اقتصاديات...مشاكل السوريين في العيد لم تتغير منذ ثلاثين عاماً
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 16 تموز 2015 --
- 0 تعليقات
مشاكل الناس في سوريا مع العيد لم تتغير منذ ثلاثين عاماً على الأقل...ولعل أبرزها على الدوام هي غلاء ملابس الأطفال..ففي الوقت الذي تسعى فيه الدول لترفيه أطفالها وتنشئتهم بشكل صحيح، إلا أن الطفولة في سوريا كانت الفئة الأكثر اضطهاداً وحرماناً في المجتمع..وهو ما خلق فيما بعد أجيالاً قاسية، ليس لديها شعور بالانتماء للبلد ولا لمقدراته.
الكثير من الأطفال كان يبدو على مظهرهم التشرد، والسبب أنه لم يكن لدى الأهل قدرة شرائية لتغيير ملابس أطفالهم، بسبب غلائها الفاحش وبشكل يفوق ملابس الكبار بكثير..وعندما كنا نحاور مصنعي الألبسة أو الجهات الحكومية المسؤولة حول هذا الأمر، كان يقول لنا المسؤلون أن الهدف هو دعم الصناعة المحلية، بينما كان يتبجح الصناعيون بالقول إن تكلفة ملابس الأطفال هي بالأساس مرتفعة...علماً أن أرباح الملابس عموماً هي الأعلى وتتجاوز أحياناً الضعفين، وهذا باعتراف الصناعيين والتجار أنفسهم...المفارقة الأخرى، وعلى مبدأ صدق أو لا تصدق، هي أن أسعار الألبسة في سوريا أغلى من مثيلتها في أوروبا أو توازيها على الأقل، رغم فارق الدخل والجودة بكل تأكيد..بل إن ملابس الأطفال في أوروبا هي أرخص بكثير من ملابس الكبار، وبشكل يستطيع الأهل تغيير ملابس أطفالهم كل شهر تقريباً..
باختصار، كانت سوريا بحد ذاتها مفارقة كبيرة...لديها قمح وتجوع، وعندها نفط وشعبها "بردان"، ولديها صناعة ألبسة هي الأولى على مستوى الوطن العربي وشعبها يلهث وراء الألبسة الأوروبية المستعملة..!!
لهذا قامت الثورة...

التعليق