوريا للمشاركة بالانتخابات في لبنان، ما يعني أن بعضهم سيصوت للأسد أكثر من مرة، واحدة في لبنان وأخرى داخل سوريا، وهي مخالفة قانونية تطعن بنزاهة "الانتخابات". ونقلت وسائل إعلام لبنانية أن "اقتراع" السوريين في بيروت تم وسط تواجد كثيف لمواطنين لبنانيين من حزب الله والتيار العوني وحزب البعث اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي.

وقد أثارت حشود السوريين للمشاركة في "انتخاب الأسد" غضب الشارع اللبناني، بسبب الزحمة والفوضى والعشوائية في التحرك، الأمر الذي أدى إلى صدامات بينهم وبين جنود من الجيش اللبناني حاولوا ضبط السير في شوارع بيروت، وعملوا على ضبط حركة الحشود وتجنب تفاقم المشادات التي حصلت بين سوريين ومواطنين لبنانيين في عدة نقاط من العاصمة بيروت.

وذكرت أوساط في قوى 14 آذار، حسب صحيفة القدس العربي، أنّ حزب الله تولّى، بالترغيب والترهيب، إلزام السوريين المقيمين في مناطق سيطرته على الاقتراع في الإنتخابات الرئاسية السورية، وإلا يتم طردهم من أماكن سكنهم. كذلك هدّد شبيحة الأسد مواطنيهم السوريين بعدم منحهم أي أوراق أو تجديد جوازات سفرهم إن لم ينتخبوا.

بدوره، أعلن سفير النظام في بيروت، علي عبد الكريم، أن عدد "الناخبين السوريين" في لبنان الذين أدلوا بأصواتهم حتى مساء اليوم تجاوز الـ80 ألفاً"، مؤكداً تمديد فترة "التصويت" حتى مساء يوم غد، بسبب ما وصفه بـ "الإقبال الكثيف".

وذهبت تقديرات ناشطين إلى أن تعداد السوريين الذين شاركوا في "الاقتراع" للأسد، ربما تصل إلى 40 ألفاً، مما يجعل نسبة المشاركة الانتخابية محدودة للغاية، ففي بلد يضم مليون وربع المليون سوري، أكثر من نصف مليون منهم تجاوز السن المناسب للاقتراع، تشكل النسبة التي أعلنها الناشطون، 8% فقط، نسبة محدودة للغاية، رغم كل التهويل الإعلامي.

أما إذا أخذنا بالأرقام التي تحدث عنها سفير النظام، فهذا يعني مشاركة بنسبة 16%، حتى الآن، مما يجعل نسب المشاركة في "الانتخابات الرئاسية السورية" في لبنان، رغم كل التهويل والحشد والتعبئة لها، مشاركة هزيلة، تدفع للتشكيك بمصداقية أية انتخابات في العالم.

ترك تعليق

التعليق