مراقب يشرح لـ"اقتصاد" أسباب ارتفاع الدولار في "مناطق النظام" مقارنة بتلك الخارجة عن سيطرته

يمكن لأي مراقب لأسواق العملة في الداخل السوري أن يلاحظ الفروق الواضحة في أسعار الدولار بين المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وبين تلك الخارجة عن سيطرته.

فمنذ بدء ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قبل شهرين ونصف تقريباً، وما تلاه من صعود سريع للدولار تجاوز في ختامه حاجز الـ 200 ليرة، أصبح من الواضح أن سعر الدولار في العاصمة وباقي مناطق سوريا الخاضعة لسيطرة النظام أعلى بفارق ملحوظ من سعر الدولار في مختلف المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، بما في ذلك مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".

قررت "اقتصاد" أن تبحث عن سبب هذه الظاهرة، فسألت أحد مشرفي صفحة "أسعار الدولار لحظة بلحظة" في "فيسبوك" عن رأيه بهذا الخصوص، على اعتبار أن مشرفي الصفحة من المتابعين بصورة يومية لتطورات سوق العملة في مختلف مناطق سوريا.

يعتقد مشرف الصفحة أن ارتفاع الدولار في مناطق سيطرة النظام، خاصة في دمشق، يعود إلى سببين رئيسيين، الأول وجود البنوك وصرف رواتب الموظفين في تلك المناطق، والثاني صعوبة التداول بالعملة الأجنبية بسبب القيود التي يفرضها النظام بهذا الخصوص.

أما في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، فهناك تمويل خارجي يأتي لفصائل الجيش الحر وباقي التنظيمات الإسلامية، بما فيها تنظيم "الدولة الإسلامية"، مما يعني ضخ للدولار في أسواق العملة في تلك المناطق مما يؤدي لانخفاض سعره.

ويعتقد مشرف صفحة "أسعار الدولار لحظة بلحظة" أن التمويل الخارجي في المناطق المحررة وتلك الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة" أدى إلى محدوديةٍ في عرض الليرة السورية، مقابل عرضٍ أكبرٍ للدولار.

وعقّب المصدر بأنه في حال توقف الدعم المالي الخارجي للفصائل التي تسيطر على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، فإن الدولار سيتعدى 300 ليرة، في رأيه.

وأضاف المصدر بأن هناك سببا آخر يعزز انخفاض سعر الدولار في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وهو سهولة تداول الدولار. فالقبضة الأمنية المشددة للنظام حيال التداول بالدولار تؤدي لارتفاع أسعاره نظراً لصعوبة الحصول عليه، ويحصل العكس في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

في السياق نفسه، شهد سوق العملة في العاصمة دمشق استقراراً نسبياً في الأسعار، مع تراجع طفيف في سعر الدولار الذي وصل عند الإغلاق، مساء أمس الأربعاء، إلى 203.5 ليرة شراء، و205.5 ليرة مبيع، بتراجع قدره 0.5 ليرة عن سعر مبيع الدولار مساء أمس الأول الثلاثاء، وذلك حسب صفحة "أسعار الدولار لحظة بلحظة".

وسجل الدولار في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام أسعاراً أقل بهامش يتراوح بين 3  و5 ليرات، حيث سجّل في مدينة الباب بريف حلب (تحت سيطرة تنظيم الدولة) 200.5 ليرة شراء، و200.75 ليرة مبيع. فيما سجل في القامشلي (تحت سيطرة فصائل كردية) 199 ليرة شراء، و200 ليرة مبيع. وسجل في منبج بريف حلب (تحت سيطرة تنظيم الدولة) 200.25 ليرة شراء، و200.75 ليرة مبيع.

بدورها، رفعت شركات الصرافة المُرخصة، بدمشق، أسعارها "التمييزية" للدولار، التي وصلت إلى 194.55 ليرة شراء، و196.49 ليرة مبيع.

ويبقى الحصول على الدولار "التمييزي" المدعوم من مصرف سوريا المركزي صعباً ومُقيّداً من حيث الكميات.

وتعدّ صفحة "أسعار الدولار لحظة بلحظة" في "فيسبوك" من أكثر الصفحات المُختصة بأسعار العملات مُتابعةً من جانب السوريين.

ترك تعليق

التعليق