النظام يفرض حصاراً على ضاحية قدسيا بذريعة اختفاء أحد عناصره

ذكرت مصادر إعلامية أن نظام الأسد يُغلق لليوم الثاني على التوالي، الطريق الواصلة بين بلدة قدسيا وضاحيتها في ريف دمشق، ويمنع دخول الأهالي إليها، أو الخروج منها.

وهناك هدنة موقعة بين الجيش الحر في قدسيا، وبين نظام الأسد، تُديرها لجنة مصالحة. لكن هذه الهدنة تعرضت لعدة خروقات من جانب قوات النظام خلال سنة ونصف منذ توقيعها، بذرائع مختلفة.

وذكر "مكتب أخبار سوريا" أن عشرات السكان، من بينهم نساء وأطفال، أمضوا ليلتهم أمس، بالعراء، على الطريق العام الواصل بين قدسيا وضاحيتها، بسبب إغلاق قوات النظام للطريق.

وتتمتع بلدة قدسيا التي تبعد عن دمشق نحو ثمانية كيلومترات من الجهة الغربية بموقع استراتيجي مهم، إذ تحيط بها أحياء موالية للنظام كجبل الورد وحي الورود ومساكن الحرس الجمهوري، ويقطنها اليوم قرابة أربعمائة ألف نسمة، كثيرون منهم نزحوا من مناطق أخرى، حسب تقديرات ناشطين.

وكانت مصادر موالية للنظام ادعت أن إغلاق الطريق الواصل بين قدسيا وضاحيتها جاء على خلفية اتهامات للثوار باختطاف عسكري من قوات الأسد المتمركزة على أحد الحواجز في أطراف البلدة.

وينص اتفاق الهدنة أن يتسلم عناصر الجيش الحر مسؤولية حماية مداخل ومخارج البلدة والمدنيين داخلها، وضمان أمن البلدة واستقرار حياة الأهالي والسكان وعمل المؤسسات الحكومية، إضافة إلى منع أي مظاهر مسلحة داخل البلدة ومنع إدخال السلاح إليها.

وبث ناشطون صوراً على صفحات التواصل الاجتماعي تظهر ازدحام الناس عند مدخل ضاحية قدسيا، من جهة مدينة قدسيا، بسبب منع الناس من الدخول إليها أو الخروج منها.

وحسب اتفاق الهدنة، التزمت كتائب الجيش الحر بمحاسبة أي عنصر تابع لها يقوم بخرق الهدنة أو بأي عمليات لا أخلاقية، مثل الخطف والاتجار بالمخدرات، إلا أنها في الوقت نفسه تتعهد بالرد الفوري على أي اعتداء تتعرض له "من أي جهة كانت"، مع تأكيدها التزامها التام ببنود الهدنة كافة.

وحسب "مكتب أخبار سوريا"، نفى مصدر مدني معارض ما نشرته صفحات موالية، بخصوص سماح حاجز قوات النظام بقدسيا للمدنيين بالعبور بسياراتهم أو حتى سيراً بالأقدام، مؤكداً أن عشرات السكان أمضوا ليلتهم في العراء على الطريق العام.

وكان النظام فرض حصاراً على قدسيا، في أيلول الماضي، بعد أن ألقى عناصر الجيش الحر القبض على ثلاثة عناصر تابعين للنظام، متخفين بلباس مدني، حاولوا الدخول للبلدة. وحينها، أغلق النظام الطرقات، وفرض حصاراً على البلدة، مطالباً بإعادة العناصر الثلاثة.

ويعتقد مراقبون من أهالي المنطقة أن "الشبيحة" هم المسؤولون عادة عن التصعيد، وأنهم يريدون إظهار منطقة قدسيا على أنها منطقة ساخنة، لكي يتجنبوا الذهاب إلى جبهات مشتعلة مثل الغوطة أو جوبر، أو سواها.

وفي المرات السابقة التي فرض فيها النظام حصاراً على المدينة، منع دخول الغذاء أو السلع إليها، ومنع دخول الأهالي إليها، أو الخروج منها.

ترك تعليق

التعليق