90 دولارا للبرميل متوسط سعر النفط المتوقع في 2015

تلعب أسعار النفط دورا هاما في اقتصاديات كافة دول العالم سواء المصدرة أو المستوردة، ورغم أهميته للدول المستوردة باعتباره الوقود الذى يسير حياة مواطنيها ويساعد على دوران اقتصادها، فإن أهميته للدول المصدرة أمر أكثر خطورة وحيوية، حيث تبني الموازنة على أساس سعر برميل النفط، الأمر الذى يحدد ما إذا كانت كل دولة بصدد تحقيق عجز أو فائض في الموازنة، محددا بذلك قدرتها على الانفاق أو دفعها للتقشف.

ووفق إحصاء أجراه مراسل الأناضول، سيصل متوسط سعر برميل النفط في العام القادم 2015 نحو 90 دولارا للبرميل، وذلك اعتمادا على توقعات 5 دول من كبار الدول المنتجة له، وتوقعات 3 مؤسسات بحثية.

وأدى تخفيض صندوق النقد الدولي لتوقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال 2014، إلى 3.3 % في مطلع الشهر الماضي، من توقعات سابقة بنمو 3.8 % في أبريل/ نيسان الماضي، لإطلاق موجة من المخاوف بشأن الطلب على المنتجات النفطية، الوقود الأكثر استهلاكا على مستوى العالم، وخاصة بعد أن قال الصندوق إن هناك ضعف في النمو باليابان ومنطقة اليورو وبعض الأسواق الناشئة مثل البرازيل.

وتراجعت أسعار النفط بواقع 25 % منذ يونيو/حزيران الماضي، دون أسباب واضحة، ما دفع خبراء اقتصاديين للقول إن تراجع الأسعار يعكس دوافع سياسية واقتصادية في الوقت ذاته، تصب في مصلحة أكبر دولة مصدرة للنفط على مستوى العالم، وهى السعودية، وذلك بعد إقدام المملكة على تخفيض أسعار النفط لعملائها في آسيا.

في المقابل قال مراقبون للقطاع النفطي في الخليج، إن سعى السعودية يقتصر على رغبتها في المحافظة على حصتها السوقية، ونفوا ما قيل عن حرب أسعار بين الدول المنتجة للنفط، في حين أرجع عدد من المحللين السبب في انخفاض الأسعار إلى زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط، وارتفاع الأصوات المطالبة برفع الحظر على صادرات النفط الخام.

وارتفع سعر سلة خامات أوبك أول أمس الأربعاء، ليصل إلى 83.24 دولارا للبرميل، بنسبة 0.9 %، وذلك مقارنة بـ 82.44 دولارا للبرميل في اليوم السابق عليه، في حين وصل فيه سعر خام برنت إلى 86.51 دولارا للبرميل أمس بانخفاض 0.61 دولارا بحلول الساعة 09:18 (تغ)،.

وتراجع متوسط سعر سلة أوبك من النفط، منذ مطلع الشهر الماضي، وحتى 24 أكتوبر إلى 85.75 دولارا للبرميل، وذلك مقارنة بـ 95.98 دولارا للبرميل فى سبتمبر / أيلول، و100.75 دولارا للبرميل فى الشهر السابق عليه من العام الجاري.

وتوقعت روسيا أن يبلغ سعر النفط في موازنة عام 2015 حوالى 100 دولار للبرميل. وروسيا من أكبر منتجي النفط من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وتشكل عائداتها من النفط 45 % من إيرادات الميزانية الاتحادية. وروسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد السعودية وفقا لإحصاءات وكالة الطاقة الدولية عن عام 2013.

هذا فيما توقعت فنزويلا، أن يبلغ سعر برميل البترول 60 دولارا للبرميل، وقال مسؤولون حكوميون في تصريحات نشرت في وقت سابق إن الحكومة تضع حساباتها لميزانية عام 2015، بافتراضات متحفظة لسعر النفط، وذلك تحوطا من حدوث انخفاضات حادة. ويشكل النفط 96 % من عائدات الصادرات الفنزويلية إلى العالم الخارجي.

وفنزويلا سابع أكبر دولة منتجة للنفط على مستوى العالم، وفقا لتصنيف وكالة الطاقة الدولية في 2013.

وتوقع مشروع الموازنة الجزائرية، الذى أقر في أغسطس/ آب الماضي، سعرالنفط عند 100 دولارا للبرميل، وقالت الجزائر إن السعر وضع بناء على الأسعار العالمية آنذاك.

وتمثل عائدات النفط 30 % من الناتج المحلى الإجمالي، و95 % من إجمالي عائدات الصادرات الجزائرية، و60 % من إيرادات الموازنة، وتعتمد الجزائر على عائدات النفط لتمويل خططها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وفقا لصندوق النقد الدولي.

والجزائر من أكبر 3 منتجين للنفط في افريقيا.

هذا فيما افترضت نيجيريا، أكبر مصدر للنفط في افريقيا، أن سعر برميل النفط سيبلغ 78 دولارا للبرميل في موازنة 2015.
ويشكل النفط 90 % تقريبا من صادرات نيجيريا، كما انه يمثل 75 % إيرادات الموازنة.

وتحتل نيجريا المركز الثالث بين أكبر مصدري النفط عالميا وفقا لمعلومات وكالة الطاقة الدولية عن عام 2012.

أما المكسيك فقد حددت سعر النفط في عام 2015 عند 79 دولارا للبرميل، وتمول عائدات النفط ثلث الموازنة الفيدرالية للمكسيك. وتحتل المكسيك المرتبة العاشرة بين الدول المصدرة للنفط في عام 2012.

وخفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، توقعاتها لسعر خام برنت في عام 2015 إلى 101.67 دولارا للبرميل فى عام 2015.

في حين خفض بنك جولدمان ساكس الأمريكي، فى مذكرة بحثية صادرة مطلع الأسبوع الماضي ، توقعاته لسعر النفط العام القادم، مشيرا إلى أن السوق العالمي سيشهد زيادة في الإنتاج من قبل الدول المنتجة للنفط خارج أوبك، ستفوق معدلات الطلب.

وحدد البنك الأمريكي سعر خام برنت عند 85 دولارا للبرميل فى الربع الأول من 2015.

وحدد بنك ستاندرد تشارترد، سعر خام برنت في عام 2015 عند 115 دولارات للبرميل، وذلك في مذكرة بحثية نشرت مؤخرا.

ويلعب النفط دورا هاما وخاصة لدول الخليج، التي تشكل عائدات النفط 80 %، من إيراداتها وفقا لتقديرات مؤسسة إرنست آند يونج العالمية للأبحاث.

ولم تعتمد دول الخليج، التي تعد من كبار الدول المنتجة للنفط عالميا، بعد سعر برميل البترول، في موازناتها للعام القادم، باستثناء الإمارات التي اعتمدت الموازنة دون أن تفضح عن تقديراتها لسعر برميل البترول.

وتبرز أهمية دول الخليج، في ضخامة حصتها الإنتاجية المؤثرة في أسواقالنفط العالمية، حيث تنتج أربع دول منها: (السعودية، الامارات، الكويت، وقطر) نحو 16 مليون برميل يومياً، أي اكثر من نصف انتاج دول "اوبك" الذي يصل إلى 30.5 مليون برميل يومياً، وتصدر منها نحو 13 مليون برميل يومياً.

وقال صندوق النقد الدولي في وقت سابق إن دول الخليج، والتي تعد أكبر الدول المنتجة للنفط تحتاج إلى أسعار متباينة، وذلك من أجل تحقيق التوازن في ميزانية عام 2015 ، مشيرا إلى أنه فيما يخص السعودية أكبر مصدر عالمي للنفط، فإنها تحتاج إلى سعر عند 90.70 دولارا لبرميل النفط، لتحقيق التوازن في الموازنة.

أما عن الإمارات، فقال الصندوق إنها تحتاج إلى سعر 73.30 دولارا للبرميل، وحدد السعر بالنسبة للكويت عند 53.30 دولارا للبرميل، اما فى قطر فقد بلغ 77.60 دولارا للبرميل.

وبلغ متوسط سعر سلة أوبك من النفط، 85.75 دولار للبرميل في 2013، في حين ستبلغ 102.24 دولارا للبرميل بنهاية العام الجاري، وفقا لتوقعات المنظمة.

وتشمل سلة أوبك المرجعية الجديدة 12 نوعا من الخام، وهي خام صحارى الجزائري، وجيراسول الانغولي، واورينت الاكوادوري، والخام الايراني الثقيل، وخام البصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني النيجيري الخفيف، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الإماراتي، وخام ميري الفنزويلي.

وتضم أوبك حاليا العراق، وإيران، والسعودية، والإمارات، وأنجولا، والكويت، وقطر، وفنزويلا، والإكوادور، وليبيا، والجزائر، ونيجريا.

ترك تعليق

التعليق