"سوسي".. رجل أعمال جديد يدخل على خط صفقات الغاز بين "قسد" والنظام


عقدت حكومة النظام مؤخراً اتفاقها مع إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية لإعادة تشغيل معمل غاز "الشدادي" بالحسكة عبر وسيط ومسؤول تشغيل جديد يتعهد بإيصال النفط والغاز باتجاه المحافظات الداخلية والساحل.

ويأتي ذلك بالتزامن مع أزمة في توفير الغاز المنزلي في محافظات حلب والساحل ودمشق وريفها، حتى وصل سعر الاسطوانة الواحدة إلى قرابة 10 آلاف ليرة سورية في بعض المناطق، بررها مسؤولو حكومة النظام بالاحتكار تارة، وبسوء الأحوال الجوية التي تمنع تفريغ حمولات "غاز مستورد" من سفن راسية في الموانئ السورية، تارة أخرى.

وقال حسن شريف من شبكة "الشرقية 24" لموقع "اقتصاد" إن عمليات ضخ الغاز الخام (نسبة الغاز المنزلي 2%) من حقول الجبسة جنوب الحسكة بدأت مؤخراً نحو مناطق سيطرة النظام في حمص بموجب اتفاق جديد مع الإدارة الذاتية الكردية، حيث يتم الضخ من المحطات الفرعية إلى خط الغاز بهدف تغذية محطات توليد الكهرباء إلى حين انتهاء عمليات الصيانة.

وسيحصل النظام على الحصة الأكبر من النفط والغاز لقاء تولي فرقه أعمال الصيانة وإدارة الحقول ودفع رواتب العاملين، فيما تتعهد الإدارة الكردية بحماية العاملين والورشات وخطوط الضخ نحو حقل "التيم" بدير الزور ومعمل الأسمدة الكيماوية بريف حمص، وفق الشريف.

 وحسب الإتفاق، الذي حصل مطلع العام الجاري، فإنه بعد الانتهاء من أعمال الصيانة سيتم العمل على إصلاح الحقول النفطية وإعادة الموظفين للعمل فيها.

وأضاف "شريف" إن عمار السوسي حصل على عقد ليكون مسؤول التشغيل لصيانة معمل غاز الجبسة بقيمة 11 مليون يورو، وسيتكفل بعمليات الإصلاح كاملة. وسوسي هو رجل أعمال أقل شهرة من صاحب شركة "القاطرجي" حسام قاطرجي وسيط عمليات نقل النفط السابق، لكنه أحد ممولي جمعية البستان مع مؤسسها رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد.

وكانت حكومة النظام خلال السنوات الماضية، تستجر النفط الخام من الحقول الرئيسية بمنطقة الجزيرة عبر شركة "حسام قاطرجي"، وهو وسيط يتعهد بإيصال المواد النفطية والغاز والقطن والقمح إلى مناطق سيطرة قوات النظام عير صهاريج  وشاحنات تعبر الفرات فوق سدود نهر الفرات شرق حلب وغرب الرقة.

وأشار شريف إلى اجراء وفد من شركة صينية زيارة لحقول النفط منذ شهرين تقريباً، وهي شركة كانت عاملة في الشدادي قبل عام 2011، حينها كان معمل غاز الجبسة ينتج قرابة ١.٥ مليون متر مكعب من الغاز النظيف.

أمّا قبل سيطرة ميليشيات "قسد" على حقول الشدادي في شباط/فبراير 2016، كان تنظيم "الدولة الإسلامية" يستخدم 9 آبار غازية في حقل "غونة" لتزويد معمل غاز الجبسة عبر محطة "غونة" ثم يتم ضخ الغاز باتجاه دير الزور.

وتنتشر آلاف الآبار النفطية بجنوب الحسكة ضمن حقول: "كبيبة"، "غونة"، "أبو حامضة"، "تشرين"، و"الجبسة" القديم، الذي كان يحوي مديرية حقول "الجبسة" شرق مدينة "الشدادي"، وجميعها كانت تدار من قبل فروع شركة "دبلن" الكندية أو شركة "الساينوبك" الصينية.

ويأمل النظام أن يرفع إنتاجه من الغاز إلى 24 مليون م3 يومياً مقابل  21 مليون م3 قبل عام 2011، من خلال استعادة السيطرة على حقول منطقة "الجزيرة" شرق نهر الفرات، بعد فشله في تغطية الاستهلاك المحلي من الغاز رغم دخول كافة المنشآت النفطية على يمين نهر الفرات في الانتاج وإدخال 26 بئراً غازية جديدة مع منطقة شمال دمشق لرفع إنتاجها من 10.5 مليون م3 قبل 2011 إلى 17.5 مليون م3 يومياً حالياً.

ترك تعليق

التعليق