امرأتان تقاومان الجوع ببيع البسكويت في شوارع حلب
- بواسطة فارس الرفاعي- اقتصاد --
- 15 آب 2015 --
- 0 تعليقات
دفعت الحاجة المادية وضيق الحال بامرأتين كبيرتين في السن للوقوف في أحد شوارع حلب لبيع البسكويت من أجل تأمين لقمة العيش لأطفالهما.
وأظهر شريط فيديو بثه مركز حلب الإعلامي AMC المرأتين وهما تقفان على ناصية أحد الشوارع في حي طريق الباب، وقد أمسكتا بقطع من البسكويت تبيعانها وتقول إحداهما للشخص الذي يصورهما: "والله واقفة عم بيع بسكويت مشان أعيش"، وتضيف: "أرملة ومالي حدا...فقرا"، وتكرر الكلمة الأخيرة ثلاث مرات، ثم تتابع: "مافي شغل وبركت– جلست- هون أبيع بسكويت مشان أعيش".
وكشفت العجوز أنها تعيش بدون كهرباء "عايشة على العتمة"، وتستدرك وهي تداري دموعها: "عاملة علبة سمنة فضيتها لأغلي عليها براد الشاي"، وتروي بائعة البسكويت العجوز أنها تضطر في كثير من الأحيان لبيع المعونة التي تُعطى لها لشراء جرة غاز أو كيلو بندورة- كما قالت-، وكشفت أنها لم تذق اللحمة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وروت المسنة أن زوجها الذي قضى في الحرب كان يعمل في معمل ضيافة، وتابعت بنبرة مؤثرة: "كنا شبعانين اللقمة بس هلأ ما في شي"، وقالت عجوز تجلس إلى جانبها وبدت في السبعينات من عمرها: "ببيع بسكويت ما عندي لا أخ ولا حدا"، وتابعت: "ما عندي غير رحمة الله وقاعدة بحواش العالم"، وعبّرت العجوز عن عدم رضاها من جلوسها في الطرقات لبيع البسكويت ولكنها– كما تقول- لا تملك وسيلة غير ذلك لتأمين لقمة العيش. وأوضحت أنها تحصّل أحياناً من عملها هذا 500 ليرة سورية–ما يعادل دولارين- وأحياناً 200 ليرة وفي بعض الأحيان -كما قالت- لا تحصل شيئاً، وختمت العجوز: "إش ما صار على الواحد لازم يقول الحمد لله".
واضطرت الكثير من النساء السوريات للبحث عن مهن تعيلهن وأسرهن بسبب مقتل أزواجهن أو أبنائهن أو انشغالهم في محاربة النظام أو بسبب إصابتهم أو اعتقالهم لتأمين لقمة العيش لأسرهن في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي المناطق المحررة والمحاصرة على حد سواء.

التعليق