بالصور: "سوق الجزماتية" الميداني العريق يُستنسخ في الحصري قرب القاهرة

السوريون ينقلون معهم تراثهم وأسواقهم إلى مصر

يحاول السوريون في مدينة السادس من أكتوبر بالقرب من القاهرة، إضفاء نكهة رمضانية سوريّة عريقة على مظاهر حياتهم اليومية.
 
وخلال مدة قصيرة استطاع أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة في ميدان الحصري- وسط أكتوبر- من نقل العادات والتقاليد السورية من أسواق دمشق العتيقة وحواريها، إلى مصر، بحرفية مطلقة.


الباعة في ميدان الحصري لم يغيروا عادتهم التي حافظوا عليها في سوق الميدان الدمشقي من حيث الكرم والاهتمام المميز بحلويات الأعياد والأطعمة خلال الشهر المبارك في صورة متقاربة مع دمشق، من ترتيب صواني الحلويات وطرق العرض المثيرة للاهتمام التي يقف الزائر السوري أو المصري إلى جانبها لالتقاط الصور التذكارية أحياناً.


وكما في الأحياء الشعبية الدمشقية، لرمضان وللعيد لون خاص ونكهة مميزة، بات ميدان الحصري بمدينة أكتوبر يحمل نفس اللون والنكهة حيث تمتد بسطات المحلات إلى منتصف الشارع، لتعرض أشهر الحلويات السورية والمأكولات ومنها لعلامات تجارية شهيرة كـ "داود وقوريد"، بينما تزدحم محلات باعة الأطعمة الشعبية ''الفول والحمص'' بالمشترين ومنها "بوز الجدي" والجناني وزهرة الميدان، يضاف إلى ذلك الصفيحة ''فطائر باللحم'' واللحمة بالصحن، والمشاوي والكبب بأنواعها وغيرها.


70% التقارب بين الحصري وسوق الجزماتية

ويؤكد ياسر الحلاق، إعلامي سوري من سكان مدينة 6 أكتوبر، لـ "اقتصاد"، أن "أجواء رمضان في أكتوبر وخصوصاً في ميدان الحصري يشبه إلى حد كبير سوق الجزماتية في الميدان، الأكثر حيوية في قلب دمشق. ولكن لا يمكن القول أنها متطابقة وإنما قريبة جداً".
 

وأضاف الحلاق، المقيم في مصر منذ أربع سنوات: "إن السوريين ومن باب التخفيف من آلام الغربة استطاعوا نقل الأجواء الرمضانية السورية بامتياز وبنفس الجودة والطعم من خلال مشاريعهم وفروعها المنتشرة بمصر، ومن خلال الواقع وطريقة العرض يمكن القول إنه بنسبة 70% أصبح ميدان الحصري قريب من سوق الجزماتية في دمشق لجهة طريقة العرض والانتشار".


وكشف الحلاق أن هذه المشاريع نجحت واستمرت وتطورت على الرغم من أسعار منتجاتها المرتفعة على المستهلكين وهم في غالبيتهم من متوسطي أو محدوي الدخل، إلا أن المستهلك السوري يقبل بالتضحية بالمال مقابل الحصول على أصناف ومأكولات تذكره بأجواء وعادات البلد "سوريا" وكنوع من استعادة السعادة المفقودة والإحساس بالدفء والحميمية إلى حد ما.

وأوضح الحلاق أنك "تستطيع من خلال المطاعم أو المقاهي ولغة الترحيب والاستقبال الموجودة، أن تلمس الضيافة السورية العريقة في هذه القطعة  السورية في مدينة أكتوبر أو كما يحلو للبعض تسميتها بـ "سوريا الصغرى".
 

حرص سوري على شراء الحلويات
 
وتحرص العائلات السورية في مصر على شراء الحلويات أو صنعها يدوياً، على اختلاف طبقاتها, كعادة شعبية يحرص السوريون على إتباعها في الأعياد بغية الحفاظ على التقاليد الاجتماعية المحببة، إلا أنهم اضطروا لاستبدالها ببضع أصناف من الفاكهة نظراً لموجهة الغلاء التي طرأت على جميع أصناف الحلويات الجاهزة أو المواد الداخلة في صناعتها بمصر. وتصنف الحلويات السورية في مدينة أكتوبر بين مرتفعة السعر كالمبرومة والبلورية, وأخرى متوسطة السعر كالبرازق والغريبة والعجوة.
 
ويشار إلى أن حرفيي المهنة العريقة التي تشتهر فيها سوريا عالمياً، يعزون سبب ارتفاع أسعار الحلويات إلى ارتفاع كلف المواد الأولية الداخلة في صناعتها، إلا أنهم يحاولون التخفيف من هامش الأرباح بما يسهم في تخفيف وطأة الهموم المعيشية على كاهل الأسرة في مصر.


يذكر أن نجاح وشهرة المقاهي والمطاعم السورية في مدينة السادس من أكتوبر وخصوصاً ميدان الحصري، دفع البعض إلى تسميتها بـ "سوريا الصغرى"، بسبب الانتشار الواسع للمطاعم والكافيات والمقاهي السورية.

ترك تعليق

التعليق