أفلس المركزي؟...أم ارتفاع الدولار لغاية في نفس ميالة؟
- بواسطة اقتصاد --
- 23 كانون الأول 2014 --
- 0 تعليقات
يبدو أن الإعلان عن جلسة تدخل لمصرف سوريا المركزي كان أكبر وقعاً من الجلسة ذاتها. فالإعلان عن الجلسة أدى إلى تراجع الدولار نحو 7 ليرات، خلال اليومين الماضين. لكن بعد عقدها اليوم، عاد الدولار للارتفاع ليعوض الخسارة التي مُني بها.
ربما يكمن السرّ في عدم ضخ المركزي قطعاً أجنبياً في السوق. فالتجار والمضاربون في سوق العملة عادةً ما يخافون من ضخ المركزي للقطع الأجنبي في السوق، فيحاولون بيع أكبر كمية ممكنة من الدولار. هذه المرة لم يضخ المركزي أي شيء. اكتفى فقط بالتوصيف، وبعض القرارات، مراهناً على تحويلات المغتربين اليومية.
لم تذكر أية وسيلة إعلامية موالية أن مصرف سوريا المركزي باع قطعاً أجنبياً لممثلي شركات ومكاتب الصرافة الذين حضروا جلسة التدخل.
اكتفى حاكم المصرف أديب ميالة، بتوصيف أسباب ارتفاع الدولار، معتبراً أن سعر الصرف المطروح على مواقع التواصل الاجتماعي وهمي ويعمل على تأجيج سعر الصرف.
وارتكز ميالة على "ذخيرة المركزي الاستراتيجية"، تحويلات المغتربين اليومية، التي تتراوح بين 7 – 8 مليون دولار، حيث رفع المركزي النسبة التي يمكن لمؤسسات الصرافة الاحتفاظ بها من حصيلة التحويلات الواردة بالقطع الأجنبي، من 30% إلى 40%، بغية تمكين هذه المؤسسات من تلبية الطلب على الدولار للأغراض التجارية وغير التجارية.
وهكذا يطرح المركزي دولاراً من "غير كيسه". أي أنه يعتمد على حوالات المغتربين لأهاليهم في الداخل، بدلاً من استخدام مخزونه الاستراتيجي من العملة الصعبة.
ما سبق يطرح تساؤلات حول ما بقي من هذا المخزون، من العملة الصعبة، بعد سنوات الحرب على السوريين واستنزاف الخزينة لتمويل آلة حرب الأسد.
قرار المركزي قضى بأن تحتفظ مؤسسات الصرافة بنسبة 40% من حصيلة حوالاتها لمدة تصل إلى خمسة أيام عمل بما يتيح لها هامشاً زمنياً أكبر لتمويل طلبات المستوردين.
لكن إجراءات المركزي لم تؤثر في السوق الحقيقية للدولار. فقد ارتفع الأخير إلى 211 ليرة شراء، 214 ليرة مبيع، في دمشق، مساء اليوم الثلاثاء.
ما سبق يعني أن الدولار ارتفع في يوم "تدخل المركزي المُنتظر" 6 ليرات دفعة واحدة.
وهكذا يبدو أن المضاربين في سوق العملة تجاوزوا اللحظات الحرجة التي كانوا يخشون فيها أن يواجهوا عرضاً كبيراً من الدولار يطرحه المركزي في السوق، فيجعلهم يخسرون قيمة ما يملكونه من دولار.
الخلاصة، أن المركزي لم يتدخل عبر ضخ قطع أجنبي في سوق العملة منذ شهر تقريباً.
لماذا؟...سؤال برسم المركزي...هل أفلست خزينته من احتياطي العملة الصعبة؟، أم أن ارتفاع الدولار يُرضي غاية في نفس ميالة؟
التعليق