أهالي درعا.. لا يتخلون أبداً عن زراعة الحُمّص


بدأت في مناطق درعا المختلفة عمليات زراعة محصول الحمص، الذي يعتبر من الزراعات الأساسية، المدرة للدخل لنسبة كبيرة من مزارعي المحافظة.

وأشار المهندس الزراعي ناجي عيسى، إلى أن محصول الحمص، يعد من المحاصيل الأساسية، التي يقبل على زراعتها الفلاح الحوراني؛ نظراً لتوفر الظروف المناخية المناسبة والتربة الخصبة، الصالحة لمثل هذه الزراعات.

وأضاف أن هذه الزراعة تعد من الزراعات البعلية، وتحظى باهتمام كبير من قبل المزارعين في المحافظة؛ نظراً لقلة تكاليفها المالية، وعدم حاجتها لعناية كبيرة مقارنة مع المحاصيل الأخرى.

وأوضح أن أكثر ما تحتاجه هذه الزراعة هو تخليصها من الأعشاب الضارة، التي تتسبب بإعاقة نموها، إضافة إلى مراقبة النمو الطبيعي للنبات، ورشه بالمبيدات الحشرية، فيما لو ظهرت فيه بعض الآفات الزراعية كـ "الدودة الخضراء" وهي الآفة الغالبة، التي تصيب محصول الحمص في طور النمو وتشكل البذور.

ولفت إلى أن زراعة الحمّص تبدأ عادة مع نهاية شهر كانون ثاني، من كل عام حيث تتم عمليات تهيئة الأرض مسبقاً وتحضيرها للزراعة، ومن ثم تتم عمليات الزراعة إما بواسطة البذار أولاً، تليها الحراثة ثانياً، أو من خلال الأبواق التي تزود بها الجرارات الزراعية، حيث يتم إسقاط البذار مترافقاً مع حرث الأرض.

وأشار إلى أن الدونم الواحد من الأراضي الزراعية يحتاج إلى ما بين 16 و20 كغ من بذار الحمص، وذلك حسب الطريقة التي تتم فيها عمليات الزراعة، مشيراً إلى أن إنتاج الدونم في المواسم الجيدة يتراوح ما بين 125 و150 كغ.

من جهته أكد "أبو ضرار"، 58 عاماً، وهو مزارع قديم، أن زراعة الحمص من الزراعات التقليدية في المحافظة، مشيراً إلى أن الفلاح في مناطق درعا ومنذ عشرات السنين، لم يتخل عن هذه الزراعة يوماً ومهما كانت الظروف.

وأضاف أن الفلاح الحوراني يعتمد على محصولين أساسيين في الموسم الزراعي الواحد: الأول المحاصيل الحقلية الشتوية كالقمح والشعير، والثاني المحاصيل البقولية الصيفية التي يعتبر الحمّص أبرزها، لافتاً إلى أنه يخصص كل عام نحو 20 دونماً من أراضيه البالغة مساحتها نحو 100 دونم لزراعتها بالحمص.

وأشار إلى أن سعر الكيلو غرام من الحمص يتراوح ما بين 350 و450 ليرة سورية، وأجرة حراثة الدونم تتراوح ما بين 1750 و2000 ليرة سورية، فيما تبلغ أجرة ضمان الدونم نحو 5000 ليرة سورية.

وقال إن محصول الحمص يؤمن عشرات فرص العمل الموسمية للشباب والأسر، سواء خلال زراعته في شهر شباط، أو خلال جمعه في شهر تموز وآب، لافتاً إلى أن عمليات حصاد الحمص، وجمعه، تتم يدوياً، لذلك فهو بحاجة إلى توفر الأيدي العاملة.

وأضاف أن أجرة حصاد الدونم تتراوح ما بين 2000 و2500 ليرة سورية، وأن الحصّاد الشاطر ينجز أكثر من 2 دونم يومياً، موضحاً أن عشرات الورش تتشكل كل موسم لإنجاز هذه الأعمال، معظمها من الأسر والطلاب والعمال المياومين.

وحول عمليات التسويق أشار إلى أن زبائنه هم من أصحاب المطاعم، وبعض المزارعين والتجار في المناطق القريبة، مشيراً إلى أن معظم إنتاجه يباع في الريف الغربي؛ نظراً لإقبال الأهالي على تموين الحمص كونه يدخل في تركيبة العديد من الأكلات الشعبية، لا سّيما خلال فصل الشتاء حيث تستهلك الأسر كميات كبيرة من هذه المادة الغذائية المهمة.

من جهته أشار المهندس الزراعي صلاح الدين المحمود، إلى أن التربة المناسبة لزراعة الحمص هي التربة الحمراء، موضحاً أن هذه الزراعة تتركز في مناطق الريف الغربي والشمالي، مثل طفس وتل شهاب والمزيريب، ومناطق "الجيدور" و"حوض اليرموك" حيث تتميز هذه المناطق بتربتها الحمراء الخصبة، وبنسبة جيدة من الهاطل المطري الكفيل بإنجاح هذه الزراعة.

مصادر ودراسات طبية أشارت إلى أن الحمص، يعتبر من المواد الغذائية المفيدة لصحة الإنسان، فهو يحتوى على كميات كبيرة من الألياف، إضافة إلى كميات كبيرة من الأملاح المعدنية، والتراكيب الضرورية لصحة الإنسان، وفي مقدمتها الفوسفات والمنغنيز والحديد والكالسيوم وبعض الفيتامينات الضرورية لصحة الإنسان مثل الفيتامين ب المركب وحمض الفوليك والبروتينات النباتية.

من جهتها، مصادر مديرية الزراعة التابعة للنظام، أشارت إلى أن المساحات المخططة لزراعة الحمص لهذا العام، تربو عن 20 ألف هكتار، إنتاجها المتوقع يزيد عن تسعة آلاف طن من حبوب الحمص.

يشار إلى أن الحمص يدخل في العديد من الوجبات الغذائية، لمعظم سكان بلاد الشام، وخاصة للأسر الفقيرة، حيث يتميز بأسعاره المناسبة لدخل الكثير من الأسر.

وتصنع من الحمص العديد من الأكلات الشعبية، وفي مقدمتها أكلة الفلافل والمسبحة، التي يضاف إليها الطحينة وزيت الزيتون وغيرهما من المنهكات والتوابل لتصبح ألذ مذاقاً.




ترك تعليق

التعليق