"لا تعفش شايفينك".. حديث لـ "اقتصاد" مع أحد منظمي الحملة بالسويداء


أطلق عدد من ناشطي السويداء حملة توعية بعنوان "لا تعفش شايفينك"، بهدف محاربة التعفيش، وتعبيراً عن رفضهم لهذه الظاهرة التي تزامنت مع دخول قوات النظام وميليشياته قرى وبلدات بريف درعا.

 وتهدف الحملة إلى كشف وفضح المعفشين وأسماء التجار والمحلات التجارية التي تتعامل مع عناصر النظام والميليشيات التي تقوم بـ"التعفيش" وتوثيق هذه الممارسات بالصور والفيديو.

 وانتشرت على صفحة الحملة في "فيسبوك" صور لبعض الأدوات المنزلية تلامس الجانب الإنساني وتحذّر من شرائها، ومنها صورة لغسالة وقد تلطخت بالدماء مع عبارة بالعامية تقول "دم قلبو فيها دم ولادو عليها إلك قلب تغسل لولادك فيها التعفيش حرام غلط مش عادتنا". وذات العبارة بجانب صورة لبراد مع إضافة جملة "إلك قلب تحط أكلاتك فيها". وكذلك صورة "لحاف" مغطى بالدماء مع إضافة جملة "إلك قلب تغطي ابنك فيها".
 
وأشار أحد منظمي الحملة الذي فضّل عدم ذكر اسمه لـ"اقتصاد" إلى أن ما قامت به قوات النظام ولا تزال من تعفيش وسرقة في بلدات محافظة درعا لم يكن خافياً على ناشطي السويداء، فهذا هو ديدن النظام في باقي المناطق التي دخلها الجيش وخصوصاً قوات النمر، كون هذه المجموعات-كما قال- من المرتزقة والمجرمين واللصوص، علاوة على أن النظام يجهد باستمرار لضرب البنية الاجتماعية بين السويداء ودرعا، وكانت وسيلته سرقة منازل أهالي درعا وبيعها في السويداء، ومن هنا بدأ التجهيز لحملة توعية للأهالي لعدم التورط بشراء البضائع المسروقة كون التوعية المجتمعية أكثر نفعاً.

اعتمدت الحملة على عدد قليل من الناشطين الذين كرسوا وقتهم وجهدهم لرصد حالات مرور سيارات التعفيش وتتبع أسواق التعفيش مستخدمين هواتفهم المحمولة واختيار أسلوب التوثيق بالأسماء والصور لما له من تأثير قوي في الحالة الاجتماعية.

 ولفت المصدر إلى أن عدداً من أهالي السويداء الرافضين لحالة التعفيش قاموا بمساعدة الحملة من خلال إرسال صور وأسماء تجار تعفيش على بريد الصفحة وتم التأكد من حقيقة الأسماء والحالات المرسلة، مضيفاً أن "مهمة فريق الحملة كانت توثيق جميع أسماء تجار التعفيش أولاً والمشترين ثانياً وإقران هذا التوثيق بالأسماء والصور والشهود".
 
وكشف محدثنا أن فريق الحملة قوبل بالتشكيك بمصداقية الصور والأسماء المنشورة من قبل بعض المعفشين وأعوانهم إلى درجة التهديد بالقتل، وحاول البعض-كما يؤكد- استدراج المتطوعين في الحملة إلى مواقع تعفيش وهمية للنيل منهم، ولكن حرص القائمين على الحملة حال دون وقوع أي مشاكل.

مع بداية حملة النظام العسكرية أقامت قوات النمر حواجز لها على كل الطرق الرئيسية والفرعية بين السويداء ودرعا ومنعت أي مجموعات أو أفراد من السويداء، من الذهاب إلى بلدات محافظة درعا لتستولي منفردة على كل عمليات التعفيش-كما يقول محدثنا-، مشيراً إلى أن أعمال التعفيش التي قامت بها هذه القوات نوعان أحدهما طال المعامل والمعدات الكبيرة ومعاصر الزيتون التي تم نقلها بشكل مباشر من درعا إلى دمشق، والنوع الثاني أثاث المنازل والمحاصيل الزراعية والمواشي وهذه تم إدخالها إلى السويداء، ومن هنا كان توجه حملة (لا تعفش شايفينك) لتوعية الأهالي بتجنب شراء المسروقات وتحميل من يقوم بذلك مسؤولية تشجيع أسواق التعفيش من خلال شرائها من تجار التعفيش وخصوصاً أن أسعار البضائع زهيدة جداً وتدل على إتباع أسلوب توريط الأهالي بالشراء.

وقلّل محدثنا من أهمية الفتوى التي أصدرتها مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء بخصوص تحريم أي تناول للأملاك المسروقة من بيع أو شراء أو إتجار بمواد "التعفيش" لافتاً إلى أن "المجتمع الأهلي اعتاد على بيانات الفتاوى من الهيئة الدينية دون أي ضابط حقيقي من هذه الهيئة"، والأهم من كل هذا –كما يقول – أن فتوى التحريم جاءت بعد بدء عمليات تجارة التعفيش بأسبوع وخلال هذه المدة كانت أسواق السويداء قد أُغرقت بالبضائع "المعفشة".

ولفت المصدر إلى أن شراء البضائع المسروقة هو فعل مشين بالحالة المجتمعية ومن هنا قام عدد كبير من تجار التعفيش بتجميل هذه التجارة واستغلال حالات الفقر لعدد كبير من الناس، وبدورها تصدت حملة (لا تعفش شايفينك) لتعرية هؤلاء الأشخاص وتوعية الأهالي وساهمت مبادرات منع مرور التعفيش من بعض القرى عبر أشخاص غيورين من هذه القرى أيضاً في تقليص عمليات البيع والشراء لهذه البضائع.

ترك تعليق

التعليق