6 أزمات رسمت مؤشرات البورصات العربية في 2014

 شهدت 2014 العديد من الأحداث الهامة داخل أروقة البورصات العربية.. شكلت وغيرت.. حركت وثبتت.. حلقت بآمال البعض.. وخسفت ببعضهم. ورصدت وكالة الأناضول أبرز 6 أحداث أثرت على أداء الأسواق العربية في عام 2014.

أزمة القرم

جاءت بداية العام ساخنة بعد أن بدأت أزمة القرم تطفو على السطح خلال شهر فبراير/ شباط، ففي أعقاب الثورة الأوكرانية التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته، تظاهر محتجون، معظمهم ينتمي للقومية الروسية، اعتراضًا على الأحداث الجارية في كييف وطلبًا للمزيد من التكامل مع روسيا، بالإضافة إلى حكم ذاتي موسع أو استقلال للقرم عن أوكرانيا. على الجانب الآخر تظاهرت جماعات اثنية أخرى لتأييد الثورة.
وفى تلك الأثناء ترنحت الأسواق العربية مجتمعه متأثره بأداء الأسواق العالمية التي تهاوت مؤشراتها على ضوء تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا خاصة بعدما وافق مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان) على دخول قوات بلده إلى الأراضي الأوكرانية.
ودفعت هذه الأحداث إلى تنامي مخاوف المستثمرين في كافة الأسواق خوفا من تصاعد حدتها وتحولها إلى حرب عسكرية قد تلقي بظلالها السلبية على المنطقة ككل، وانخفض مؤشر بورصة مصر وقتها بأكبر وتيرة يومية في أكثر من 9 أشهر، بينما سجلت بورصتا الإمارات أكبر خسارة يومية في أكثر من شهرين، وتراجع المؤشر السعري الكويتي إلى أدنى مستوياته في أكثر من 6 أشهر.

سفراء قطر
وخلال شهر مارس/ آذار، نالت ضغوط بيع مكثفة من أداء غالبية الأسواق الخليجية بعد إعلان السعودية والإمارات والبحرين عن سحب سفرائها من دولة قطر، لعدم التزامها بالاتفاق الموقع بين دول مجلس التعاون الخليجي والذى يقضي بعدم تدخل أي دولة في الشئون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر.

ورغم أن أغلب الأسواق العربية كانت تتحرك وقتها في اتجاه صاعد خاصة بعد هدوء حدة التوترات بين روسيا وأوكرنيا إلا أن تبعات إعلان سحب السفراء من قطر نال من أداء غالبية الأسواق وكبدهم خسائر بملايين الدولارات.
وهبطت بورصة قطر وقتها بأكثر من 2% لتحقق أكبر خسائر يومية في 6 أشهر، إلا أن أغلب الأسواق سرعان ما عوضت خسائرهم.

تنظيم "الدولة الإسلامية" والعراق

وبحلول منتصف يونيو/ حزيران، عم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومسلحين متحالفين معهم على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (شمال) بالكامل، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وتهاوت البورصات العربية على أثر هذه الأحداث مع تزايد المخاوف من الاضطرابات التي تشهدها العراق أثر تعرضها إلى هجمات متتالية من مقاتلي "التنظيم"، ما أثار مخاوف دول الجوار.
وقال المحللون وقتها أن سيطرة قوات "التنظيم" على بعض الأراضي العراقية تسبب في خلق هاجسا نفسيا لدي المستثمرين، ما دفعهم إلى البيع عشوائيا خوفا من أي اضطرابات قد تؤثر على مجريات الأمور بالمنطقة.
وواصلت الأسواق هبوطها حتى أيام قليلة من نهاية شهر يونيو/ حزيران مع استمرار محاولات "التنظيم" لتوسعة رقعة المناطق التي يسيطر عليها بعد إحكام سيطرته على شمال العراق وأجزاء كبيرة من سوريا، مما أثار المخاوف من امكانية نشوب حربا قد تؤتي على الأخضر واليابس خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة عن استعدادها لدحر قوات التنظيم.
ودفعت تلك الأحداث الولايات المتحدة، التي سحبت قواتها من هذا البلد نهاية عام 2011، استعدادها لإرسال 300 عسكري بصفة مستشارين والقيام بعمل عسكري في العراق.

مخاوف النمو العالمي
وفى 12 أكتوبر/ تشرين الأول، هبطت البورصات العربية بنحو حاد، بعد إجازة طويلة بمناسبة عيد الأضحى، وسط حالة من الهلع أصابت معظم المتداولين نتيجة تهاوي أسواق الأسهم والسلع العالمية مع تزايد المخاوف بشأن وتيرة النمو العالمي.

وحققت وقتها الأسهم الأمريكية أسواق أداء أسبوعي منذ مايو 2012، فيما هبط مؤشر "ستوكس يورب 600"، المعني برصد أداء أسواق الأسهم الأوروبية، إلى أدني مستوياته منذ فبراير الماضي، بينما سجلت أسعار النفط أدنى مستوياتها في 4 سنوات.

وقال محللون ان التوقعات السلبية لصندوق النقد الدولي بشأن النمو العالمي مثلت عاملاً سلبياً على أسواق المنطقة بشكل عام، خاصة بعد ان خفض الصندوق توقعاته للنمو عام 2014 بالنسبة لمعظم الدول العربية وذلك بسبب الانعكاسات المتوقعة للنزاعات الدائرة باستثناء دول الخليج النفطية التي يزداد اقتصادها ازدهاراً.

وقال الصندوق، في تقرير صدر عنه خلال تلك الفترة، أن إجمالي الناتج الداخلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لن يزيد عن 2.6% هذا العام من 3.2% في أبريل/ نيسان الماضي. كما خفض الصندوق توقعاته للنمو في المنطقة لعام 2015 إلى 3.8% مقابل 4.5% كانت متوقعة.
وهوى مؤشر البورصة السعودية، الأكبر في العالم العربي، مسجلاً أكبر خسائر يومية بالنقاط منذ 7 سنوات أي منذ يناير/ كانون الثاني 2008، فيما سجل مؤشر بورصة دبى أدنى مستوي له منذ أغسطس 2014.

الركود الياباني
ومع منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، هوت البورصات العربية بنحو جماعي متضرره من التراجعات الحادة لأسواق النفط العالمية على خلفية انزلاق الاقتصاد الياباني في براثن الركود عقب بيانات كشفت عن دخول اليابان، ثالث أكبر اقتصاد حول العالم، في ركود اقتصادي.
وهبط السوق السعودي إلى أدني مستوياته في أكثر من 8 أشهر منخفضا بنحو 2.8%، فيما تراجعت بورصة الكويت نحو أدني مستوياتها في 4 أشهر.
ورغم التوقعات وقتها بصعود قوي في الأسواق العربية بعد بيان رسمي صادر عن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أكدوا فيه على عودة سفراء كل من دول السعودية والإمارات والبحرين إلى دولة قطر، الذين سحبتهم من الدوحة في مارس/ آذار الماضي ما أدى إلى أسوأ خلافات دبلوماسية بين دول المجلس منذ تأسيسه.


أزمة النفط
وقبل عدة أسابيع من نهاية العام، تهاوت أسعار النفط بشكل حاد في الأسواق العالمية إلى مستويات متدنية بسبب تزايد الانتاج في الولايات المتحدة وضعف النمو الاقتصادي، وزاد من حدة الأزمة قرار أعضاء أوبك في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني بعدم خفض الانتاج، ما دفع الأسواق العربية إلى الترنج وتكبدها خسائر بنحو 67 مليار دولار في أسبوعين.
وسجلت أسعار النفط في الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر الجاري أدني مستوياتها منذ مايو/ أيار 2009 لتخسر نحو 50% من قيمتها منذ أواخر يونيو الماضي. وكانت أسعار النفط وصلت الى نحو 140 دولارا للبرميل عام 2008 لتتراجع بعد ذلك لتستقر ما بين 100 الى 112 دولارات للبرميل منتصف العام، وهبطت دون 60 دولارا للبرميل في الوقت الراهن.


وفيما يلي بعض الأحداث التي كان لها تأثيراً على أداء كل بورصة على حدة:
- 10 ابريل/ نيسان كشف الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس لجنة السياسات المالية في حكومة دبي، عن اتفاق مبدئي لدمج بورصتي سوق دبي المالي وسوق أبوظبي للأوراق المالية، ما دفع بورصة أبو ظبي للارتفاع نحو أعلي مستوياتها في أكثر من 8 سنوات.
- 27 مايو/ آيار وجه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، بالعمل على رفع نسبة تملك غير القطريين في الشركات المدرجة ببورصة قطر ما دفع بورصة قطر للصعود بنحو كبير وقتها.
- 29 مايو/ آيار مصر تفرض ضريبة رأسمالية على أرباح البورصة والتوزيعات النقدية والأسهم المجانية بنسبة 10% تحصل سنويا.
- 29/ مايو/ آيار صعود قوي في أسواق أبو ظبي ودبي وقطر قبيل الإدراج في مؤشر مؤسسة "إم.إس.سي.آي مورجان ستانلي" للأسواق الناشئة.
- 27 يونيو/ حزيران إعلان مجلس الشوري القطري رفض استثناء المستثمر الأجنبي من ضريبة البورصة ما دفع السوق القطري للهبوط بنحو 1.3%. ورفض مجلس الشورى وقتها إعفاء المستثمرين غير القطريين في أرباح بعض الشركات وصناديق الاستثمار من الضريبة على الدخل، وقرر بالإجماع إعادة مشروع القانون مرة أخرى للجنة الشؤون المالية والاقتصادية للمزيد من النقاش والدراسة المتعمقة.
- 21 يوليو/ تموز قررت البورصة المصرية بالاتفاق مع الهيئة العامة للرقابة المالية الغاء بعض الإجراءات الاحترازية التي تم إقرارها بعد ثورة يناير/ كانون الثاني 2011.
- 22 يوليو/ تموز بورصة السعودية تقود ارتفاعات الأسواق العربية، بعد بلوغها أعلي مستوياتها في أكثر من 6 سنوات عقب موافقة مجلس الوزراء السعودي على السماح بفتح السوق للاستثمار المباشر من قبل المؤسسات الأجنبية.
- 11 نوفمبر/ تشرين الثاني هوت بورصة السعودية إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين على ضوء أزمة شركة "موبايلي"، ثاني أكبر شركة اتصالات في السعودية، بعدما قامت بتعديل نتائج أعمالها خلال 18 شهراً ماضية بسبب أخطاء محاسبية، ما دفع هيئة سوق المال للبدء في تحقيقا واسعا للتحقق من مدى وجود مخالفات من قبل الشركة لنظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية.
- 28 نوفمبر/ تشرين الثاني دعت الجبهة السلفية في مصر، وهي إحدى مكونات "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي، إلى ما أسمته "الثورة الإسلامية" أو "انتفاضة الشباب المسلم"، يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني وهو ما دفع البورصة المصرية للتراجع إلى مستويات متدنية مع تزايد المخاوف من وقوع أحداث عنف قد تعكر صفو المتعاملين.

ترك تعليق

التعليق