أطلقها الفرنسيون، ودفنها التنظيم.. دراسة تبحث كيف يمكن إعادة إحياء المجالس المحلية في دير الزور؟

 خلصت دراسة بحثية تناولت سيرورة المجالس المحلية في دير الزور التي شكلتها المعارضة عقب اندلاع الثورة السورية، إلى وضع "الطابع العشائري" الذي كرّس النظام وجوده، على رأس الأسباب التي تزيد من حاجة المحافظة لعمل المجالس المحلية، بخلاف المحافظات السورية الأخرى.

وهدفت الدراسة التي أعدها الباحث مناف الحمد بالتعاون مع شبكة أمان، ومرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور، إلى مراجعة تجربة المجالس المحلية والمراحل التي مرت بها، والمآل الذي وصلت إليه، عقب انتهاء هذه التجربة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على معظم المحافظة، منذ منتصف العام 2014.

(الباحث مناف الحمد، معدّ الدراسة -اقتصاد)

وانطلق الباحث في بحثه الذي قدّم له أمس الخميس في ندوة تم عقدها بمدينة عينتاب، بحضور عدد من النشطاء والمهتمين، من بداية تشكيل هذه المجالس في أواخر العام 2012، مروراً بالخلافات التي عصفت بعمل هذه المجالس، وصولاً إلى الأطراف التي دعمت عمل هذه المجالس.

 ونقلت الدراسة شهادات عن معاصرين للأحداث أكدوا فيها أن "السفير الفرنسي السابق في دمشق إيريك شوفالييه، لم يكن راضياً عن تصرف الشخصين الذين سلمهما مبلغاً قدره 100 ألف دولار، لدعم عمل المجلس"، ما أدى إلى صرف السفير لنظره عن متابعة عمل المجالس حينها.

 وبحسب الدراسة فإن فكرة تأسيس المجالس المحلية في عموم الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة كانت باقتراح من السفير شوفالييه، الذي كان قد دعا كل محافظة إلى ارسال خمسة أشخاص لزيارة باريس للتباحث بشأن المجالس المحلية في العام 2012.

وعلى هامش الندوة، قال الباحث مناف الحمد، "تعمل المجالس المحلية في حال أحسن استخدامها على تربية الأهالي على الديمقراطية"، مضيفاً في حديث خاص بـ"اقتصاد"، "لم يكن الوضع سوداوياً، لكن بالنظر إلى عمر التجربة القصيرة في محافظة الدير فإن الديمقراطية لم تمارس خلال سيرورة عمل هذه المجالس".

وأضاف، "إن نتائج الاستبيان أظهرت أن الحكومة المؤقتة السورية، كانت أفضل الجهات التي تعاملت مع المجالس المحلية، ويأتي من بعدها الائتلاف، ومن ثم وحدة تنسيق الدعم، ويليها المنتدى السوري للأعمال".

واستطرد الحمد، "لقد عانت محافظة دير الزور من الاستبداد زمن النظام، ومن الظلم من فعاليات ثورية زمن الثورة، وتعاني في الوقت الراهن من سيطرة تنظيم الدولة".

 وخلصت الدراسة التي اعتمدت على آراء سكان معاصرين لتجربة المجالس المحلية إلى مجموعة من التوصيات من أهمها، الاستفادة من التجربة السابقة، ومعالجة الأسباب التي أدت للفشل، وضرورة إيجاد ذراع عسكري يساند ويحمي هذه المجالس.

ترك تعليق

التعليق

  • 2016-06-04
    كان يجب ضرورة وجود ذراع يحاسب المجالس المحلية على سرقاتهم و اهمالهم الوظيفي