اقتصاديات...من زمن مضى لازال مستمراً

اليوم علمت أن حماد عبود السعود لا يزال رئيس الاتحاد العام للفلاحين...قرأت اسمه في أحد الأخبار، وعلى الفور عادت بي الذاكرة إلى عشر سنوات خلت...تحديداً إلى العام  2005، عندما كان رئيس اتحاد فلاحي الحسكة...في تلك الفترة كان لدي حالة كره شديد من كل شيء اسمه اتحاد، بدءاً من الاتحاد السوفييتي وانتهاء باتحاد شبيبة الثورة..لكن الرجل جعلني أعيد حساباتي، وأعود لأتفحص أصابع يدي من جديد...كنت أرى به رجلاً حراً، لا يخشى في قول الحق لومة لائم، وبحضور من تشاء من المسؤوليين الكبار...وعندما تم تعيينه رئيساً للاتحاد العام للفلاحين في العام 2008، شعرت ولأول مرة أن هناك بارقة أمل وسط هذا الظلام الدامس، على رغم صغر المنصب الذي يتولاه..لكن للأسف لم يطل تفاؤلي كثيراً، فمع أول ظهور خطابي له، نفسه الرجل الذي كان يهدد ويرعد ويرغي ويزبد وهو يتحدث عن الفساد والسياسات الاقتصادية الخاطئة التي أدت إلى تدمير الزراعة في البلد، صار يتحدث على الشكل التالي: "كلنا عصا بيد بشار..كلنا سيوف بيد السيد الرئيس"...أما على مستوى الممارسة، فقد بدأ الرجل عهده على رأس الاتحاد العام للفلاحين بإعادة تصميم مكتبه ومكاتب الأعضاء وشراء سيارات جديدة بتكلفة كبيرة تجاوزت عشرات ملايين الليرات..

اليوم عاد حماد السعود للنغمة إياها قبل أكثر من عشر سنوات، عاد للتهديد والرعد، وتحميل الحكومة مسؤولية تدمير الزراعة وتهريب الأقماح، لكن يا الله .!!، ما أكبر الشبه بين حديث الأحرار وحديث المنافقين والعبيد..!!