لا قبور لفقراء الشام في مدينتهم


لن تتمكن أي عائلة فقيرة أن تدفن من مات من أفرادها في العاصمة التي ولد فيها، وهذا حال الدمشقيين الذين يتوجب عليهم البحث عن قبر رخيص لدفن موتاهم في البلاد التي تعج بالموتى.

في هذا السياق نشرت صحيفة صاحبة الجلالة تحقيقاً عن أسعار القبور في دمشق جاء فيه: "بعد أن ارتفعت أسعار المراقد في دمشق ليكون لها هي الأخرى سوقاً سوداء، تتدرج أسعارها في المدينة بدءاً من 600 ألف ليرة وتصل إلى أكثر من مليون ونصف المليون، كل بحسب منزلته".

وأضافت الصحيفة أن ضجة كبيرة تطفو على السطح مؤخراً في صفوف المواطنين السوريين الذين باتوا يشكون بعبارة "فوق الموتة عصة قبر"، سيما بعد إصدار محافظة دمشق قراراً يمنع الاستضافة في القبور.

الصحيفة نقلت شكاوى وردتها من مواطنين حول القرار بمنع استضافة موتى أقارب في القبوربسبب العجز عن شراء قبور جديدة فكان رد مدير مكتب دفن الموتى، المهندس محمد حمامية، أن القرار قد اتُّخذ لمنع المتاجرة بالقبور من قبل أصحاب النفوس الضعيفة وأنه سيطبق على جميع مقابر دمشق.

وأما الشكوى الأخرى فهي قيام مكتب دفن الموتى بطلب بيان عائلي للمتوفي وهذا قد يكون في يوم عطلة رسمية مما يؤخر دفنه أجاب مدير المكتب أن محافظ دمشق وجه بإحداث مكتب النافذة الواحدة في مكتب الدفن يمكن من خلالها استخراج القيد العائلي وفي كامل أيام الأسبوع ودفع كافة المبالغ النقدية بإيصال من مكتب الدفن منعاً من دخول السماسرة.

السوري يموت مرتين.. مرة في الحرب التي تحصد الأرواح بأيدي النظام ومجرميه، ومرة في البحث عن قبر يكلف ثروة لا يملك منها ما يسد الرمق.

ترك تعليق

التعليق