كيف يعلّق الحماصنة على أزمة الخبز؟
- بواسطة أحمد الخليل - خاص - اقتصاد --
- 30 ايلول 2018 --
- 0 تعليقات
تكاد لا تنتهي صفوف الطوابير في مدينة حمص، حتى تزدحم بأخرى، فلا تجد سوى طوابير طويلة على صرافات بنوك لقبض الرواتب، أو طوابير على كولبات دفع فواتير الماء والكهرباء، أو طوابير طويلة أخرى محتشدة للحصول على الغاز، وأخرى للحصول على المازوت، ونكاد لا ننسى الطوابير الطويلة للحصول على البنزين. وها هو المواطن الحمصي اليوم في طوابير جديدة، طويلة، وساعات انتظار أطول، أمام الأفران ومراكز بيع الخبز سعياً للحصول على سبعة أرغفة من الخبز فقط لا غير.
لماذا حمص دون غيرها لا تلبث أن تنتهي من أزمة الغاز لتأتيها أزومة المازوت ومن ثم البنزين؟.. هل يتم إشغال الناس بمشكلات وأزمات لقمة العيش وآخرها وأهمها اختفاء رغيف الخبز.. والبحث عنه؟
لم يشتكي المواطن الحمصي من سوء الخدمات المتنوعة، أو من سوء رغيف الخبز وسوء طعمته المالحة وحتى الحامضة أحياناً. حيث يعلق "أبو أحمد"، أحد سكان المدينة: "يبدو أن الحماصنة اعتادوا على الخبز، شهر أبيض وشهر أو شهرين أسمر، والرغيف إذا ما كان محمض وريحته طالعة، بيطلع فيه رجل صرصور أو أبو مقص.. وحلها إذا بتنحل".
المواطن الحمصي اليوم يشتكي من تجويع أطفاله وحرمانهم رغيف الخبز، والوقوف ساعات طويلة على الأفران مع "التدفيش" وسماع الشتائم و"المسبات" والتعرض للعرض وغيرها.
وبناء على ما جاء على لسان "محلل تمويني تابع للنظام"، قال إن الخزينة العامة تتحمل عشرات المليارات من الليرات في دعم تكلفة رغيف الخبز، وهناك هدر في الاستهلاك ناتج عن تهريب الدقيق واستخدام الخبز كعلف للمواشي، إضافة إلى سوء التصنيع في الكثير من الأفران.
وعلى ذلك علّق "حسام ، م"، أحد سكان المدينة: "أين تلك المليارات الداعمة لرغيف الخبز المختفي؟.. أم أن المليارات عم تتحمل لعند القاطرجي، والقاطرجي عم يقدملنا علف ونخالة وطحين فاسد غير صالح للاستهلاك البشري، والطحين المعزز والمدعوم يهرب ويعجن ويخبز ويوزع خارج أسوار المواطن المعتر الفقير".
وفي استطلاع لعدد مما يتداوله الحماصنة المتجمهرون أمام أحد الأفران، يعلّق "مهند" :"الخبز عم نشحدو شحادة.. شو عم يصير بهالشعب.. وكل مركز بيع بتقلو بدي ربطة خبز بيقلك والله مخلص وكأنه عم يعطونا الخبز ببلاش".
لتضيف جارته "نوال": "والله حرام هالوضع الزفت نركض ورا ربطة الخبز.. والله وقت (الأزمة والحصار) ما وصلت أزمة الخبز لهالمرحلة".
في حين يضيف (م، م): "دائما بيذكروك أنك ولاشي. مجرد حشرة بأي لحظة بيدعسوك، لازم مانفكر بشي ولازم يكون همنا وشغلنا الشاغل كيف نأمن لقمة العيش، أصلاً هالحكومة مو شايفتنا أكتر من غنم".
ويتابع قائلاً: "والله الناس كرهانه حالا خلقة.. والله ست وسبع ساعات انتظار ليجيب الواحد خبز لولاده.. وهاي إذا ماخلص المخصص وقالولك بعد طول انتظار خلصنا اليوم".
الخبز متوفر.. ولكن للموزعين وأقاربهم
في حين يرى (س، غ) وهو أحد الموزعين المعتمدين و"الماشي حاله مع أقاربه"، أن الخبز متوفر ونوعيته جيدة ولا يوجد نقص في الخبز.
ولكن في مقابل كلامه يصرخ "أبو المجد": "وقت تطحش لتاخد ربطة خبز، خود ع مسبات من الموزع عالعالم ولاهامو حدا هو أكبر من الدولة.. لأ وبيطالع الخبز لناس معينة وبدل الربطة عشرة وباقي العالم عم تتفرج..".
ويكمل وهو يشتاط غيظاً: "المسؤولين بحمص تجار أزمات شي أزمة بنزين شي أزمة خبز.. وهلأ على بواب الشتوية جايينا المازوت".
الكحل أحسن من العمى.. والأسعار متفاوتة
"محمد"، أحد سكان المدينة، يقول: "بعد هالنطرة بيعطوك ربطة خبز وحده هاي إذا طلعلك.. بربك يلي عيلته أربع أشخاص ربطة خبز بتكفيه وين عايش هاد.. لكن إلي عيلته سبع أشخاص شو بيعمل بحاله.. ياعمي يرفعو سعر الربطة ويوفرولنا اياها ويخلصونا..".
ويكمل: "بكل الأحوال الموزعين عم ياخدو زيادة.. الربطة سعرها (50) ليرة وبتنباع بـ (65) ليرة بالأحوال العادية، وهلأ بالأزمة مافي موزع عم يبيعا بأقل من (75) ليرة وبكتير أحيان عم توصل للـ (200) ليرة سورية".
أين المسؤولين مما يحدث في مدينة حمص؟
حسبما يرى الكثيرون من الحماصنة على حسب ما جاء على لسان "معتز": "المشكلة ماحدا بدو يسمع وجع الناس أصلاً مافي مسؤول مفكر فينا.. ماهني عم يهربو الطحين ويجوعونا...معقول حمص إلي كانت تطعمي كل سوريا صارت الناس فيها ماتلاقي ربطة الخبز.. شو القصة.. وين اللعبة؟؟".
وقف على الدور.. والأولوية للعسكري
يبقى السؤال كما جاء على لسان "حسين": "كل مانروح ع فرن أو مركز بيع بيقلولنا الموزعين الدور هلأ للعسكري، والله دور هالعسكري طويل مابقى يخلص.. صار بدك واسطة كبيرة لتاخد 7 خبزات.. شو هالعيشة.. قرفنا هالبلد".
وفي تحليله لما يجري يضيف: "بدن دائما يضلو شاغلينا.. وبيخترعوا الأزمة اختراع مشان يغطوا ع سرقاتن.. وبتطلع براس الشعب الفقير".
"لك بيعملوا أزمة وبيرجعوا بيحلوها ليقلولك شفت حلينالكن أزمتكن يعني أنتو بلانا ولاشي.. نحنا حلالين مشاكلكن".
"لاء والاحلى من هيك، والله هالخبز حتى البقر مابتاكلوا. لا رقابة ولا هم يحزنون والطاسة ضايعة..".
ويتساءل حمصي متهكماً: "هل الحق ع هالمهربين، والله الهيئة مادعموه مزبوط لوزير التموين لحتى نزل المخصصات لأفران حمص.. زمن.. وماخفي أعظم...".
ويتابع: "معقول بحمص ملاحقين المواطن حتى ع لقمة العيش حسبي الله ونعم الوكيل".
ومن أسباب الأزمة وفق ما يتهكم الحماصنة أيضاً
"المعتمدين فوق تهريب الطحين عم يبيعو الخبز للي عندو غنم وعنز وبقر وهيك عم يحرموا ويتحكموا بالشعب الفقير.. هالحالة بتجلط.".
ويتساءل أحد سكان المدينة: "هل من المعقول أن اشتري كل يوم ربطتين خبز سياحي ومابيكفوو".
ليتسلل المصطلح الساخر "حمص برعاية دواعش الداخل".. هذا الواقع المؤلم حتى وصل الأمر للقمة العيش.
ويتساءل آخر من سكان المدينة: "كأنه هاي خطوة لتبرير وقف دعم الخبز.. حاج يمننونا بالدعم.. يعطونا رواتب بشر ويرفعوا سعر الربطة للـ (200) وبلا منية ومذلة".
وأخيراً
تتصدر الدعابة الحمصية المشهد ليقول أحدهم: "خلص يصبغوا الطحين باللون البنفسجي ويصير الخبز عالبطاقة الغبية تبعت المحروقات".
ولإغلاق أفواه المواطن الحمصي، وإظهار متابعة الحكومة الحثيثة لأحوال المواطن، أعلنت حماية المستهلك بتاريخ 26 أيلول/ سبتمبر 2018 عن ضبط سيارة "سوزوكي" في ساحة إحدى المخابز في مدينة حمص رفضوا ذكر اسم المخبز، وهذه السيارة محملة بكمية (440) كغ دقيق تمويني و (50) كغ خبز يابس معبأة بأكياس نايلون معدة للتهريب من المخبز، كما أعلنوا عن ضبط مستودع للدقيق خلف الكراجات على طريق حماه فيه كمية (1170) كغ خبز يابس وكمية (2790) كغ دقيق تمويني، كما أعلنوا عن تنظيم ضبطين تموينيين بمخالفة الاتجار بمادة الخبز التمويني الأول بكمية (26) ربطة والثاني بكمية (30)ربطة بحق عمال المخبز نفسه.
ويبدو أن حال المواطن الحمصي العيش في طوابير للحصول على سبل العيش.
لماذا حمص دون غيرها لا تلبث أن تنتهي من أزمة الغاز لتأتيها أزومة المازوت ومن ثم البنزين؟.. هل يتم إشغال الناس بمشكلات وأزمات لقمة العيش وآخرها وأهمها اختفاء رغيف الخبز.. والبحث عنه؟
لم يشتكي المواطن الحمصي من سوء الخدمات المتنوعة، أو من سوء رغيف الخبز وسوء طعمته المالحة وحتى الحامضة أحياناً. حيث يعلق "أبو أحمد"، أحد سكان المدينة: "يبدو أن الحماصنة اعتادوا على الخبز، شهر أبيض وشهر أو شهرين أسمر، والرغيف إذا ما كان محمض وريحته طالعة، بيطلع فيه رجل صرصور أو أبو مقص.. وحلها إذا بتنحل".
المواطن الحمصي اليوم يشتكي من تجويع أطفاله وحرمانهم رغيف الخبز، والوقوف ساعات طويلة على الأفران مع "التدفيش" وسماع الشتائم و"المسبات" والتعرض للعرض وغيرها.
وبناء على ما جاء على لسان "محلل تمويني تابع للنظام"، قال إن الخزينة العامة تتحمل عشرات المليارات من الليرات في دعم تكلفة رغيف الخبز، وهناك هدر في الاستهلاك ناتج عن تهريب الدقيق واستخدام الخبز كعلف للمواشي، إضافة إلى سوء التصنيع في الكثير من الأفران.
وعلى ذلك علّق "حسام ، م"، أحد سكان المدينة: "أين تلك المليارات الداعمة لرغيف الخبز المختفي؟.. أم أن المليارات عم تتحمل لعند القاطرجي، والقاطرجي عم يقدملنا علف ونخالة وطحين فاسد غير صالح للاستهلاك البشري، والطحين المعزز والمدعوم يهرب ويعجن ويخبز ويوزع خارج أسوار المواطن المعتر الفقير".
وفي استطلاع لعدد مما يتداوله الحماصنة المتجمهرون أمام أحد الأفران، يعلّق "مهند" :"الخبز عم نشحدو شحادة.. شو عم يصير بهالشعب.. وكل مركز بيع بتقلو بدي ربطة خبز بيقلك والله مخلص وكأنه عم يعطونا الخبز ببلاش".
لتضيف جارته "نوال": "والله حرام هالوضع الزفت نركض ورا ربطة الخبز.. والله وقت (الأزمة والحصار) ما وصلت أزمة الخبز لهالمرحلة".
في حين يضيف (م، م): "دائما بيذكروك أنك ولاشي. مجرد حشرة بأي لحظة بيدعسوك، لازم مانفكر بشي ولازم يكون همنا وشغلنا الشاغل كيف نأمن لقمة العيش، أصلاً هالحكومة مو شايفتنا أكتر من غنم".
ويتابع قائلاً: "والله الناس كرهانه حالا خلقة.. والله ست وسبع ساعات انتظار ليجيب الواحد خبز لولاده.. وهاي إذا ماخلص المخصص وقالولك بعد طول انتظار خلصنا اليوم".
الخبز متوفر.. ولكن للموزعين وأقاربهم
في حين يرى (س، غ) وهو أحد الموزعين المعتمدين و"الماشي حاله مع أقاربه"، أن الخبز متوفر ونوعيته جيدة ولا يوجد نقص في الخبز.
ولكن في مقابل كلامه يصرخ "أبو المجد": "وقت تطحش لتاخد ربطة خبز، خود ع مسبات من الموزع عالعالم ولاهامو حدا هو أكبر من الدولة.. لأ وبيطالع الخبز لناس معينة وبدل الربطة عشرة وباقي العالم عم تتفرج..".
ويكمل وهو يشتاط غيظاً: "المسؤولين بحمص تجار أزمات شي أزمة بنزين شي أزمة خبز.. وهلأ على بواب الشتوية جايينا المازوت".
الكحل أحسن من العمى.. والأسعار متفاوتة
"محمد"، أحد سكان المدينة، يقول: "بعد هالنطرة بيعطوك ربطة خبز وحده هاي إذا طلعلك.. بربك يلي عيلته أربع أشخاص ربطة خبز بتكفيه وين عايش هاد.. لكن إلي عيلته سبع أشخاص شو بيعمل بحاله.. ياعمي يرفعو سعر الربطة ويوفرولنا اياها ويخلصونا..".
ويكمل: "بكل الأحوال الموزعين عم ياخدو زيادة.. الربطة سعرها (50) ليرة وبتنباع بـ (65) ليرة بالأحوال العادية، وهلأ بالأزمة مافي موزع عم يبيعا بأقل من (75) ليرة وبكتير أحيان عم توصل للـ (200) ليرة سورية".
أين المسؤولين مما يحدث في مدينة حمص؟
حسبما يرى الكثيرون من الحماصنة على حسب ما جاء على لسان "معتز": "المشكلة ماحدا بدو يسمع وجع الناس أصلاً مافي مسؤول مفكر فينا.. ماهني عم يهربو الطحين ويجوعونا...معقول حمص إلي كانت تطعمي كل سوريا صارت الناس فيها ماتلاقي ربطة الخبز.. شو القصة.. وين اللعبة؟؟".
وقف على الدور.. والأولوية للعسكري
يبقى السؤال كما جاء على لسان "حسين": "كل مانروح ع فرن أو مركز بيع بيقلولنا الموزعين الدور هلأ للعسكري، والله دور هالعسكري طويل مابقى يخلص.. صار بدك واسطة كبيرة لتاخد 7 خبزات.. شو هالعيشة.. قرفنا هالبلد".
وفي تحليله لما يجري يضيف: "بدن دائما يضلو شاغلينا.. وبيخترعوا الأزمة اختراع مشان يغطوا ع سرقاتن.. وبتطلع براس الشعب الفقير".
"لك بيعملوا أزمة وبيرجعوا بيحلوها ليقلولك شفت حلينالكن أزمتكن يعني أنتو بلانا ولاشي.. نحنا حلالين مشاكلكن".
"لاء والاحلى من هيك، والله هالخبز حتى البقر مابتاكلوا. لا رقابة ولا هم يحزنون والطاسة ضايعة..".
ويتساءل حمصي متهكماً: "هل الحق ع هالمهربين، والله الهيئة مادعموه مزبوط لوزير التموين لحتى نزل المخصصات لأفران حمص.. زمن.. وماخفي أعظم...".
ويتابع: "معقول بحمص ملاحقين المواطن حتى ع لقمة العيش حسبي الله ونعم الوكيل".
ومن أسباب الأزمة وفق ما يتهكم الحماصنة أيضاً
"المعتمدين فوق تهريب الطحين عم يبيعو الخبز للي عندو غنم وعنز وبقر وهيك عم يحرموا ويتحكموا بالشعب الفقير.. هالحالة بتجلط.".
ويتساءل أحد سكان المدينة: "هل من المعقول أن اشتري كل يوم ربطتين خبز سياحي ومابيكفوو".
ليتسلل المصطلح الساخر "حمص برعاية دواعش الداخل".. هذا الواقع المؤلم حتى وصل الأمر للقمة العيش.
ويتساءل آخر من سكان المدينة: "كأنه هاي خطوة لتبرير وقف دعم الخبز.. حاج يمننونا بالدعم.. يعطونا رواتب بشر ويرفعوا سعر الربطة للـ (200) وبلا منية ومذلة".
وأخيراً
تتصدر الدعابة الحمصية المشهد ليقول أحدهم: "خلص يصبغوا الطحين باللون البنفسجي ويصير الخبز عالبطاقة الغبية تبعت المحروقات".
ولإغلاق أفواه المواطن الحمصي، وإظهار متابعة الحكومة الحثيثة لأحوال المواطن، أعلنت حماية المستهلك بتاريخ 26 أيلول/ سبتمبر 2018 عن ضبط سيارة "سوزوكي" في ساحة إحدى المخابز في مدينة حمص رفضوا ذكر اسم المخبز، وهذه السيارة محملة بكمية (440) كغ دقيق تمويني و (50) كغ خبز يابس معبأة بأكياس نايلون معدة للتهريب من المخبز، كما أعلنوا عن ضبط مستودع للدقيق خلف الكراجات على طريق حماه فيه كمية (1170) كغ خبز يابس وكمية (2790) كغ دقيق تمويني، كما أعلنوا عن تنظيم ضبطين تموينيين بمخالفة الاتجار بمادة الخبز التمويني الأول بكمية (26) ربطة والثاني بكمية (30)ربطة بحق عمال المخبز نفسه.
ويبدو أن حال المواطن الحمصي العيش في طوابير للحصول على سبل العيش.
التعليق