الحسكة.. الأمطار توفر على بعض المزارعين 100 ألف ليرة، وسط تهديدات للسدود


أعاد هطول الأمطار الوفيرة خلال اليومين الماضيين، التفاؤل إلى نفوس المزارعين في جميع أنحاء محافظة الحسكة بتحسين وضع المحصول الحالي بعد احتباس لفترة طويلة، وسط تحذيرات من انهيار بعض السدود في حال زادت كميات المياه المحتجزة خلفها عن طاقتها التخزينية.
 
وقال المزارع "خليل" –يملك أرضاً قرب مدينة رأس العين- إن الأمطار الهاطلة مؤخراً وفرت عليه ما يقارب 100 ألف ليرة سورية ثمن 10 براميل مازوت كان يحتاجها لإتمام الرية الأولى لحقل القمح الذي يملكه.

وأكد المزارع أن الأمطار الربيعية توفر على المزارعين الكثير من ثمن المحروقات، التي يُقننها "الآبوجية" (حزب الاتحاد الديمقراطي) بـ 25 لتراً لكل 1 دنم من الأرض وحددوا سعر اللتر بـ 40 ليرة بعد احتكار بيعه منذ بداية العام الجاري، فيما تستهلك بعض محركات المضخات العمودية 200 لتر يومياً وشراءها من التجار يعني خسارة حتمية.

وأشار "خليل" إلى أن محاصل الكمون والفول والعدس وربما الشعير اكتفت من هذه الأمطار الغزيرة التي لم تشهدها المنطقة خلال فصل الشتاء، فيما تحتاج حقول القمح للمزيد من الريّات عقب التسميد ومكافحة الأعشاب الضارة.

وتقول الأرقام الرسمية أن مساحة القمح المروي بلغت 102500 هكتار، والقمح البعل فبلغت 341000 هكتار، أمّا الشعير المروي فمساحته 13050 هكتارا، ومساحة الشعير البعل 402 ألف هكتار.

معتقدات وعادات لطلب الأمطار

يقول الحاج "عزيز" وهو مزارع في منطقة المناجير لـ "اقتصاد" إن هذه الأمطار المستمرة منذ ليلة الجمعة -السبت حتى ظهر الأحد، جاءت في وقتها بالنسبة للمزروعات سواء القمح والشعير أو حتى الكمون لتعطي دفعة للنبات، ولهذا يردد السكان المحليون مثل: "مطر آذار يحيي البار والما بار... ويطّلع العشب من جوى الأحجار".

وأوضح الرجل أن الفترة التي سبقت هطول الأمطار شهدت دعوات لأئمة المساجد لتأدية صلاة الاستسقاء في جميع مناطق المحافظة بسبب انقطاع الأمطار واجتياح الموجات الغبارية للمنطقة، فيما تراجعت عادات وطقوس قديمة كان السكان ينفذونها اعتقاداً منهم أنها ستجلب لهم المطر منها "أم الغيث" و"حورة النساء".

 وتابع الحاج "عزيز" قوله: "إن سكان المنطقة كانوا يعتقدون أن "أم الغيث" ترسل لهم المطر، وهي عبارة عن "عاجة خشب" أي قطعة خشب على هيئة امرأة، يحملها الأطفال ويطوفون بها مرددين باللهجة المحلية: "يا أم الغيث غيثينا... بالبشيت راعينا...راعينا فلان أقرع، له سنتين ما يزرع ...الخ"، مطالبين الأهالي بالقمح والبرغل وغيره من الأطعمة ليأكلوها فيما بعد".

 بينما طلب الأمطار باستخدام "الحورة" (لعبة تشبه لعبة الصولجان القديمة والهوكي الحديثة)، يأتي من تحول النساء من مشجعات للرجال في اللعبة إلى لاعبات في فريقين يتداولن "الدكش" (كرة الخشب) بالعصي المخصصة لها، رغم احتياج هذه الرياضة لقوة بدنية وشجاعة كبيرتين، وذلك كنوع من التذلل، وفق الرجل.

تحذيرات من تصدعات السدود

نقلت جريدة "تشرين" الخاضعة للنظام عن مدير فرع الموارد المائية في الحسكة المهندس عـبد الرزاق العـواك قوله إن سدي الخابور (الشمالي والجنوب) في الحسكة بحاجة إلى صيانة لوجود تشققات طولية فـوق قـمتي السدين وهـبوطات تتكرر سنوياً، إلى جانب سدود باب الحديد والجراحي ومعـشوق السطحية شرق القامشلي.

وأوضح العواك في تصريحه أن الموازنة المائية تحسنت في حوض دجلة والخابور نتيجة عـدم تـنـفـيـذ كامل الخطة الزراعـية (تراجع المساحات المزروعة) وعدم تشغـيل الآبار لعـدم توافـر مصادر الطاقة ومستلزمات الإنتاج، إضافة إلى زيادة معـدلات الهطولات المطرية.

يذكر أن 3 سدود مشيدة على نهر الخابور هي سد الحسكة الجنوبي (الباسل) سدي الخابور الشماليين (8آذار و7 نيسان)، إلى جانب 7 سدود سطحية وهي: (السفان، الحكمية، المنصورة، باب الحديد، الجوادية، معشوق، الجراحي).

ترك تعليق

التعليق