سيرة "الياباني".. أحد رجال إيران في حلب


لم يقع خيار طهران على المهندس، علي النبهان، لتُوكل له مهمة تمثيل أحد أذرعها في حلب، من فراغ. فالرجل يجمع بين الذكاء والسلطة المجتمعية، وحب المال.

وبحكم أهمية المنطقة التي يتواجد فيها البنهان (منطقة النيرب) القريبة من مطار حلب الدولي والنيرب العسكري، وعلاقاته الواسعة مع ضباط المطار والأفرع الأمنية، وطدت طهران علاقتها به.

وبحسب مصدر خاص لـ"اقتصاد"، بدأت علاقة طهران بالنبهان في العام 2013، حين كان الأخير معتقلاً في سجون النظام على خلفية سرقة معدات وبيع كميات كبيرة من المعادن المنسقة "الطوناج"، لتقوم إيران بالتوسط للإفراج عنه، ولتسند له من بعدها مهمة تشكيل وقيادة مليشيا "فوج النيرب".


"الياباني"

لقب النبهان ما قبل الثورة بـ"الياباني" نظراً لخبرته وابتكاراته في مجال الهندسة، وعمل في مجال التعهدات في مطار النيرب العسكري.

"كانت له أذرع في كل أجهزة الدولة، وكان مرتبطاً بالمقدم فادي عباس (أحد أبرز ضباط النظام في مطار حلب)، والذي رفع مؤخراً إلى رتبة عقيد"، يقول المصدر، ويضيف "كانت دائماً ما تقع عليه المناقصات التي يعلن عنها المطار إلى أن قامت الثورة".

متزعم شبيحة

ولأنه كان أحد المستفيدين من فساد النظام، برز اسم النبهان كأحد أشهر قادة وممولي الشبيحة في "النيرب". ومع دخول المعارضة إلى أحياء حلب الشرقية نال النبهان شهرة واسعة في مجال التشبيح.

غير أن فساده الذي تخطى الحدود أجبر النظام على سجنه في العام 2013، وذلك على خلفية انفضاح أمر سرقته لمعدات عسكرية وهندسية من المطار تقدر قيمتها بعشرات الملايين.

هنا تدخلت إيران، وفق المصدر ذاته.

قائد "فوج النيرب"

لم تدم فترة سجنه إلا أسابيع قليلة حتى خرج "الياباني"، وبدأ بتشكيل "فوج النيرب" المدعوم من إيران. "ساهم الفوج ولواء القدس في تقدم قوات النظام إلى حلب (عملية دبيب النمل)، بل كانوا رأس الحربة بتنفيذ مخطط محاصرة أحياء حلب الشرقية، وصولاً إلى إخراج المعارضة من حلب أواخر العام 2016"، يؤكد المصدر.

ويوضح، أن غالبية عناصر "فوج النيرب" من المتشيعين، مشيراً إلى الدروس والمحاضرات الدينية التي يحضرونها بشكل متواصل حتى الآن، والتي يلقيها رجال دين شيعة.

عضو مجلس محافظة حلب

وقبل أيام، سيفاجئ "الياباني" الجميع بفوزه بغالبية "مطلقة" في الانتخابات المحلية التي أجراها النظام مؤخراً. ويعلّق المصدر "باعتقادي نجاحه كان مكافأة له من إيران".


ويستطرد قائلاً "لم يعد ينقص النبهان بعد أن جمع ثروة تقدر بالملايين من الدولارات إلا المنصب، ووجد في هذا المنصب المدني الذي يتناسب مع شهادته الجامعية ضالته، حتى يواصل خدمة إيران في حلب".

ترك تعليق

التعليق