اقتصاديات...بطل من هذا النظام..!!
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 23 تموز 2015 --
- 0 تعليقات
كان نادر عبد الله مدير المؤسسة العامة للخزن والتسويق السابق، مديراً لمؤسسة صغيرة بصلاحيات كبيرة..أكبر من وزارة، وأقل بقليل من فرع مخابرات...
وهو شأنه شأن كل المسؤولين العلويين، معفي من عبارات التبجيل للسيد الرئيس وقيادته الحكيمة، والتي كانت من لوازم الاستمرار بالمنصب لغيرهم من المسؤولين..يساعده في ذلك عدد من المواقع الإعلامية المخابراتية التي كانت تتولى تلميع صورته والتشبيح على كل من يحاول انتقاده...!!
كثيراً ما كنا نتسائل: ابن من، من المسؤولين أو المقربين، يكون هذا الرجل...؟!، وفي هذا خرجت الكثير من الأوقاويل..بعضهم كان يقول أنه ابن جابر عبد الله، سائق سيارة حافظ الأسد..والبعض الآخر كان يقول أن لا صلة بينهما، وإنما هو من الثقاة، وابن عم، في إشارة إلى "علويته" فقط ..!!
المهم أن نادر عبد الله كان يرى أن الخزن والتسويق بالنسبة له ليست إلا الدرجة الأولى في سلم المناصب...وهو كان لا يخفي انتقاده للتوزيع الطائفي الشكلي للمناصب...كوزارة المالية ومصرف سوريا المركزي، أو حتى رئاسة الوزارء، اللواتي لم يتولهما "علوي" من قبل...!!، قالها لي مرة بعد أن ظن أني من هناك...وعندما عرف أنني لست من هناك ، لم يكلفه الأمر سوى ابتسامة خفيفة...!!
مرة في العام 2008، وفي أحد الاجتماعات التي كان يترأسها محمد سعيد بخيتان، الأمين القطري المساعد للحزب، وكانت مخصصه لمناقشة ارتفاع أسعار المواد الغذائية..بدا بخيتان منذ بداية الاجتماع غاضباً للغاية، كما لو أنه مستاء من هذا الإمعان في الإذلال الذي تعرض له الحزب في عهد بشار، فبدل أن يناقش السياسات الخارجية والداخلية، ها هو يناقش أسعار البطاطا والبندورة والخيار..!!، المهم وقف يومها نادر عبد الله، واعترض على كلام بخيتان...فما كان من الأخير إلا أن صرخ بوجهه وطرده من القاعة دون أن يعرف من يكون...وما هي إلا لحظات حتى جاء من يهمس في أذن بخيتان، الذي تغير لونه على الفور ...فتحول هذا الغاضب الكبير فجأة إلى رجل يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه..فأنهى الاجتماع على عجل، ثم تأبط نادر عبد الله، الذي كان لا يزال يدخن خارج القاعة حزيناً، وخرجا سوية إلى جهة غير معلومة...
أما نادر عبد الله فيما بعد، فقد انتهى نهاية تليق ببطل من هذا النظام..فبعد أن تم الاستعانة به مع بداية الثورة لقمع متظاهري جامعة دمشق تحديداً..أعفي من منصبه الثاني كمدير المؤسسة العامة الاستهلاكية في نهاية العام 2012...لكن تم منحه أراض تابعة للخزن والتسويق ليقيم عليها مشاريع استثمار عقاري...

التعليق