المازوت المكرر في إدلب.. قصص احتراق "تقشعر لها الأبدان"


 بات الآلاف من أهالي محافظة إدلب يخشون من الآثار السلبية للمازوت الذي يستخدمونه في مواقدهم العاملة على هذه المادة للحصول على التدفئة.

وقبل أيام كان الطفل "أسامة" (اسم مستعار)، الذي لم يتجاوز السبعة أشهر، يحبو بالقرب من مدفأة المازوت في إحدى بلدات ريف إدلب لكن ناراً سريعة اشتعلت فجأة في المدفأة ليحترق الصغير "أسامة" و تشب فيه النار التي تجاوزت حدود المدفأة.

أسرعت الأم لإنقاذ طفلها، فطالتها النيران التي شرعت في التهام الغرفة. مات الطفل متأثراً بالحروق، وأصيبت الأم بإصابات غير قاتلة، لكنها فقدت رضيعها في حادثة مؤسفة.

مازوت مكرر يدوياً

يعزو الأهالي هذه الحادثة للمازوت المكرر يدوياً، والذي يأتي كمادة خام "فيول" من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، عبر صهاريج كبيرة، ثم يُفرغ في خزانات ذات حرارة عالية، لتخرج عدة مواد نفطية على رأسها مادة المازوت.

يروي محمد برغش، أحد أهالي إدلب، قصصاً مماثلة حدثت في عدة مناطق ضمن الريف الإدلبي، موضحاً أن السبب الرئيسي في هذه الحوادث المؤسفة هو المازوت المكرر.

وخلال حديث لـ "اقتصاد"، يضيف محمد: "الحراقات اليدوية لا تؤدي إلى نتائج جيدة كما في المصافي النظامية، خلال عمليات التكرير اليدوية يخرج الغاز ثم الكاز فالبنزين، وفي النهاية يستخرج المازوت الذي يضم في داخله مواد كثيرة وشوائب لم تخضع لعملية التصفية بشكل جيد".

ونتيجة لوجود مواد أخرى أكثر اشتعالاً، يُعتبر المازوت المكرر أحد المواد الخطيرة. ويشتكي العديد من أهالي المحافظة من هذه المادة، بسبب خطورتها، إضافة لتعرض معظمها للتجمد نتيجة البرد الشديد.

أحد العاملين في حرّاق موجود بريف إدلب ويدعى خالد، قال إن المازوت المكرر يدوياً قابل للاشتعال بسرعة رهيبة.

وأضاف لـ "اقتصاد": "في بعض الأحيان حتى العاملون في تكرير المازوت يتعرضون لاحتراقات رهيبة في أجسادهم، أحياناً يحدث انفجار في ورشة التكرير مخلفاً نيراناً هائلة وإصابات دامية!".

قلق

يؤكد "سالم"، وهو من سكان المنطقة، لـ "اقتصاد"، أنه يكون في حالة دائمة من التوجس والقلق عندما تكون المدفأة مشتعلة.

ويضيف: "سمعنا عن حكايات حرق تقشعر لها الأبدان بسبب هذا المازوت".

ويُباع ليتر المازوت المكرر بـ 300 ليرة، بينما يتجاوز سعر المازوت الذي يأتي من مناطق سيطرة النظام الـ 350 ليرة.

 ويقول "سالم"، إن الأهالي يُقبلون على المازوت المكرر لأنه أقل ثمناً من النظامي، مشيراً إلى أن خطورة المازوت المكرر جاءت - إضافة للشوائب - من مزجه بمادة الكاز السريعة الاحتراق منعاً من تجمد المازوت.

ترك تعليق

التعليق