سوريو "بيت جن" و"جباتا الخشب" يفقدون الملاذ الآمن في "العرقوب" تحت ضغط التهويل المذهبي وكابوس "عرسال"

قرر سكان منطقة العرقوب، جنوب شرق لبنان، على الحدود مع سوريا و"إسرائيل"، عدم استقبال المزيد من النازحين السوريين في منطقتهم، بعد حملة سياسية –إعلامية مكثفة شنتها جهات لبنانية تحدثت عن مخاطر تحول بعض بلدات العرقوب إلى "عرسال" جديدة.

وتقع منطقة العرقوب في زاوية حدودية لبنانية مع سوريا و"إسرائيل"، وتضم بلدة شبعا التي تحتل "إسرائيل" جزءاً من مزارعها. وتضم المنطقة خليطاً ديمغرافياً من السُنة والدروز وبعض الشيعة والمسيحيين. ويتركز السنة في بلدة العرقوب والقرى المُلحقة بها، فيما يتركز الدروز في بلدة حاصبيا.

وكان وئام وهاب، الشخصية الدرزية اللبنانية الموالية لنظام الأسد، قد حذر من أن شبعا ومنطقة العرقوب عموماً تضم مقاتلين من جبهة النُصرة، متهماً سكان المنطقة، من السُنة، باستضافة متشددين سوريين، محذراً من تكرار سيناريو عرسال في تلك المنطقة.

وقد أثارت تلك التصريحات الكثير من الجدل في الساحة اللبنانية، وزار وليد جنبلاط، الزعيم الدرزي اللبناني الأبرز، المناوئ لنظام الأسد، المنطقة، بهدف طمأنة أهلها، خاصة الدروز منهم.

وكانت وسائل إعلام لبنانية محسوبة على حزب الله قد ألمحت مراراً إلى أن منطقة العرقوب تستقبل نازحين سوريين بأعداد ضخمة من منطقتي بيت جن وجباتا الخشب السوريتين، وأن الحزب عاجز عن مراقبة هؤلاء النازحين نظراً لأن القرار الدولي 1701، الذي صدر في أعقاب حرب 2006 مع "إسرائيل"، ألزم حزب الله بعدم النشاط في قرى ما بعد نهر الليطاني، والتي باتت تخضع لسيطرة الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات أممية (اليونيفيل).

وبذلك، أيّد إعلام حزب الله، بصورة غير مباشرة، إدعاءات وئام وهاب بأن منطقة العرقوب قد تضم عناصر من جبهة النصرة.

وتقدر مصادر متقاطعة تعداد اللاجئين السوريين في بلدة شبعا وحدها بأكثر من 5 آلاف لاجئ، لكن أعداد المتدفقين الآتين عبر الأزقة الجبلية الوعرة من سوريا، كانت في تزايد، قبل أن تقرر هيئة أبناء منطقة العرقوب عدم استقبال أي لاجئ سوري آخر، تجنباً لاستغلال ما يحدث من جانب أطراف لبنانية، بغية إشعال توتر مذهبي في منطقة مختلطة ديمغرافياً.

وبذلك يفقد اللاجئون السوريون موقعاً آمناً جديداً كان يمكن لهم أن يحظوا به في لبنان، خاصة أن منطقة العرقوب ملاصفة لريف شمال القنيطرة التي تشهد صراعاً مسلحاً شديد الوطأة بين النظام وفصائل المعارضة المختلفة، مما يجعل الوضع المعيشي فيها مُزرٍ.

يُشار إلى أن سكان العرقوب يرتبطون بجيرانهم في المناطق السورية بروابط قربى وعلاقات أسرية وتجارية عميقة.

ترك تعليق

التعليق