من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع.. تعرف إلى مشروع "الجالية الاسطنبولية"


كان الإعلامي السوري، صهيب محمد، في حيرة شديدة من أمره ليلة الانقلاب الذي جرى في تركيا بمنتصف تموز الماضي، كما حال الغالبية من اللاجئين السوريين في تركيا،.. هل ينزل إلى الشارع كما فعل قلة منهم؟، أم هل يبقى منزوياً مكتفياً بمتابعة ما يجري من خلال وسائل الإعلام؟

في تلك اللحظات "المفصلية"، شعر محمد المقيم في مدينة اسطنبول منذ ما يزيد عن أربع سنوات، بغياب المرجعيات للسوريين، في الوقت الذي هم فيه أحوج ما يكونون إلى مجموعة يتشاركون فيها مع أقرانهم ما قد يدور ببالهم من هواجس، ولم تنته تلك الليلة الطويلة، إلا واستقرت في رأسه فكرة.

اختمر القرار، فتحول الأخير إلى مشروع يهدف إلى "التشبيك فيما بين السوريين"، بمسمى "الجالية الاسطنبولية اللاربحية".

يعرّف الإعلامي محمد مشروعه بثقة فيقول: "هو مشروع لا ربحي قائم على خمسة محاور، لا زال في أشهره الأولى، كانت وسائل التواصل الاجتماعي مهده ولا زالت، وثماره بدأت تنتقل تدريجياً إلى أرض الواقع".

عبر "فيسبوك" كانت تقطة البداية، من خلال تأسيس محمد لمنصة مغلقة، جمعت حوالي 18 ألف شخص سوري وعربي مقيم في اسطنبول.

لـ"اقتصاد" تحدث صهيب محمد بإسهاب عن المحاور التي يخدمها المشروع.

إنشاء المشاريع

يقوم هذا المحور على فكرة جمع أصحاب الأفكار والخبرات مع أصحاب رؤوس الأموال، للوصول إلى مشاريع تحقق الربح للجانبين.

ويعمل المشروع هنا على تقديم الاستمارات الإلكترونية للتعرف على أصحاب الخبرات، وجمعهم من ثم بالمستثمر الذي يبحث عن حقل يستثمر أمواله فيه.

يروي محمد: "بعد تسلمنا الكثير من الاستمارات الإلكترونية، عقدنا ملتقى للاستثمار والمشاريع في شباط الماضي، أي انتقلنا من العالم الإفتراضي إلى العالم الحقيقي، حضره 30 شخصاً، نصفهم من أصحاب رؤوس الأموال، و نصفهم الآخر من أصحاب الخبرات والأفكار".

يتابع: "بعد ذلك تم تأسيس مكتب للمشاريع، من مهامه دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع".

وبعد الملتقى تم تنفيذ مشاريع عدة، منها مشروع "تربية الأبقار، والدواجن"، و"زراعة الخضروات".

تمكين الشباب

يعنى المشروع في هذا المحور بتنظيم دورات للشباب، متوزعة على "اللغة التركية، اللغة الإنكليزية، الفوتوشوب، الإعلام، التسويق الإلكتروني".

ويتقاضى المشروع لقاء هذه الدورات رسوماً محددة بـ"45 ليرة تركية"، وبذلك فالمشروع يمول ذاته بذاته.

يوضح محمد: "يتم توزيع المبلغ على أجور المدربين، و يذهب المتبقي إلى المشروع".

وحسب محمد، فإن هذا المشروع في طور التوسيع، من خلال التخطيط لفتح دورات جديدة، مثل تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وخصوصاً مع وجود عرض ضخم من المواطنين الأتراك الذين يريدون تعلم اللغة العربية.

فرص العمل

من خلال الاستمارات الإلكترونية، يتم حصر الوظائف المطلوبة، وكذلك يتم استقبال طلبات الحصول على العمل، ويتم التنسيق فيما بعد، ومن خلال المنصة الإلكترونية يتم جمع هؤلاء وجهاً لوجه.

يعلق محمد: " نحاول جمع كل التدوينات التفاعلية في الصفحات المخصصة لهذا الغرض، وتقديمها عبر منصة المشروع".

التواصل مع الإعلام التركي

يهدف المشروع من خلال التواصل مع الإعلام التركي إلى هدفين: الأول تحسين صورة السوريين في الإعلام التركي، ومحاربة بعض الأفكار السلبية التي يتم الترويج لها بقصد، أو بدون قصد.

أما الهدف الثاني، فهو يبحث في سبل التواصل مع الإعلام لتغطية النشاطات الاقتصادية والتمكينية المتنوعة التي يخدمها المشروع.

اجتماع الزملاء في الجالية الاسطنبولية

يخدم هذا المحور كل المحاور السابقة، من خلال الاجتماع بأعضاء الجالية، وذلك بهدف تقوية العلاقات الاجتماعية فيما بين السوريين.

يشير محمد هنا، إلى أهمية هذا النوع من اللقاءات التي من شأنها، أن تقوي أواصر المحبة فيما بين السوريين.

وينوه إلى ملتقى عقده المشروع جمع أصحاب الحرف اليدوية، مشيراً إلى توافد العشرات من السوريين إليه، والذين شكلوا فيما بينهم منصات إلكترونية على برنامح "واتس اب".


ماذا عن أسرة المشروع؟

أوضح محمد، أن إدارة "الجالية الاسطنبولية" تتناسب بحسب المشاريع الموجودة، أي تزداد بزيادة المشاريع والعكس كذلك.

واختتم حديثه لـ"اقتصاد" قائلاً : "لدينا مهام، ويتم توزيع هذه المهام بناء على حجمها، على سبيل المثال في محور تمكين الشباب، وكل من يعمل يتحصل على المال لقاء عمله، وإن كان هذا الأجر قد لا يتناسب مع حجم العمل".

ترك تعليق

التعليق