نشاط طبيعي في مطاعم إدلب.. وحادثة "فيوجن"، تدخل طي النسيان


يقبل الزبائن على مطعم "دريم لاند" المفتتح حديثاً في إدلب بشكل اعتيادي. تقودهم متعة تجريب مطعم جديد، يضاف إلى سلسلة المطاعم الكثيرة التي تشيع في أجواء المدينة مشاعر الارتياح والاستقرار.

ليس بعيداً عن "دريم لاند" وسلسلة المطاعم وسط إدلب، يبدو مطعم "فيوجن" غارقاً في السواد والدمار عقب التفجير الذي جرى فيه قبل أسابيع.

التفجير الذي أدى لسقوط عشرات الضحايا أغلق المطعم أيضاً -ربما إلى الأبد- لكن حركة المطاعم الأخرى لم تتأثر إطلاقاً. "كأن لم يحدث أي تفجير"، كما يتحدث أحد رواد مطاعم المدينة.

مطعم "الأندلس" الشهير بوجباته المحببة مثل البروستد وبرغر العجل ومنسف الخاروف اكتظ هو الآخر -كما في أي وقت- بالزبائن. يقول أحدهم لـ "اقتصاد" بينما كان يلتهم وجبة بروستد تنبعث منها رائحة زكية لا تتوفر إلا في هذا المطعم، "لا شيء تغير. أعتقد أن أصحاب المطاعم كانوا يتوقعون ضربة قاصمة لمشاريعهم لكن كما ترى الحركة نشطة والزبائن مرتاحون وكذلك أصحاب المطاعم". يقول ذلك بينما يرحب بأحد أصدقائه الذي دخل المطعم لفوره ليطلب وجبات جاهزة. "كلنا نرتاد هذه الأماكن العامة دون أن نشعر بالخوف".

في الطرف المقابل تبدو الحركة جيدة في مطعم "حلب الشهباء" الذي يقدم أكلات حلبية بامتياز. إلى جانب حوض سمك زينة كبير وعلى طاولة مرتبة وأنيقة يجلس "أبو جمال" (زبون قديم) متأملاً في حوض السمك تارة وفي وجبته المكونة من كباب الباذنجان والكبة المشوية. يقول أبو جمال لـ "اقتصاد": "اعتدت على تناول وجبة الغداء كل أسبوع في هذا المطعم. حتى في الأسبوع الذي جرت فيه حادثة التفحير اللعينة دخلت إلى هذا المكان وتناولت وجبة سمك سللور مقلية".

نفس الشعور بالارتياح يلاحظ في كل مكان يبيع الطعام بمدينة إدلب. محلات الحلويات مثل "ركن الشوكولا" الشهير بوجباته المتنوعة بين الحلويات والكاتو والكنافة والشوكولا وسلطات الفواكه لا تزال تشهد نشاطاً ملحوظاً حتى في يوم الجمعة (عطلة نهاية الأسبوع) وهو اليوم ذاته الذي شهد حادثة مطعم فيوجن.

مطعم "النادي العائلي" القريب من شارع الثلاثين يزدحم أيضاً يوم الجمعة. "الحركة لم تتأثر على الرغم من جميع التفجيرات الضخمة التي جرت في شارع الثلاثبن على مدار سنوات، فكيف ستتغير جراء حادثة تفجير كتلك التي جرت في مطعم فيوجن؟!"، الكلام هنا لـ "محمد" وهو شاب ثلاثيني يصطحب زوجته كل يوم جمعة لتناول العشاء والتنزه بين الأشجار الكبيرة التي يضمها المطعم. يطلب ابنه الصغير الركوب في القلابة الكبيرة الحجم. وبينما كان يصعد نحو هذه اللعبة المخيفة تتعالى الضحكات في كل مكان بالمطعم الواسع، لتعكس "حب الحياة" الذي لا يفارق السكان على الرغم من كل الأشياء السيئة التي تحيط بهم.

ترك تعليق

التعليق