بالفيديو: لحم الجمل وسر "أبو صابر" بين السوريين في عرسال

 "ملحمة البيك" منشأة اقتصادية، افتتحت مؤخراً هنا في لبنان، وتأتي خصوصيتها من أنها متخصصة بذبح لحم الجمل.

صاحب المنشأة، أبو عبدو، وهو سوري لجأ من منطقة القلمون، بلدة (المعرة)، إلى بلدة عرسال اللبنانية، ولاحظ الإلحاح الكبير من قبل اللاجئين السورين على "لحم الجمل"، وهذا ما شجعه على أن يختص بذبح وبيع لحمة الجمل نزولاً عند رغبة أهله السوريين.

 عرض الجمل أمام المحل قبل ذبحه بيوم، هي عادة ورثها أبو عبدو عن صديق له من دوما، والتي كانت مشهورة في سوريا بعشقها للحمة الجمل.



 ولهذه الخطوة فائدتان كما يقول أبوعبدو، جانب دعائي وإعلاني يجذب أنظار المارة وينبههم إلى تخصص هذا المحل بذبح الجمل، وجانب شرعي وأخلاقي بطمأنة الناس بأنهم يأكلون من لحمة جمل قوي البنية وسليم من أي مرض أو عيب أو وباء.

 ويتابع أبو عبدو لـ "اقتصاد" أن وزن الجمل الذي يذبحه يتراوح بين 200 و250 كيلو، ويتم الحصول عليه من قبل تجار متخصصين.

 أما عن طريقة ذبح الجمل، ينوه أبو عبدو إلى وجود طريقتين لذبح الجمل، وهو الحيوان الوحيد الذي له "مذبحين"، فإذا وضعت السكين أعلى الرقبة تسمى "الذبح"، أما إذا وُضعت في أسفل الرقبة، فإنها تسمى "النحر".
 
وأشار أبوعبدو إلى أنه يميل إلى طريقة النحر، حيث ينتظر بعدها فترة عشر دقائق ليباشر بعدها بعملية "السلخ"، وهي نزع الجلد عن جسم الجمل، والعمل على تفريغه من أحشاءه، تمهيداً لعملية "الجرم"، وهي نزع اللحم والشحم عن العظم، وبعدها تتم عملية "التشفاية"، وهي كما يقول أبو عبدو، نزع اللحمة الحمراء وفرزها عن الشحمة البيضاء، بعدها تكون اللحمة جاهزة للبيع والتي يتم اختيار ما يناسب منها بحسب الطبخة التي يقرر الزبون أن يطبخها، فالكباب يناسبها لحمة حمراء بنسبة80% وشحمة بنسبة 20%، أما للمحشي واليبرق فيخصص لها اللحمة الحمراء فقط.

ويؤكد أبو عبدو أنه يبيع جملاً واحداً كل يوم، وأنه لا يرمي من "البعير" الذي يذبحه سوى "الجلد"، أما باقي البعير فكله يباع بما في ذلك الأقدام والخف، إذ تأخذها بعض العائلات وتسلقها بالماء حتى تتم عملية الاستواء ثم يصار إلى طبخها.



 ويشير أبو عبدو إلى أن سعر لحم كيلو الجمل 12 دولاراً، وهو نفس سعر كيلو لحمة الغنم، لكنه يندهش من إقبال السوريين على شراء لحم الجمل بشكل يفوق بكثير من إقبالهم على شراء لحم الأغنام والأبقار.

 سر "أبو صابر"، يبوح به أبو عبدو الذي عاش مرارة اللجوء وذاق حرقة الغربة عن وطنه سوريا، لكنه لا يفتقر لطرفة ربما سقطت سهواً، وهو يقول في جموع المنتظرين لحمة جمله بلهجته السورية، "ماضل شي يصبرنا بغربتنا وتآمر العالم علينا.. إلا إنو ناكل من لحمة أبوصابر.... عسى يعدينا بصبرو".

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

ترك تعليق

التعليق