عبدالله زنجير لـ"اقتصاد": نحو 2 مليون دولار تكلفة تنفيذ المنهاج السوري في المدرسة الرقمية


أكد المنسق العام لمشروع المدرسة الرقمية السورية، عبدالله زنجير، انتهاء كوادر المدرسة من تنفيذ جميع حلقات المنهاج السوري، بشقيه العلمي والأدبي، من الصف الخامس وحتى الثالث الثانوي، معرباً عن أمله في الانتهاء من كامل المنهاج قبل نهاية العام الجاري.

وأوضح زنجير في لقاء خاص بـ"اقتصاد"، أن تنفيذ المنهاج الذي وصل إلى ما يقارب الثلاثة آلاف حلقة، كان مراعياً لأرقى طرق الإنتاج، كاشفاً أن "التكلفة المباشرة لهذه البرامج وصلت نحو مليوني دولار".

(عبد الله زنجير)

وقال: "لقد أتى معظم التكلفة على شكل مساعدات متناثرة (غير منتظمة)"، معرباً عن أسفه من عدم وجود جهة متبنة للمشروع، لافتاً إلى رفض إدارة المدرسة القاطع لبعض العروض التمويلية التي قدمت، بسبب اشتراطها تغيير المحتوى، مشدداً في هذا الجانب "لن نقبل أي عون مهما كان نوع الشروط دينية كانت، أم سياسية أو ثقافية أو سواها".

وعرض زنجير جملة من التحديات التي تواجه عمل المدرسة، من أبرزها العقبات الاقتصادية والإنتاجية واللوجستية والتنفيذية، مبيناً أن المشروع الذي بدأ في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011، اضطر للانتقال إلى تركيا للتنفيذ، وكذلك إلى الأردن للبث الفضائي، وإلى ألمانيا للنواحي التقنية.

وتابع، "لقد قررنا افتتاح 12قناة تلفزيونية تعليمية على مدى السنتين القادمتين، لأن التعليم التلفزيوني هو أحد وسائل وأدوات المدرسة الرقمية".

وعن المنهاج الدراسي الذي تنفذه المدرسة الرقمية السورية، أكد اعتمادها على المنهاج الذي وضعته الحكومة المؤقتة، المخولة بإجراء الاختبارات، ومنح الشهادات، بموجب التفاهم الذي تم التوصل إليه بينها وبين جمعية "سنا للأعمال التعليمية والإنسانية"، مالكة المشروع وراعيته، والتي تقدمه مجاناً.

أما عن فكرة المدرسة الرقمية التي كان قد أعلن عن افتتاحها في شهر تشرين الأول الماضي، بمدينة غازي عنتاب التركية، بحضور المنظمات العاملة بالتعليم السوري، وبعض المنظمات الدولية، قال زنجير إن "المدرسة تقوم على أربع أفكار رئيسية هي: الرؤية، والإمكانيات، والوقت، والحلول".

ومضى قائلاً: "في الحالة السورية بالذات، نحن أمام تداخلات وتشابكات غير تقليدية، وهي تستوجب التفكير من خارج الصندوق، أو التفكير الإبداعي، إذ من أصل 22 ألف مدرسة رسمية هناك حوالي 10 آلاف مدرسة مدمرة كلياً أو جزئياً، وأكثر من ذلك باتت هدفاً عسكرياً في كثير من المناطق، وهي بيئة غير آمنة".

وأضاف المنسق العام للمدرسة الرقمية السورية، "منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، كان هناك خمسة ملايين طالب وطالبة دون المستوى الجامعي، بينما الآن –بالحد الأدنى- لدينا ثلاثة ملايين طالب منقطع عن التعليم تماماً في جميع المراحل وفي مناطق جغرافية مديدة وعديدة".

وبناء على ذلك، يرى زنجير أن الحلول التعليمية العادية (المدرسة التقليدية) لا تنفع مع هذه الحالة غير المسبوقة، موضحاً أن "تكلفة إعادة بناء مدرسة واحدة تتطلب مليون دولار، نضربها 10 آلاف فسيكون الناتج 10مليارات، وتحقيق ذلك يشترط المال والسلام"، متسائلاً: "فكيف والإثنين غير متاحين".

واختتم حديثه لـ"اقتصاد"، منوهاً إلى قيام كادر المدرسة بدراسة وتحليل مختلف العناصر الفيزيائية المؤثرة، وكذلك الاسترشاد بالتجارب المشابهة، ومحاكاة التعليم في الأزمات، قبل أن يتم وضع الرؤية النهائية للمدرسة التي تعتمد على العقل السوري، كما قال.

يذكر أن جوهر فكرة المدرسة الرقمية يقوم على إيصال الفيديوهات التي ستنقل المحتوى التعليمي من خلال الشبكة العنكبوتية، والألواح الإلكترونية، والأقراص المدمجة، والقنوات الفضائية، وغيرها من الوسائل الأخرى، إلى عدد غير محدود من الطلاب السوريين.

ترك تعليق

التعليق